تعد الأمثال الشعبية والحكم نتاج تجارب الآخرين ومن سبقونا وهذه الأمثال قد تكون حصيلة تجربة مريرة أو سعيدة لذا لم يبخل علينا السابقون بحصر هذه الممارسة ونتائجها في عدة كلمات موجزة وصياغتها بشكل بديع ومركب يسهل على المتلقي فهم معناه. ويعد المثل مادة خصبة لدراسات متعددة الجوانب سواء الاجتماعية والاقتصادية أو في التعاملات اليومية مع الآخرين ولقد حرص العديد من الباحثين على جمع هذه الثروة لتكون في متناول يد المتلقي والباحث الذي يريد أن يطلع على تراث آبائه وأجداده وخلجات نفوسهم وما يرجونه وما يخافونه وكيف يتعامل مع الأعداء وكيف يتعامل مع الأصدقاء والمتلقي إذا أمعن النظر في هذه الأمثال وجد فيها أصالة وعمقاً وصدقاً وهي لا تقل عن أمثال العرب قديماً حيث تشكل اللهجة الفارق فقط بالإضافة لفارق الظروف الاجتماعية والاقتصادية وغيرها. وللأمثال الشعبية مصادر أساسية هي الذاكرة ومخزون كبار السن منها والمصدر الثاني الشعر الشعبي والمصدر الثالث هو المجتمع ونتاج تجاربه. وإذا كان لهذا المخزون التراثي الثقافي أهمية كبيرة خصوصاً للأجيال القادمة فما هي الطريقة الصحيحة لتفعيله لصالح الجيل؟ إن أفضل طريقة هي تخصيص جزئية من مقرر التربية الوطنية لموروثنا الشعبي وما يحمله من ثروة مهمة لجيل اليوم مع العلم ان هذه الامثال يتم تداولها بين الشباب خصوصا ابناء القرى والبادية. إن ربط جيل اليوم بتراثه وما خلفه الأجداد من تجارب أمر مهم وليس كما يفسره البعض بالرجعية. ومن الجوانب المهمة في بلورة هذه الفكرة وادراجها تربويا هو ان تنقل الجملة التي صيغت في صورة مثل او حكمة التجربة للمتلقي في إطار تربوي ناجح بحيث يسهل على أبناء هذا الجيل تقبل المعلومة أو القصة أو المثل، إن موروثنا الشعبي يحمل مخزوناً كبيراً من التجارب الناجحة والمفيدة سواء في مجال التعاملات اليومية أو في المجال الاقتصادي والاجتماعي لذا لا يتردد البعض في قول المثل أو الحكمة عند الدخول في حل المشاكل والمنازعات أو في مجال النصح والإرشاد حيث تستخدم كوسيلة أو دعم للمقولة وقد تحقق عندما يتم اختيارها بما يتناسب مع الموقف نجاح في المهمات ولها قبول لدى العاقلة من الناس ومن يدركون المصادر الحقيقية التي صيغت بسببها هذه الامثال والحكم والمثل يقول (الاول ماخلى للتالي شيء) .