مشكلة تم تحجيمها، وتلغيزها، مع العلم بأن لكل داء دواء علمه من علم وجهله من جهل. المشكلة ليست البطالة بل المشكلة بكيفية التعامل مع هذه المشكلة. نقدر الاعتراف من قبل الجهات المختصة بالمشكلة لأنه بداية الحل فمشكلة البطالة إذا تركت بدون حل، أو همشت سوف تكون مثل كرة الثلج حينما تتدحرج فمن عايش الانهيارات الثلجية يعرف أن بدايتها تدحرج كرة ثلج صغيرة. وتلغيز البطالة بحد ذاته مشكلة أخرى كأنه لا يوجد حل لها مع العلم بان الحلول موجودة فمنها قد طبقت في دول من حولنا بداية اليابان، وماليزيا، والصين، وهذه الدول التي ذكرتها ليست بتلك الدول التي حاربت البطالة بل اكتسحت البطالة، وشارفت على القضاء عليها، فلماذا لا نستفيد من تجارب هذه النماذج؟! هذا من ناحية الاستفادة من تجارب الغير. وحلول مشكلة البطالة موجودة لكن لابد من تطبيق حزمة حلول جذرية بتفعيل دور المنشآت الصغيرة التي تعاني أيما معاناة حيث انها مهمشة لا تحظى بدعم ملموس على ارض الواقع بل يوجد عوائق في دربها، وهذه العوائق إذا أزيحت عن درب المنشآت الصغيرة سوف تحتوي آلاف العاطلين، وستكون سيفا على رقبة البطالة. منها آلية تأسيس المنشآت الصغيرة حدث ولا حرج، شروط، وعوائق في درب المؤسس بداية بشرط تأمين مقر، والمقرات الآن مع بالغ الأسف ليست في متناول اليد فكيف لشخص سوف يؤسس، وهو من فئة العاطلين أي لا يملك فلسا واحدا بالموجب، وكل الذي يملكه في ذمته بالسالب، فلماذا لا يتم تأمين مقر لهذا المؤسس من قبل الجهات المحاربة للبطالة بدعم المؤسس؟، ومن ثم يتم استيفاء قيمة التأسيس بعد وقوف المؤسس والمنشأة على قدميها بشكل مقسط كما يتم التعامل به مع المنشآت الضخمة مثل المصانع حيث يؤمن لمؤسسي تلك المصانع الأرض والقرض بدون فائدة؟!. الشق الآخر هو نوعية من سيؤسس منشأة صغيرة حيث إن من شروط التأسيس للمنشآت الصغيرة أن يكون المؤسس متسببا، فلماذا لا يكون المجال مفتوحا أمام الجميع في تأسيس المنشآت؟، لان الموظف الحكومي إذا أسس منشأة، ونجحت على اقل تقدير سوف يتقاعد تقاعدا مبكرا ويفتح المجال لغيره من منتظري الوظائف الحكومية، وفي هذا الحل ايجابيات أخرى إذا طبق زيادة دخل الموظف مما سيساهم في رفع مستوى معيشة الموظف، وسيخفف على الدولة عبء رفع مستويات معيشة الموظفين، وسيساهم في دحر الرشوة، وبيع الضمير بسبب ضغط الحاجة التي يتعذر بها غالبية من تم رصدهم يمارسون هذا الفعل الشنيع، وغير المبرر، وفي إزاحة هذه العقبة الكؤود الكثير من الفرج الذي لا يعد ولا يحصى. والشق الموازي لتلك الحلول هو غياب الدعم للمنشآت الصغيرة التي إذا دعمت سوف تساهم بحل بعبع البطالة فلابد ولا مناص من دعم المنشآت الصغيرة بتخفيف الرسوم عليها أو جعل استيفاء الرسوم بعد استقرار وضع المنشأة المستحدثة على ارض المنافسة، وهذا بنظر الكثيرين هو حل من الحلول التي لابد من أخذها بعين الاعتبار لان تطبيق هذه الحلول المعروضة سهم صائب في قلب البطالة أتمنى أن تطبق هذه الحلول وأراهن على نجاحها في رسم خارطة طريق للمخرج من البطالة، فدرهم وقاية خير من قنطار علاج. واسأل الله أن يكفيني شر البطالة، وصلى الله على سيدنا محمد..