أشهر من رأس على علم هو «زقاق الحريم» في أشهر أسواق مكةالمكرمة الشعبية سوق العتيبية الذي يحتضن أكثر من 3500 محل تجاري، وغدا مقصد الحجاج والمعتمرين لقربه من مناطق إسكان مواسم الحج والعمرة. وتتنافس المحلات التجارية وتتطور وسائل التسويق وآليات العرض وتتنوع البضائع وتطرح العروض ويظل زقاق الحريم بملامح تقليدية التي لم تفلح نفحات التجارة الحديثة في اقتلاع جذورها. 20 سيدة أصبحن أشبه بعلامات تجارية لتسويق الملابس والحناء وحلاوة إزالة الشعر والأغطية النسائية والعباءات وعبوات العود المعطر. وعلى طرف الطريق الضيق تستند البائعات السعوديات جدار مدرسة بنات قديمة كقدم السوق لتعليق بضائعهن ومستفيدات لظل الطريق لاتقاء لسعات الشمس. جولة «الرياض» كشفت أن السيدات السعوديات اللاتي يمارسن البيع وقد تقدم بهن السن يواجهن صعوبات كبيرة في نقل وحفظ وعرض بضائعهن بسبب افتراشهن للأرض وتعرضهن للإجهاد بسبب الجلوس الطويل ولأكثر من خمس ساعات متواصلة. ويعود تاريخ بروز هذا السوق لسيدة سعودية تدعى مباركة والتي تعتبر أول من عرضت بضاعتها لتوفير مصدر رزق يعينها على متطلبات الحياة وذلك قبل 27 عاماً من الآن. وتشير مريم خضر مهتمة بحقوق المرأة وعضو جمعية حقوق الإنسان بمكةالمكرمة أنه ينبغي على الجهات ذات العلاقة مساعدة هذه الفئة ودعم صمودهن كبائعات بتخصيص أكشاك صغيرة جدارية لممارسة البيع المنظم وتسهيل مزاولتهن للبيع بما يحفظ كرامتهن ويزيل عنهن معاناة تحميل وتنزيل البضائع. ويرى مراقبون في السوق أن عقد شراكة بين الضمان الاجتماعي وأمانة العاصمة المقدسة في بناء أكشاك جدارية داخل الممر من شأنه رفع عائدات البائعات السعوديات ودعم مشاريع الأسر المنتجة خاصة وأن الجدار التجاري لمرفق حكومي مما يزيل عنهن أعباء النقل والإيجار. ويرى محمد اللحياني مستثمر في السوق أن تمتع سوق العتيبية بأزقة تجارية تفيض بالمتسوقات من شأنه خلق فرص استثمارية للتجارة النسائية بحيث يتم مسح المواقع التي يمكن بناء نقاط بيع غير معطلة لحركة المرور على تؤجر بسعر رمزي للبائعات السعوديات وأغلبهن أمهات وجدات يبحثن عن لقمة العيش. رغم القدم ما تزال العراقة موجودة أكشاك قد تكون حلا للمسنات