التراث بمفهومه هو تراكم خبرة الإنسان في حواره مع الطبيعة، إذْ يعني التجربة المتبادلة بين الإنسان ومحيطه، وهو أيضاً يعنى بتاريخ الإنسان في تجارب ماضيه، وحاضره، ومستقبله. الهوية في التراث الثقافي شرط الإحساس بالذات والانتماء، وهي التعبير الصادق عن الذات في أقصى درجات انتشائها واحتفالها، كما هي أيضاً ترتكز على شعور غريزي بالانتماء والمحلية وتظهر ملازمة للثقافة الخاصة في حدود ملامحها الأصلية والأهلية التي تشكل حاملا للهوية الجماعية،ومن هنا فالهوية الثقافية هي الحد المكتسب من المعارف والتصورات والممارسات الفكرية لدى الإنسان في محيطه الاجتماعي. وبما أن التراث الثقافي جزء هام من حاضرنا،فهو يشكل نموذجاً مثالياً لنا من خلال تطابقه مع مبادئ الحياة الاجتماعية،فالتراث، في المجتمع التقليدي، هو الخزان الحي لتجليات الفكر والأدب، ولذلك فإن الحفاظ على تلك الهوية الثقافية لتراثنا الشعبي أمر لابد منه في ظل التطور الحديث . في تراثنا الشعبي الكثير من الجوانب التي تحتاج إلى المحافظه عليها لبناء هويتها وبقائها للأجيال القادمة ، وقبل هذا الحفاظ على تراثنا الشعبي الحالي الذي تركه لنا الأجداد والآباء،والذي هو بمثابة الإرث الجميل والرائع الذي نتناقله الآن في أحاديثنا سواء في القصيدة الشعبية أو الرواية والقصة أو الحرف الشعبية. من خلال الحديث عن التراث الشعبي،نجد أن هناك العديد من الجوانب التي لابد من التعرض لها خصوصاً في تراثنا القديم ومكانته عند صانعيه الذين تركوا لنا من خلاله الجمال والروعة، فهم من أبدع في الشعر وفي القصة وفي الخيال وفي الوصف ،ولذلك على سبيل المثال بقيت قصائدهم العاطفية برقتها وروعتها متداولة حتى الآن ولم تفقد شيئاً من جمالياتها ، لمسنا فيها ثقافتهم وتعاملهم في مجتمعهم . وليبقَ تراثنا الشعبي رائعاً وراقياً بهويته التي تبقى عنواناً جميلاً يلامس الوجدان بكل حالاته وعذوبته بذكرى مبدعيه. أخيراً : مثل الشفق صوتك يلامس بي الوجد مثل الدف في همسك القلب مسرور مثل الشموخ اللي خذى للمدى حد مثل النخل والفي والروض ممطور