يبقى الطفل بالنسبة لي هاجساً دائماً أستشعر من خلاله الاهتمام بالمستقبل ، رؤية الغد تتمثل في تعامل الكبار مع صغارهم حين تكون الطفولة محور التخطيط الاستراتيجي للغد فإن المستقبل سيكون نمواً وتطوراً مستمراً لا خطوة فيه للخلف.... في معرض الكتاب في جنيف كانت الطفولة حاضرة بقوة لم يحمل الكبار عدداً كبيراً من الكتب وكذلك الصغار ولكن كانوا الأكثر في تعداد المرتادين للمعرض وكانوا يتحركون بكثرة ووفق فوضى خلاقة فعلاً حيث تنوع المسابقات لصالحهم ومن قبل دور النشر وتحت إشراف معلمي هؤلاء الأطفال ويزداد الاحترام للطفل من قبل جميع المرتادين لهؤلاء الأطفال حيث تجد الكبير والشاب رجلاً كان أو امرأة يقف بهدوء وتقدير لهذا الصغير وهو يتحرك أو يتمدد على الأرض بحثاً عن إجابة لسؤال قد يكون معلومة تاريخية أو نباتية أو فنية وربما لوناً وربما شكلاً أو معلومة عن ركن أو اسم كتاب وخلاف ذلك المهم أن يتحرك الطفل داخل المعرض وأن يكون الجزء الرئيس فيه ..... لا يهمني حالة الشراء المنخفضة للكبار لأنني أعتبرها طبيعية في سياق اقتناء الكتاب الدائمة للفرد الأوروبي ...، ولا يهمني عدم البحث عن كتاب أو رواية تحت الطاولة لشرائها خلسة لأنه أيضا جزء من فضاء الحرية المتسع لمسئولية الفرد عن نفسه.......، ولكن يهمني كثيراً التعامل مع الطفل وفق معايير تربوية عالية المستوى حيث احترام إنسانيته وتقدير عقله والعمل على بناء وتكوين شخصيته مع احترام لعقله وتوقع إيجابي من الطفل ..... الأسرة تحتويه بشكل نموذجي المعلم يكمل الرسالة التربوية مؤسسات المجتمع ككل تقوم بدورها تجاه الطفل إدراكا لمسئوليتها الاجتماعية ، لم يتم منعه من ارتياد المعرض بحجة الحفاظ على النظام ولم يتم تحجيم حركته بل اتسعت المساحة بحجم التوقعات منه وله.... لم يكن ضيفاً بل كان محوراً رئيسياً.... بقدر احترام الأمم للطفل بقدر توقعك لغدها ، الأمر ليس بتلك الصعوبة وليس مكلفاً مادياً فقط هي القدرة على إدراك أهمية الطفل وإدراك مسئولية كل فرد أو مؤسسة في تلك العملية ، وفق حس وطني وإنساني يرتقي لحق هذا الطفل ليس برؤية غربية بل بفلسفة إسلامية احترمت الطفل في كل تفاصيل حياته سواء في اختيار اسمه او في حقة في الحياة والتعليم والكرامة ....... قوة الغد بإشراقة شمس طفولة اليوم......