قامت الندوة العالمية للشباب الاسلامي بتشكيل لجنة إغاثة عاجلة للشعب المالي ونظمت حملتها الأولى كإغاثة سريعة تكونت من سلال غذائية، تحوي الواحدة منها على (10ك أرز، و 5ك سكر، و5 ك زيت طعام) وقدمت هذه السلال لكل الأسر الموجودة، واستفاد منها أغلب اللاجئين، وبلغ عدد هذه السلال (1100) سلة غذائية.. وهي أول مساعدة لهؤلاء المحتاجين، وبادرة سريعة تتبعها حملات أخرى تصحبها ببرامج الندوة العالمية من التعليم والدعوة والرعاية وإعادة تأهيل الشباب في هذه المخيمات. يذكر أن عدد اللاجئين بالنيجر وحدها يقدر ب(70.000) حتى الآن من النساء والأطفال والرجال والشيوخ، وهم موزعون على ثلاث مناطق بها 1- (ولاية تيلابيري - فللنجي – أبلاخ)2- (ولاية تيلابيري - فلنجي – أيورو)3- (ولاية ولام – توتي كويندي – منقازي) وكانت هذه المنطقة الثالثة، يقول (عبدالرحمن عبدالله) أحد أعضاء لجنة إغاثة اللاجئين الماليين بالندوة: إن حالة النازحين لا توصف وأوضاعهم الإنسانية مؤلمة، والمناطق التي لجؤوا إليها في النيجر، مناطق فقر ومجاعة، وهي المناطق المجاورة لجمهورية مالي، لأنها صحراوية شديدة الحرارة، التي تصل بالنهار إلى ما يقرب من 50 درجة مئوية، وتصل ليلاً إلى 39 درجة مئوية، كما تنعدم الرؤية من الرمال والأتربة.. كل هذه الأوضاع أوجدت بينهم كثيراً من الأمراض، حتى الماء الذي هو أساس الحياة فهو غير متوفر، ورأيناهم يشربون من المستنقعات الآسنة البعيدة عنهم، ويذهبون إليها ويحملون منها الماء لأماكن تجمعهم، بالدواب، ويمكن حصر مظاهر الفاقة لديهم فيما يلي: ( الإيواء- المأكل- مياه الشرب- الجفاف- تفشي الفقر والجهل- حرمان الأطفال من التعليم والرعاية- الوفيات)، وهي الأسباب التي دفعت الندوة لتسخير جهودها، وتقديم إغاثتها العاجلة. وعن وضعهم الصحي يقول مدير مكتب الندوة العالمية بالنيجر(منصور راشد):إن وضعهم الصحي مزري ويتعرضون لكثير من الأمراض، وقد رأينا نساءً يضعن حملهن ويفتقدن الرعاية، بل منهن من رأيناها تمشي على أربع، (يديها ورجليها) من شدة التعب، وترتفع أعداد الوفيات خاصة في الأطفال الذين يحصدهم الموت بمعدل (5) أطفال يومياً غير الرجال والنساء. وأفاد بأن الشعب المالي شعب يتمتع بقوة إيمانية عجيبة، وتراث ضخم، وهم حريصون على تنشئة أبنائهم على العلم الشرعي والإسلامي، وإنك لتتعجب أن تراهم وهم في ظل هذا الكرب أن تكون أكثر المطالب التي ألحوا عليها أثناء زيارتنا لهم، أن نبني لهم مسجداً، وأن نعين لهم من يعلم أبناءهم القرآن، ومأساتهم مع الوقت تزداد سوءاً ومحنتهم لم تخدم بالصورة الجيدة، وحينما زرنا مخيم (منقازي) وعاينا مشاهد وصورة مؤلمة، فالأطفال يموتون، والآلاف لا يجدون طعاماً أو لباساً أو مأوى يأويهم، وإذا لم يجدوا الإغاثة السريعة ستكون كارثة إنسانية بكل المقاييس.