يأتي الطفل في السادسة من عمره إلى المدرسة وهو شخصية لها كيانها ، وحالة مفردة لا سبيل إلى تناولها بالتعليم أو التقويم ما لم نقف على أسلوبه في الحياة الذي أتى به من أسرته ، ومعنى ذلك أيضا أن معاملتنا كمربين للأطفال لا ينبغي أن تسير على نمط واحد قائم على المعرفة النظرية بالمبادئ العامة لنفسية الأطفال دون مراعاة للفروق الفردية وعندما يبدأ الطفل الدراسة في المدرسة الابتدائية يكون قد بدأ فعلا مرحلة الطفولة المتوسطة التي تمتد من أوائل السنة السادسة حتى آخر السنة الثامنة من عمره وبذلك تستمر هذه المرحلة من النمو أثناء دراسته في السنتين الأولى والثانية في المدرسة الابتدائية 0وتحدث تطورات في النمو الجسمي حيث يستمر النمو الجسمي ويصل الطفل في نموه في أواخر السنة الثامنة من العمر إلى حوالي 5 4 % من تكوينه الجسمي العام ، ومن ناحية النمو النفسي يميل الطفل إلى الهدوء النسبي ،وان انتقال الطفل من البيت إلى المدرسة يعد ولا ريب حدثا عظيما في حياته ويترك في نفسه آثارا عميقة قد تحدد مستقبله وسلوكه 00وتختلف حالة كل طفل عند الانتقال عن الآخر 00وتكون مشحونة عادة بشتى العواطف والانفعالات العميقة فمن دخل المدرسة باكيا أو صاخبا أو مرعدا أو مترددا ليس كمن دخلها راغبا ومطمئنا ،ولاسيما من كان يقتفي أثر أخوة له أو أخوات إن كل واحد منا يتذكر الساعات الحرجة التي مر بها يوم سار به والده أول مرة إلى المدرسة ،وما اعتراه من تخوف وتهيب أو من خجل أو من غبطة وسرور 0 وان التربية ليست تراكم شذرات من المعلومات والمعرفة ،ولكنها الوسائل الذهنية وأساليب التفكير وفوق كل شيء الميل والاستعداد لاكتساب المعرفة والنهل منها مدى الحياة 0ولن تنجح المدرسة في تحقيق أغراض التربية ما لم يكن في استطاعتها التعرف على الميول والاستعدادات الفطرية والإمكانات العقلية لدى التلاميذ حتى يتسنى لها اختيار الوسائل المناسبة لانبثاقها وتطويرها وازدهارها 0 وللطفولة الإنسانية أهمية بالغة في حياة كل فرد بصورة شعورية مباشرة أو لاشعورية وغير مباشرة ، وذلك لما تمتاز به من خصائص جسمية وخصائص اجتماعية وخصائص انفعالية ، وخصائص عقلية 00وعن الخصائص العقلية نقول :أن تلاميذ الصفوف الابتدائية الأولى لديهم شغف كبير جدا بالتعلم ،ومن أفضل الأشياء في تدريس هذه الصفوف أن تتوافر واقعية التلاميذ من داخل الأنشطة 00والأطفال في هذه السن يحبون الكلام ويميلون إلى أن يتاح لهم بيسر وسهولة أكبر في الكلام عنه في الكتابة 00كما أنهم شغوفون بالتشجيع سواء عرفوا الجواب الصحيح أم لا ولهذا يجب على معلمي الصف الأول الابتدائي مراعاة ذلك ومراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ 00وان مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ أساسه احترام قيمة الفرد ودوره في حياة المجتمع ،ومعنى هذا أن نقدم كل مساعدة ممكنة لكل تلميذ وتربيته في ضوء قدراته وحاجاته وميوله الخاصة 0 و كثير من المعلمين وكثير من الطلاب ، وعن طريق الخبرة يعرفون أن مستوى الطالب يختلف في معظم المواد الدراسية المختلفة 00 فقد يكون متفوقا في اللغات أو الرياضيات ، وضعيفا فيما عداها وقد يحصل على الدرجة الكاملة في مادة ما بينما لا يحصل على درجة النجاح في مادة أخرى إلا بشق الأنفس 00 ولهذا تجد أن الطلاب في المرحلة الثانوية وبعد السنة الأولى يتوزعون ، فمنهم من يلتحق بقسم العلوم الطبيعية ومنهم من يلتحق بقسم العلوم الشرعية والعربية ومنهم من يلتحق بقسم العلوم الإدارية والاجتماعية وهكذا 00 فما هو التفسير الذي يقدمه علم النفس هنا ؟0 لقد كانت نظرية الملكات هي أول تفسير لهذه ، ولكن هذه النظرية انهارت أمام النقد الذي وجه إليها ، ثم بعد ذلك اتخذ البحث في هذه المسألة اتجاها جديدا على يد سبيرمان الذي اعتمد في بحثه على تحليل النتائج لاختبارات الذكاء مستخدما في ذلك أساليب الإحصاء ، ثم انتهى إلى نظرية عرفت باسم نظرية العاملين وتتلخص في أن كل عملية تحليلها إلى عاملين : 1 عامل مشترك بين هذه العملية بالذات وبين غيرها من العمليات وقد سماه العامل العام ورمز له بالحرف ( ع ) وهذا العامل العام هو الذكاء في معناه العام 0 2 عامل خاص يختلف من عملية إلى أخرى ، ورمز له بالحرف ( ص ) وهذا العامل الخاص هو القدرة 0 ولنضرب مثالا توضيحيا على ذلك ( محمد و علي ) وجدا بعد الاختبار على مستوى واحد من الذكاء ، فهل معنى هذا أن المسائل التي نجحا فيها كانت واحدة ؟ 0 الجواب : لا 0 محمد : أجاب بنجاح على المشكلات التي تتعلق بالعلاقات المكانية مثلا ، ولم يستطع أن ينجح في الكشف عن أوجه التناقض أو السخف في المسائل التي تحتوي عليه 0 علي : على عكسه ، فكيف نفسر التكوين العقلي للاثنين ؟ العامل العام وهو الذكاء واحد ولكن محمد يمتاز بقدرة خاصة على إدراك العلاقات المكانية و علي يمتاز بقدرة خاصة على الكشف عن أوجه السخف أو التناقض في الأقوال التي تحمل هذا المعنى 0 ولو أخذنا بنظرية سبيرمان وجب أن نسلم بوجود عدد لا يكاد يحصى من القدرات على قدر ما هنالك من عمليات عقلية وقد يكون هذا صحيحا ، إلا أن التحليلات التي قام بها الباحثون بعد سبيرمان أدت إلى الكشف عما أسموه بالقدرات الطائفية 0 فما هي القدرات الطائفية ؟ 0 نقول : إن العمليات التي يقوم بها العقل وضروب السلوك بوجه عام يمكن أن تتجمع في طوائف لعلة التشابه بين أفراد الطائفة الواحدة 00 وهذا يؤدي إلى افتراض قدرة واحدة لكل طائفة يطلق عليها القدرة الطائفية 0 فعمليات الجمع والطرح والضرب والقسمة والتحليل في المسائل الرياضية مثلا تجمعها قدرة طائفية واحدة هي القدرة الرياضية 00 وعمليات الهجاء والقراءة والكتابة والشعر والخطابة تدخل كلها تحت قدرة طائفية واحدة هي القدرة اللغوية وهكذا 0 والقدرة الطائفية استعداد فطري يظل كامنا حتى يتهيأ له من العوامل البيئية والنفسية ما يظهره 00 والقدرات الطائفية خمس وهي: 1 القدرة اللغوية : وتظهر في تعلم اللغات 0 2 القدرة الرياضية : وتظهر في العمليات التي تدور حول الكم وباستخدام الرموز 0 3 القدرة العملية : وتبدو واضحة عند ذوي المهارة في الأعمال اليدوية كالصياغة والنجارة 0 4 القدرة الفنية : وتتمثل في إدراك نواحي الجمال في الأشياء عن طريق البصر وفي الرسم والتصوير والنحت 0 5 القدرة الموسيقية : وتتمثل في العزف على الآلات ووضع المقطوعات الموسيقية والتلحين وتذوق الجمال عن طريق السمع 0 • خصائص النمو عند الأطفال ( تلاميذ الصفوف الأولية ) النمو : عملية تراكمية متصلة ، تتطور في شكل مراحل ، وكل مرحلة تمهد للمرحلة التي تليها ، والنمو بمظاهره التكوينية ، كالشكل والوزن أو الوظيفة سواء الحسية أو العقلية أو الاجتماعية يتأثر بعوامل الوراثة والتكوين العضوي ، والغذاء ، والبيئة الاجتماعية والثقافية 0 وتتميز مرحلة الطفولة الوسطى ( 69 ) سنوات بخصائص ، جسمية كبطء النمو الجسمي ، وظهور الأسنان الدائمة بدلا عن الأسنان اللبنية 0 وعلى الأسرة أن تهتم بالعادات السلوكية السليمة ، كالاهتمام بنظافة الأطفال ، ونوعية الطعام ، والاهتمام بالتطعيمات ، والنوم الكافي ، وسلامة قوام الطفل ، وبالجانب الوقائي بشكل عام 0 والآن إلى تفاصيل لكل نوع من أنواع النمو : 1 النمو الحركي : يزداد نمو التآزر بين العضلات الكبيرة والصغيرة ، ويزداد التآزر بين العين واليد ، وتزداد مهارة الطفل في التعامل مع الأشياء ، وتزداد تدريجيا مهاراته الجسمية الضرورية للألعاب الرياضية المناسبة للمرحلة ، وعلى المدرسة الاهتمام بمادة التربية الرياضية والفنية لتنمية مهارات اللعب وتدريب التلاميذ على رسم الخطوط الرأسية والأفقية ، وعدم التركيز على مهارة الأصابع ، وعدم إجبار الطفل الأيسر ( الأعسر ) على الكتابة باليد اليمنى ، لما قد يترتب على ذلك من اضطرابات نفسية عصبية 0 وعلى الأسرة توفير فرص النشاط الحركي الملائم ، وإيجاد فرص الترفيه ، ومراجعة المرشد الطلابي أو النفسي أو الاجتماعي بالمدرسة عند ظهور نشاط حركي غير معتاد 0 2 النمو الحسي : حيث تظهر القدرة على الإدراك الحسي من خلال القراءة والكتابة ، والتعرف على الأشياء من خلال ألوانها وأشكالها ورائحتها وأحجامها 0 وتعلم العمليات الحسابية الأساسية ، وإدراك الحروف الهجائية وتركيبها في كلمات وجمل ، مع ملاحظة صعوبة التمييز في البداية بين الحروف المتشابهة 0 ويتميز النمو الحسي بتوافق الحواس الخمس مع الأخذ في الاعتبار الفروق الفردية بين الأطفال ، وظهور بعض الصعوبات لدى بعضهم 0 وعلى المدرسة والأسرة تدريب الأطفال على تنمية الحواس وتشجيعهم على الملاحظة من خلال النشاط المرتبط بالوسائل السمعية والبصرية واللمسية ، وتدريب الأطفال على إدراك أوجه الشبه والاختلاف بين الأشياء وتدريبهم على دقة إدراك الزمن والمسافات والأوزان والألوان 0 وتوظيف المقررات الدراسية لهذا الغرض في المدرسة والمنزل 0 وعلى الأسرة توفير الألعاب التي تشجع الطفل على تنمية الإدراك والتفكير ، وعلى الأسرة والمدرسة القيام برحلات وجولات ترفيهية للأطفال ليتمكنوا من خلالها من قراءة اللافتات في الشوارع والأسواق ، وعلى الأسرة تجنيب طفلها أخطار المؤثرات الحسية سواء السمعية أو البصرية الشديدة ، مع ضرورة الكشف الدوري على الحواس 0 3 النمو العقلي : يتميز بالسرعة ، كالقدرة على التعلم ، والتذكر ، والتفكير ، والتخيل ، وحب الاستطلاع0 ويتأثر النمو العقلي بالمستوى الاجتماعي والثقافي والاقتصادي للأسرة ، كما يتأثر بالمدرسة ووسائل الأعلام ، وعلى المدرسة والأسرة رعاية ذلك النمو بتدريب الأطفال على كيفية اكتساب القدرة على التذكر والانتباه ، مع مراعاة الفروق الفردية في ذلك ، مع التشجيع المستمر على حب الاستطلاع ، وتنمية الميول والاتجاهات والمحاولات الابتكارية ، وتوفير المثيرات التربوية والتعليمية المناسبة للنمو العقلي في المدرسة والبيت ، والتخفيف من التذكر الآلي والحفظ 0 مع الاهتمام بالتوافق المدرسي والأسري ، وحث الطفل على التفكير والاعتماد على النفس 0 4 النمو اللغوي : كلما تقدم الطفل في السن أو العمر ، كلما تقدم في تحصيله اللغوي ، وهذا يعني أن هناك علاقة كبيرة وقوية بين النمو اللغوي ، والنمو العقلي ، والاجتماعي ، والانفعالي ، والجسمي ، وعلى المدرسة تدريب الطفل على الكتابة الصحيحة رسما وأسلوبا ونحوا وإملاءً ، وتصويب مكامن الأخطاء اللغوية لدى الطفل ، والاكتشاف المبكر لعيوب الكلام مثل : اللجلجة ، والتهتهة ، والفأفأة 0 وعلى الأسرة تهيئة الظروف المنزلية وتشجيع الأطفال على قراءة القرآن الكريم ، وعلى الكلام ، والتعبير الحر ، والثقة بالنفس 0 مع مراعاة تصويب الأخطاء بشكل تربوي ، وعلى الأسرة تبليغ المرشد الطلابي أو النفسي أو الاجتماعي بالمدرسة بأي مشكلات لغوية لدى الطفل 0 • خوف الطفل من المدرسة : أكد خبراء علم النفس والتربية أن الخوف من المدرسة مشكلة تواجه الأسر المختلفة مع بدء العام الدراسي، ويأخذ أشكالاً مختلفة طبيعية ومرضية حسب طبيعة العلاقة بين الطفل والأم والبيئة المحيطة، وأنه كلما اتسعت دائرة معارفه بالإضافة إلى الأم كان ذلك بمثابة حماية للطفل من الخوف والاضطراب النفسي أثناء دخول المدرسة، وينصحون المسئولين بأن يقيموا مِهرجانات احتفال ببدء العام الدراسي؛ لتحبيب الأطفال فيها، كما ينصحون أولياء الأمور باصطحاب أبنائهم إلى المدرسة والبقاء معهم أول يوم من أجل مساعدتهم على التواصل مع المدرسة 0 • أنواع الخوف : الخوف من المدرسة نوعان ، وهما : 1 الأول خوف طبيعي أو عادي أو سوي : وهو بسبب النقلة التي تعرض لها الطفل فجأة من بيئة اجتماعية، وهي البيت إلى بيئة جديدة وهي المدرسة ، خاصة مع تغيير المدرسة لتغير محل الإقامة أو الانتقال لمرحلة دراسية جديدة، لا يجد فيها عناية مركزة مثل البيت، ويرى زملاء جدد وهو خوف عادي يمكن أن يزول مع الوقت ويتأقلم معه ويتفاعل مع بعض الأنشطة الموجودة بالمدرسة ويصبح الطفل محب للمدرسة 0 والخوف الطبيعي هو فسيولوجي حيث يحدث نتيجة الذهاب لمكان جديد ومجتمع أوسع من مجتمع الأسرة دون تهيئة ، وهذا يحدث للكبار أيضًا إذا أقبلوا على عمل جديد . وإذا كان بعض الأطفال يخافون من الذهاب إلى المدرسة فإن هناك فئة أخرى ترفض الذهاب تمامًا إليها ربما بسبب قسوة بعض المدرسين أو للواجبات الكثيرة أو عدم الاهتمام بمشاعر الطفل، والتعامل معه بصورة لا آدمية، والأخطر، ما نلاحظه من اختفاء أبوة المدرس التي تفشت بسبب عدم إعداد المعلم تربويًّا 0 2 الثاني خوف مرضي : والخوف المرضي غير الطبيعي ينتج عن ارتباط الطفل بالبيت بصورة مبالغ فيها نتيجة تعلقه بالأم أو تدليلها الشديد له، وبالتالي تظهر رغبته في عدم الانفصال عنها ورفضه الذهاب إلى المدرسة ، ونتيجة الضغط وإصرار الأسرة على استقلاله تضطرب نفسية الطفل 0و حل هذه المشكلة في الثقافة والوعي التربوي بالسمات العامة لكل مرحلة، فضلاً عن التدرج في انفصال الطفل عن أسرته والقيام برحلات استكشافية لمدرسة الغد، والتعرف على مبانيها وأسوارها وبعض مدرسيها قبل بداية العام الدراسي، وبهذا الاحتضان والتشجيع من جانب الأسرة يتغلب الطفل على ما يواجهه من مشاكل 0 والطفل الذي يدخل المدرسة لأول مرة قد يسبب له ذلك أزمة نفسية ، خاصة الأطفال المرتبطين بأمهاتهم بصورة قوية للغاية تصل إلى حد الحالة المرضية ، وتشجع للأسف الأم طفلها على هذا الارتباط بدلاً من أن تساعده على توسيع المجتمع الذي يعيش فيه تدريجيًّا، باعتبار أن الأم هي بيئة الطفل الوحيدة خلال أول عامين، ثم بعد ذلك تتسع دائرة بيئته لتشمل والده ثم أعمامه وجدته وأقاربه من الأطفال المماثلين له في العمر، ويقع على عاتق الأم هذه المهمة حتى تمهد لطفلها الانتقال إلى روضة أطفال وحضانة، ثم بعد ذلك المدرسة، وحتى لا يرتبط الطفل بها بعلاقة وطيدة يصعب كسرها في بداية الالتحاق بالمدرسة 0 وغالبًا ما يُصاب هؤلاء الأطفال نتيجة الارتباط بالأم بارتفاع في درجة الحرارة وزيادة في ضربات القلب، ويُصاب بمغص وقيء وتبول لا إرادي، والسبب نفسي وليس عضويًّا، مما يسبب إرهاقًا للوالدين عندما يعرض على طبيب عضوي ولا يجد عنده شيئًا، وهنا يبرز دور الأم التي لم تعمل حسابًا لهذا اليوم، ولكي تتفادى هذه المشكلة تذهب معه أول يوم إلى المدرسة، وثاني يوم تقضي معه نصفه، وهكذا بالتدريج حتى ينفصل عنها تدريجيًّا، ثم تختار له مدرسة عطوفة متفهمة تحل محلها بالنسبة للطفل كنوع من العلاج الذي غالبًا ما يعاني منه الطفل الأول ، والمدلل، والمرتبط بالأم بصورة شديدة خاصة في حالة سفر الأب أو انشغاله التام عنهم 0 وهناك أوقات قد يرفض الطفل فيها الذهاب إلى المدرسة عندما يقترب موعدها؛ لأن المناهج كانت صعبة وفترة المدرسة فترة حبس لحرية الطفل وشقاء وضرب من المدرسين في نفس الوقت، وزعيق (وشخيط) وشد أعصاب00 إلخ 0 وهؤلاء الأطفال من هذه العينة التي تكره المدرسة ولا ترغب في الذهاب إليها تأتي لها أعراض نفسية جسمية أو جسمية، علاوة على فزع أثناء النوم وكوابيس 0 إن الحل لمواجهة هذه المشكلة أن نحاول تغيير الصورة السلبية العالقة بذهن الطفل عن المدرسة خلال العام المنصرم ، وإقناعه بأن المدرسة ستكون هذا العام أحسن من العام السابق، ولا بد أن تقوي الأسرة علاقتها بالمدرسة والبحث عن مُدرِّس حنون غير عنيف يتعامل مع الطفل في هذه الحالة؛ لأن هناك أطفالاً حساسين للغاية، ويهدفون إلى الكمال خاصة بين الأولاد عنها بين البنات؛ حيث يحرص الولد على الحصول على الدرجات النهائية، ويخاف ضياع درجات منه فيصاب بالقلق النفسي ، هذا فضلاً عن أن الطفل الذي قد حدث له شيء مشين في المدرسة كاعتداء 00 أو أهين أمام أصحابه أو ما شابه ذلك، فإنه يظهر عليه أعراض ( نفسية / جسمية ) مع حلول موعد المدرسة ، وهنا على المرشد الطلابي أن يتابع هذه الفئة من الطلاب ، وإن لزم الأمر يعرضه على طبيب نفسي ، إن لم يستطع أن يعمل برنامج لعلاجهم من الإصابة بانعدام الثقة ، نتيجة لما تعرض له في المدرسة حتى إذا لزم الأمر يتم نقله من المدرسة 0 وفي مدارسنا نعمل أسبوعيا تمهيديا ، تعد فيه البرامج المناسبة لاستقبال الأطفال 0 • عقاب للأهل : إن من أسباب عدم الذهاب إلى المدرسة قد يكون معاندة الطفل للأب والأم ؛ فيصر على عدم الذهاب إلى المدرسة ظنًّا منه بأنهم المستفيدون من ذهابه إليها، وفي هذه الحالة نبحث عن السبب داخل منزل الطفل ويمكن أن يكون خلافات بين الأب والأم أو زواج الأب وهجر الأم0 ويكون سلوك الطفل في هذه الحالة نوع من العدوانية ضد أبيه أو ضد الأم عندما تنشغل عنه وتهمله ، كما أنه من الأسباب أيضًا أن الطفل قدراته ضعيفة ، وهو في مدرسة عادية ، وهو لا يستطيع أن يُحصِّل وتعرض للإحراج والإهانة من المدرس أمام الفصل وضحك عليه زملاؤه؛ فهنا يقرر عدم الذهاب مطلقًا مرة أخرى، موضحة أن هذه الحالة لا بد أن يتم فيها إجراء اختبارات ذكاء تناسب قدراته؛ حيث هناك مدارس متعددة في دول الخليج وبعض الدول العربية لمن يعانون من نقص في الذكاء عن المتوسط أو يعانون من تشتت الأفكار وعدم الانتباه أو المشاكل الأسرية، كل ذلك لو لم يتم التغلب عليه من الممكن أن يجعل الطفل عدوانيًّا تجاه الآخرين؛ لأنه يشعر بأنهم أحسن منه وتتولد لديه انعدام الثقة 0