بهذه الكلمات المختصرة والهادئة بشر ( توما) والده (فرنسوا هولاند) الرئيس الفرنسي المنتخب بالفوز. كان توما حزينا قبل خمس سنوات عندما هزم ساركوزي والدته (سجولين رويال) إلى أن جاء أبوه بعد خمس سنوات وفاز ولكن دون أن تدخل والدته الإليزيه بعد أن أنفصل عنها وارتبط بالسيدة (فالري تيرولير) منذ خمس سنوات تقريبا وهى سيدة مهتمة بالسياسة والعمل الوطني بسبب تعلقها بولدها والذي يعد بطلا حيث فقد قدمه خلال الحرب العالمية الثانية ومات وهو في ال53 من العمر ثم صقلت هذا الشغف بدراسة الماجستير في جامعة السوربون. الغريب أن في اليساريين الفرنسيين تأثير الأسرة واضح على شخصياتهم، مثلاً سجولين رويال كانت أبنة رجل عسكري يعمل في السنغال وهو شديد التدين ولا يميل لحقوق المرأة لتكون ابنته عكسه تماماً ولتكون ابنته يسارية ومن أهم من يدافعون عن حقوق المرأة. وكذلك حدث للرئيس هولاند من شخصية متناقضة بينه وبين أبيه اليميني. الرئيس هولاند شخص طريف وخجول قليلون من تنبأوا بأنه ممكن أن يكون وزيرا قبل خمس سنوات. حزبه اليساري شكل حكومات فرنسا على مدى 21 عاما تخللها فترات للحزب اليميني منذ أول رئيس وزراء يساري عام 1981ميلادي وهو ( بيار مروي ) إلى آخر رئيس وزراء يساري ( جوسبان) . 2002 لم يختاره الحزب وزيرا أبدا بل مجرد أن بدأ في 1981في مكتب المتحدث الرسمي للرئيس إلى عام 2002 ليكون هو المتحدث الرسمي للمرشح جوسبان وكانت أبشع هزيمة للحزب اليساري حيث خسر الحزب من الانتخابات التمهدية. يوجد اتفاق عام بأنه رجل ليس سيئاً ولكنه عادي جدا ولا يمتلك شخصية كارزماتية ولكن سوف تخدمه الظروف الاقتصادية التي سوف تكون أفضل من فترة سلفه، وبرغم السخط العام الفرنسي ضد ساركوزي كاد ساركوزي أن يفوز بعد أن قلص الفارق إلى 2% بعد أن كانت30% في بداية استطلاعات الرأي حتى أن البعض يرى أن الانتخابات لو طالت لأسبوع لفاز ساركوزي ولو أن ساركوزي لم يبالغ في تصحيح المعلومات لفرانسوا هولاند خلال المناظرة الرئاسية لما وقع أيضاً في شباك الخطأ مثل هولاند الذي أخطأ في ذكر إحصائيات نتائج حكم (جوسبان). الفرنسيون بطبيعتهم شعب ساخط ويحب النقد ولا يقتنع بالواقعية ودائما يجادل بالمثالية. لا يكفي إقناعه بمنطقية أوإنجازات الأمس بل يريد وعود للغد. عرف هذا جيدا ميتران فدغدغ مشاعرهم وعاش رئيساً ملكا أربعة عشر عاماً خلفه شيراك صديق الجميع وحليف الجميع ليحكم إثنى عشر عاماً. ساركوزي المسكين اعتقد أنه سيكون (مارجريت ثاشر) فرنسا ومهندس التحول لنظام الكفاءة الاقتصادي من نظام العدالة الاقتصادي فخذلته الظروف الاقتصادية واليمينيون الآخرون وكذلك غص بعداواته من حزبه أيضا وأولهم شيراك و( دوفلبان) وقبل خطاب الهزيمة قال فعلت ما أقدر وسأعتزل السياسة.