تقع جبال قيس في الجنوب الشرقي من منطقة جازان والتي تبعد عنها مسافة 140 كم تقريباً وهي تتبع محافظة العارضة وتتميز هذه الجبال الحدودية بالارتفاع الشاهق والشلالات المتعددة والجو المعتدل والطبيعة الساحرة وقد كان لصحيفة «الرياض» قصب السبق في زيارة جبال قيس التي غاب عنها الاعلام بالتعريف بهذه الجبال التي أصبح سكانها والبالغ عددهم (6000) نسمة يعيشون في عزلة وذلك بسبب وعورة الطريق الجبلية وخطورتها والتي لا يسير عليها أي سائق لسيارة سوى من أهل جبال قيس وذلك لانهم يدركون خطورة هذه الطريق والتي مدت على سلسلة من جبال السروات الوعرة وذلك على كل زائر لهذه الجبال الشامخة والتي يزيد ارتفاعها عن (6000) قدم عن سطح البحر ان يتحمل متاعب الطريق وخطورته ولكن «الرياض» من منطلق رسالتها ابت الا ان تشارك سكان جبال قيس هموهم الذين هم لم يصدقوا بأن هناك صحيفة جاءت اليهم لتطرح همومهم وذلك لوعورة الطريق وخطورتها. ولقد كانت رحلة «الرياض» لجبال قيس في تمام الساعة الخامسة فجراً متجهين إلى محافظة العارضة وكان في استقبالنا الشيخ علي بن سالم القيسي شيخ فذة قيس والذي سهل لنا الزيادة لمركز جبال قيس وكانت بداية الجولة في جبال العبادل ذات الطبيعة الساحرة والارتفاع الشاهق وحيث ان الطريق إلى هذه الجبال أشبه بالطريق الحلزوني ذي الارتفاع الشاهق وقد شاهدت «الرياض» مشروع السقيا الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين وشاهدت سيارة النقل محملة بالصهاريج تتنقل من منزل إلى منزل وتملأ لهم الخزانات وذلك لشح المياه عندهم ثم شاهدنا اثناء سيرنا جبال سلا ذات الطبيعة البكر التي تسحر كل زائر لها وذلك لكثافة الاشجار والتشكيلات الصخرية الجميلة، وبعد ذلك انقطع بنا طريق الاسفلت واثناء سيرنا شاهدنا وعورة الطريق الذي يدرك السائر عليه لاول مرة بانه قد كتب له عمر جديد وذلك لضيق الطريق وارتفاعه الشاهق حيث يتم السير على جبال صماءلا توجد بها أي علامات لطريق يؤدي للامان هذا بالإضافة إلى أن الطريق لا تسير عليه سوى سيارات الدفع الرباعي. فرقة المجاهدين وأثناء سيرنا في الطريق قابلتنا فرقة المجاهدين بجبال قيس والذين سهلوا مهمتنا وذلك بتخصيص دورية ترافق «الرياض» وكانت بداية الجولة في قرية سقم والتي شقت لها خدمة الكهرباء في بيئة جبلية وعورة حيث أعمدة الكهرباء تعانق السحاب وبين شيخ قبيلة فزة قيس بان هذه القرية يوجد بها 30 طالباً يدرسون بمدرسة المجازيع وهي قرية بعيدة بحوالي 15 كم في طرق جبلية وعرة حيث يذهبون مشياً على الاقدام وبعضهم لا يستطيعون الذهاب ثم انتقلنا بعد ذلك في طرق جبلية وعرة لا يسير عليها الا المغامر باتجاه وادي عنا وشاهدنا جمال الطبيعة الساحر الذي ينسي النفس من تعب الطريق. شلالات وادي جازان وأثناء سيرنا شاهدنا شلالات وادي عنا المتدفقة والتي لا تصل اليها الا سيارة الدفع الرباعي وشاهدنا التكوينات الصخرية الجميلة التي تدل على جمال هذا المكان البكر الذي غابت عنه الخدمات ثم انتقلنا بعد ذلك إلى شلالات وادي جازان والتي تلتقي مع شلالات وادي عنا ويخبرنا الشيخ علي القيسي بان وادي عنا يعتبر الاقوى من حيث تدفق السيل ولكنه يلتقي مع وادي جازان عند ملتقى معين وبين كذلك بان وادي عنا تكثر به الوبران وبعض الحيوانات المفترسة مثل الذئاب والوشق وغيرها.. وتتساءل «الرياض» أين دور الجهات الخدمية مثل الطرق وغيرها في تسهيل الطريق لهذه الشلالات الجميلة وأين دور الهيئة العليا للسياحة في دراسة هذه المواقع الجميلة والتعريف بها. أكثر من (80 أسرة تسكن جبال قيس) وبين لنا شيخ قبيلة فزة قيس الشيخ علي سالم القيسي بان هناك اكثر من 80 أسرة تعيش في عزلة وتشرب من المستشفيات وتعاني من الأمراض بسبب نقص التغذية وتفشي الامراض الوبائية وذلك بسبب غياب الرعاية الصحية وقد التقت «الرياض» بالمواطن جابر مهدي القيسي والذي هو واولاده الخمسة يعانون من مرض الانيميا المنجلية وسوء التغذية ويسكنون في عزلة في أسفل وادي عنا ولا يوجد لديهم طعام سوى الدقيق وحليب الأغنام فقط، وقد التقت «الرياض» بابنه حسن جابر القيسي الذي انقطع عن الدراسة في الصف الرابع الابتدائي بسبب المرض وبعد المسافة. كما التقت «الرياض» بالمواطن جبران مطري القيسي والذي بين بأن الشركة المقاولة على تنفيذ تكملة الطريق بفتحه وردمه وسفلتته استلمته منذ سنتين ولم تبدأ فيه ومدة التنفيذ ثلاث سنوات وبطول 24 كم ولم تعمل شيئاً فاننا نتساءل اين دور إدارة الطرق بجازان لمتابعة تنفيذ هذا المشروع والذي قارب العقد على الانتهاء وهي لم تعمل شيئاً بالطريق. كما قامت «الرياض» بجولة على عدد من المواطنين في جبال فزة قيس مثل قرية الحايف وقرية المرضبة وقرية الحصر وشاهدت مساكنهم البسيطة والتي هي غير ملائمة ولا تقيهم التغيرات البيئية مثل الامطار وغيرها، وقد التقت «الرياض» بالمواطن حسين سالم القيسي ويحيى جبار القيسي والذين يحلمون ببناء مساكن شعبية ملائمة لهم، كما شاهدت «الرياض» بعض الكهوف التي كانت تسكن في الماضي ولازالت المعالم توجد بها إلى اليوم. هذا كما بين الشيخ علي بن سالم القيسي بأن هناك عشرات الاسر والتي نزحت من قرية المرضية وقرية ظهرة الحصر والحايف وذهبت إلى العارضة والأماكن التي توجد بها الخدمات والتي مازالت مساكنهم مهجورة إلى يومنا هذا وذلك بسبب غياب الطرق والكهرباء والتعليم والصحة وغيرها من الخدمات الضرورية. كما تحدث الشيخ جبران سالم دخنان القيسي أحد أعيان مركز قيس والذي بين بان المركز ولله الحمد تتوفر به بعض الخدمات مثل مركز الامارة ومدرسة ابتدائية ومتوسطة للبنين والبنات ومركز صحي والكهرباء ولكن هناك أكثر من 15 قرية غائبة عنها الخدمات الاساسية ومن أهم هذه القرى قرية القلاع وأبود والمجازيع والحجل ووالحجلة وقرية بوجان والقدوح وغيرها فاننا نأمل من المسؤولين في المنطقة في الاسراع في تأمين الخدمات الاساسية لهذه القرى في جبال قيس. 30 خطاً هاتفياً ل 6000 نسمة وبين المواطن يحيى هادي القيسي مدير تحفيظ القرآن الكريم بجبال قيس بأن شركة الاتصالات السعودية قامت بتأمين ثلاثين خطاً هاتفياً للإدارات الحكومية في المركز وبعض النقاط الأمنية فقط بينما بقية المواطنين لا توجد لديهم هذه الخدمة فاننا نأمل تأمين أرقام الهاتف عن طريق الاسقاط (الهاتف الريفي) لبقية المنازل في جبال قيس والذي بين بانه رغم كل المطالبات والمراجعات فاننا لم نجد سوى الوعود فقط. هذا وبين كذلك الشيخ علي بن سالم القيسي بأن النظافة غائبة في قرى جبال قيس وذلك بسبب غياب فرق النظافة هذا بالاضافة إلى غياب فرق الرش للمستنقعات والاودية من قبل فرع الزراعة بالعارضة هذا وبين بان قرى جبال قيس تعاني من تكدس النفايات والتي أدت إلى انتشار البعوض والنفايات والذي نتج عنها العديد من الأمراض بين الأطفال فأين دور المسؤولين في بلدية منطقة جازان في تخصيص فرق النظافة في جبال قيس.