غفونا على فرحة تحقيق الأندية السعودية لانتصارات مهمة خلال الجولة السابقة في مشاركاتهم الآسيوية، وأوضاع تدعو للتفاؤل والطموح، وتوقد جذوة الأمل، فكان من الطبيعي أن نحمد الله أن تلك حقيقة وليست مجرد حلم، وعلى أرض الواقع الميل غلاب، ومع الأفراح العامة كان من الطبيعي أن استشعر مشاعر خاصة تبتهج بفوز وتقدم الهلال، وتبتهل إلى الله أن يكلل مشواره الآسيوي في المستقبل بالتوفيق والفلاح، وتنقشع غمامة ما سموه "عقدة الآسيوية"، وبكل طاقة الحب، واستحضار لحسن الظن بالله سأتجاهل المستوى غير المقنع الذي يظهر فيه الفريق على الصعيد الآسيوي أو حتى المحلي، وسأغمض عيني عن شتى الأعذار التي يواسي فيها الجماهير أنفسهم سواء بالنظر لسوء اختيار مدرب الفريق وكونه دون مستوى قادة هذا "الزعيم" السابقين، وضعف نظرته في قراءة النادي الخصم، فاختلفت منهجية تسييس مجريات شوط ثانِ يخوضه لاعبو الهلال كما عودونا بأسلوب مختلف يعدل الأخطاء ويصنع ما يربك الخصم ، ويؤكد فكرة يُقرها كل منصف أن الهلال يلعب إلى آخر دقيقة، وقادر على العودة وقلب النتائج بأي وقت ولو وصلوا معه للدقائق الأخيرة أو الوقت بدل الضائع منتصرين، وكذلك لا نريد أن نمارس ضغوطاً على لاعبيه فيبرر بها قلة تركيزهم وغياب الروح عنهم وبالتالي روح الفريق الهلالي الذي يعرفه القاصي والداني، والفريق الذي حين عايروه وأرادوا انتقاده وانتقاصه قالوا (بطولاته محلية) فيما غفل وتجاهل الغائبون عن عالمية أو خليجية وحتى المحلية. لأجل ذلك فالأحوال ومثل تلك الأقوال لابد ألا تمثل بعداً نفسياً يؤثر في الكيان الأزرق، ومهما ارتفع منسوب المد والجزر لن يعرقل مسيرة الأمواج الزرقاء فالمرجفون لا نحلم لأجلهم بالآسيوية أو العالمية لأننا مع زعيمنا بآسيوية أو بدونها، وإن كنا شغوفين لرؤية اللقطات الضاحكة لمنتقديه عندما يتحصل على الكأس الآسيوية إن شاء الله وتذكروا عني: لسان حالهم ومقالهم حينها سيقول (أخيراً) أو كما يقولها العوام ( ما بغيت) ، وتبدأ صيغة إحصائياتهم تختلف، فسيقولون شارك في عام كذا ولم يفلح، وخرج في عام كذا وكذا، ولم يحقق التأهل والانتصار إلا عام كذا، وسيبدؤون يذكّرون بالويل والثبور، ويخوفون من صعوبة المستقبل، وفضائح سترافق لقاءات النادي بأندية كبيرة وصعبة في بطولة كأس العالم، فليس لهؤلاء نريد الآسيوية هذا العام ولا الذي يليه ولكن لنزرع الطموح ونؤكد على خطوات ثابتة ورصينة، ووهج وتألق نادٍ من طفولتنا ونحن نشهد أندية تتوهج ثم تغيب ويغفو نجمها ويحل مكانها أخرى، والهلال طرف ثابت ومنافس دائم لكل زمان وعهد، حاضر كمنافس شرس في كل مرحلة وحقبة زمنية، ومرضه لا يطول ولا يعني موته أبداً، وهذا بزعمي ما زاد الأحقاد عليه، وأوغل الصدور غيرة منه، في حين ثبت محبته وقدره في نفوس جماهيره وربى فيهم دلالاً جعلهم لا يقبلون إلا الفوز أو الفوز، والقافلة ستستمر وتسير والأمواج سترتفع عالياً ولن يؤثر نقد ولا يستغرب فما يرمى بالحجر إلا الشجر المثمر.