من الأشياء المهمة في نجاح أي حركة تعليمية وإظهارها بالشكل الصحيح والمطلوب البيئة التعليمية المتمثلة في المباني المدرسية، فمتى كانت البيئة التعليمية مهيأة ومتكاملة كانت البيئة صالحة لإخراج كوادر تعليمية وطنية ناجحة ومتميزة يستطيع الوطن من خلال هذه الكوادر أن يتباهى ويفتخر بنجاح حركته التعليمية محليا وخارجيا. وزارة التربية والتعليم تخلت في فترة من الفترات عن مركزية اختبارات الثانوية العامة، وجعلت ذلك من اختصاص المعلمين داخل المدارس وأجرت العديد من الدورات التدريبية للمعلمين في مجال وضع الاسئلة بعد إقرار القرار علما بأنه لب دراسة دامت اثني عشر عاما للطلاب والطالبات وتمسكت بمركزية مشاريع المباني والصيانة التي لم تنجز منها إلا 10% من أصل (22000) مشروع مدرسي. الوزارة مشكورة اتحفتنا بمباني قد تكون خيالية ظهرت من خلال برنامج (الثامنة) الذي يقدمه المتألق دائما داود الشريان من خلال التصاميم التي ساقها لنا مسؤول المباني المدرسية فهد الحماد، تلك التصاميم المميزة للمدارس والصالات مع العلم أن بعض الصالات التي عرضت ليس لها وجود من خلال مشاهدتنا للكثير من الصالات الرياضية المدرسية التي لا تحوي مدرجات كما عرض في البرنامج، بل وصل بالبعض منها إلى وجود حواجز وسواتر وشبابيك حديدية على أجهزة التكييف المركزية الواقفة على جنبات الصالة التي كان من الأولى أن تكون أجهزة التكييف فيها مركزية ومخفية، فالمشروع ينفذ لكن المتابعة قد تكون مفقودة، وإن وجدت فالتدقيق معدوم. عموما ما ظهر في البرنامج من النماذج والوحدات المدرسية موجود ولا يمكن إنكاره لكنه موجود على صعيد المدارس الخاصة (الأهلية) ذات الإمكانات العالية، والتي يصل فيها عدد طلاب الفصل الواحد من 15 إلى 20 بينما المدارس الحكومية يصل عدد طلاب الفصل الواحد فيها إلى 50 طالبا في الفصل اي فصلين في فصل وهذا مخالف لنظام الوزارة فيما يتعلق بعدد الطلاب في الصف. لكن المؤسف في تلك الحلقة أن تظهر إجابة غير منطقية من لدن مسؤول في الوزارة هو مدير عام الشؤون المالية والإدارية الذي أجاب بأن المدارس الصغيرة التي لا يتجاوز عدد طلابها ال (50) طالبا لا ينظرون لها كونها مكلفة، وهذه سقطة إذا علمنا أن هذه المدارس في بلادنا الغالية عددها كبير جدا، بل هي من سياسات الدولة منذ تأسيسها على يد مؤسس هذا الوطن الشامخ (المملكة العربية السعودية) الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - فالتعليم يجب أن يعم الهجر والقرى والبوادي والمدن كون مهمة الوزارة الرقي بالتعليم بعيدا عن كون المبنى صغيرا أو كبيرا فالمهم مخرجات التعليم في هذا المبنى الذي قد يكون صغيرا بحجمه لكنه كبير بعطائه ومخرجاته الطلابية التي تمثل هدف الوزارة المنشود. ما يميز هذه الحلقة التي استضافت ثلاثة من مسؤولي الوزارة صالح الحميدي، ومحمد المقبل، وفهد الحماد بتوجيه من سمو الوزير أنه قد نال من خلالها الحميدي النصيب الأكبر من الحلقة فيما يتعلق بحقوق المعلمين والمعلمات، بينما كان نصيب المقبل الاختصار فيما يتعلق بجانب المناهج والتدريب الذي جاء في آخر الحلقة علما بأننا بحاجة ماسة إلى تطوير فعلي وسريع لمخرجات التعليم العالي من خلال المعلمين من خلال مواصلة التعليم من خلال الشهادات العليا في تخصصات التعليم التي نحتاجها بدليل خريجات المعاهد أو الكليات التي نتعذر فيها بتربوي وغير تربوي فلربما نستغني عن البكالوريوس في قادم الأيام وتكون الوظائف التعليمية بالماجستير أو الدكتواره، فشهادات الدورات والبرامج التدريبية القصيرة لا تكفي بمتطلبات المناهج الجديدة التي يجد المعلمون صعوبة في إيصال معلوماتها للطلاب والطالبات لعدم وجود التنسيق المسبق بين الوزارة والمعلم والطالب والمجتمع لإقرار هذه المناهج الجديدة، فالدورات والبرامج قصيرة ولا تكفي ولو قارنت الوزارة بين الفترة في إعداد هذه المناهج الجديدة التي أخذت حتى أقرت سنوات، وبين البرامج والدورات المعطاة للمعلمين والمعلمات لأيام أو أسابيع قليلة لعرفت مكمن الخلل في تلك المقررات الجديدة الصعبة على الكثير من المعلمين والطلاب.