وافقت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى التي تتولى بريطانيا رئاستها للسنة الحالية، على تجميد تسديد ديون الدول الآسيوية التي ضربتها امواج عاتية نجمت عن زلزال في المحيط الهندي في 26 كانون الأول - ديسمبر الماضي. وقد ارتفعت حصيلة الضحايا في الدول الثماني التي ضربها المد البحري الى حوالى 160 الف قتيل، فيما بلغت الحصيلة 107039 قتيلا و15420 مفقودا في اندونيسيا وحدها، وهي الدولة الاكثر تضررا. ووصل الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان صباح أمس السبت إلى شرق سريلانكا حيث وعد بان تحاول المنظمة الدولية اعادة اعمار المناطق المنكوبة «في اسرع وقت ممكن». وقالت المجموعة في بيان في لندن ان وزراء مالية الدول الاعضاء «وافقوا على دعم قرار تعليق تسديد الديون المتوجبة على الدول المتضررة» من الامواج العاتية، موضحة ان المجموعة «تقترح على الدول المتضررة الراغبة تعليقا فوريا لتسديد الديون». ودعت مجموعة السبع ايضا البنك الدولي وصندوق النقد الدولي إلى اجراء تقييم مفصل لحاجات الدول المعنية في مجال التمويل «لدراسة الاجراءات المناسبة التي يفترض اتخاذها لتقديم مساعدة اضافية لهذه الدول اثناء اجتماعها المقبل». وسيعقد هذا الاجتماع في الرابع والخامس من شباط - فبراير في لندن. وفي بروكسل تعهد الاتحاد الاوروبي مواصلة جهود التضامن والتحرك على المدى المتوسط والبعيد عبر تحديد «خطة عمل» لمنع ومعالجة الكوارث الكبرى وأكد وزراء الخارجية والتعاون والصحة الاوروبيون الرسالة التي اطلقتها اوروبا منذ بداية الأزمة، مذكرين «بالدور الأولي للامم المتحدة في تنسيق جهود الاغاثة وادارتها». وقال وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسيلبورن الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الاوروبي «اعتقد ان العدد سيبلغ مئتي الف قتيل ولدينا اكثر من خمسة ملايين شخص مشردين بلا مأوى». واوضح نظيره الفرنسي ميشال بارنييه في ختام هذا الاجتماع الاستثنائي الذي عقد بمشاركة حوالي خمسين وزيرا من دول الاتحاد «انها مرحلة طوارئ». واكد الوزراء الأوروبيون تخصيص 1,5 مليار يورو التي اعلنت عنها المفوضية الاوروبية والدول الأعضاء، لمساعدة الدول المنكوبة في اعادة التأهيل واعادة الاعمار. من جهته، اقترح الرئيس الفرنسي جاك شيراك على الأمين العام للامم المتحدة تشكيل «قوة دولية للعمل الانساني» من اجل مواجهة الكوارث مثل تلك التي ضربت جنوب وجنوب شرق آسيا. ويزور عنان شرق سريلانكا الدولة المنكوبة الثانية في الكارثة. وكان قد اعلن في بندا اتشيه عاصمة اقليم اتشيه في شمال اندونيسيا انه «لم ير في حياته دمارا بهذا الحجم». وسيتفقد سريلانكا يرافقه رئيس الوزراء السريلانكي ماهيندا راجاباكسي ورئيس البنك الدولي جيمس ولفنسون. وكان وزير الخارجية الاميركي كولن باول تفقد المناطق الآسيوية المنكوبة. ويفترض ان يطلع الرئيس جورج بوش على نتائج رحلته هذه. كما زار وزير الخارجية البريطاني جاك سترو جزيرة فوكيت السياحية في تايلاند الجمعة حيث اكد ان اندونيسيا وسريلانكا والمالديف تحتاج إلى الأموال، خلافا لتايلاند التي «لا يطرح المال مشكلة لها». من جهته، وصل وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر إلى بانكوك أمس للاطلاع على حجم الأضرار واجراء محادثات مع المسؤولين في الحكومة التايلاندية. وسيزور فيشر اليوم الاحد جاكرتا وغداً الاثنين كولومبو. ووصل وزير الخارجية الياباني نوبوتاكا ماشيمورا أمس إلى فوكيت جنوب تايلاند حيث سيلتقي اقرباء ضحايا ومنقذين يابانيين. وقد اكد وزير الدفاع الياباني أمس ان طوكيو ستنشر الف جندي في اندونيسيا لمساعدة ضحايا المد البحري الهائل. واوضحت صحيفة «ماينيشي شيمبون» ان هذه القوات ستضم حوالي 640 من جنود مشاة البحرية اليابانية و220 من مشاة سلاح البر وحوالي مئة من افراد سلاح الجو. واندونيسيا حيث قتل 107039 شخصا في سومطرة هي الدولة الاكثر تضررا تليها سريلانكا (30860 قتيلا) والهند (15636 قتيلا) فتايلاند (5305 قتلى). اما في الهند فترتفع حصيلة الضحايا باستمرار مع تواصل عمليات الاغاثة وانتشال الجثث وخصوصا في ارخبيلي اندامان ونيكوبار اللذين يبعدان ألف كيلومتر عن الهند القارية. وتتواصل العملية الانسانية الواسعة غير المسبوقة التي يجري الجزء الأكبر منها بمروحيات إلى المناطق النائية في سومطرة حيث دمرت الجسور والطرق. وخلافا لأندونيسيا لم تشهد تايلاند صعوبات لوجستية كبيرة.