قالت مصادر إن سوريا تواجه توقفا في واردات وقود الديزل الضروري لتشغيل المركبات الثقيلة بما في ذلك دبابات الجيش مع استهلاك سلسلة شحنات من روسيا خلال الأسابيع الأربعة الماضية. وأظهرت بيانات قدمها مصدر ملاحي أن ميناءي بانياس وطرطوس السوريين لم يستقبلا أي شحنات من زيت الغاز الذي يمكن تسويقه كوقود ديزل خلال الأسابيع الأربعة الماضية. وتجد سوريا صعوبة متزايدة في شراء الحبوب من السوق العالمية بسبب العقوبات التي تعطل قدرتها على الحصول على تمويل للتجارة في حين تجاهد أعداد متزايدة من مواطنيها للحصول على الغذاء بعد مرور أكثر من عام على اندلاع الصراع. وفرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول غربية أخرى عقوبات على حكومة الرئيس السوري بشار الاسد ردا على حملته الدموية على انتفاضة شعبية ما أودى بحياة نحو عشرة آلاف شخص. وأضرت الاجراءات التي تشمل تجميد أصول وقيود على التمويل بتجارة الحبوب الحيوية بالنسبة لسوريا. وتعتمد سوريا على الواردات الغذائية في تلبين نحو نصف احتياجاتها الاجمالية حيث يستخدم القمح كغذاء والذرة والشعير كعلف حيواني. وقال مصدر تجاري "سوريا لديها مشكلات كبيرة في الوقت الراهن تتمثل في إيجاد شركات مستعدة لبيع حبوب مثل الشعير. لا يمكنك فتح خطاب اعتماد ويبدو أن مخاطر ابرام اي صفقة تتزايد باستمرار." وطرحت هيئة حكومية سورية مناقصة دولية الأسبوع الماضي لشراء 150 ألف طن من علف الشعير. وفي العام الماضي كانت قد طرحت مناقصة لشراء 500 الف طن من الشعير لكنها لم تتمكن من ذلك. وقال مصدر "بسبب المشكلات التي يواجهونها أصبح يتعين عليهم الآن طرح مناقصات على شحنات أقل." وفي الشهر الماضي توقعت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة أن ترتفع احتياجات سوريا من الحبوب في السنة التسويقية 2011-2012 إلى أربعة ملايين طن بزيادة مليون طن عن العام الماضي. ومن ناحية أخرى توقع مجلس الحبوب العالمي أن تحتاج سوريا لاستيراد 900 ألف طن من القمح في 2011-2012 ارتفاعا من 500 الف طن في 2010-2011. وقال هنري ولكنسون مدير المعلومات والتحليل في المجموعة الاستشارية لتقييم المخاطر "سوريا تواجه مشكلات تجارية وبناء على تقارير يبدو ان ما يحدث الآن هو أن الشركات تخرج من البلاد بسبب الأوضاع الأمنية ومخاطر التشغيل ويمثل ذلك تحديا للحكومة فيما يتعلق بالواردات." وأضاف "في سوريا الخبز مدعوم لذلك فإن التحكم في أسعار الخبز سيكون من استراتيجيات الحكومة المهمة." وافاد تقرير سري للأمم المتحدة حصلت عليه رويترز أن مليون شخص في سوريا يحتاجون مساعدات إنسانية. وقال التقرير "الحصول على الغذاء أصبح مشكلة متصاعدة في سوريا." ومع استمرار العنف على الرغم من مفاوضات وقف إطلاق النار الشهر الماضي قال برنامج الغذاء العالمي إن عدد من يقدم لهم المساعدات في سوريا من المتوقع ان يرتفع إلى نصف مليون في الأسابيع المقبلة من 250 ألفا في ابريل/ نيسان. وقالت مصادر تجارية إن سوريا قد تحتاج لتمرير وارداتها عبر دول مجاورة مثل الأردن ولبنان وتهريبها إلى الداخل باستخدام شاحنات وعربات قطارات. وأضافت المصادر أن إيران ورغم أنها تواجه عقوبات من الغرب فمن المتوقع أن يطلب منها المساعدة في توصيل واردات الحبوب لسوريا. ويمكن نقل هذه الشحنات عبر العراق أو شراؤها نيابة عن سوريا باستخدام شبكات أقامتها إيران. وقال التلفزيون الإيراني الحكومي على موقعه على الانترنت إن طهران وقعت اتفاقا للتجارة الحرة مع سوريا الاسبوع الماضي. وقال مصدر تجاري "إيران تمكنت من التحايل على القيود المالية وتستورد الحبوب وسنرى سوريا تستخدم الإيرانيين في شراء الحبوب لكن ذلك يحتاج لبعض الوقت." وأضاف "في الوقت الراهن يقف الاسد على خط النار مع الغرب ويجب ان يجد حلولا سريعة."