زرت المسجد النبوي الشريف مؤخراً، ورأيت مظاهر التطوير والعناية والاهتمام بأدق التفاصيل لخدمة الزوار، ولفت انتباهي زيادة عدد المرشدات داخل الحرم إلى حوالي (150) مرشدة من مختلف الأعمار والمؤهلات الجامعية، وجميعهن يعملن في أربع ورديات، واللاتي تتم زيادة أعدادهن في المواسم بحسب ما تقتضيه الحاجة، ومن أبرز مهامهن الإشراف على المصليات وتوجيه الزائرات وتنظيم الصفوف، وإسداء النصح بالحكمة والموعظة الحسنة، كما يعمل البعض منهن في البوابات، حيث يحرصن على منع دخول الممنوعات، إضافة إلى الإشراف على أعمال النظافة. فوضى الجلوس ضايق المصلين في عبادتهم ورغم كل تلك الجهود التي تستحق الإشادة، إلاّ أنّه استوقفني عددٌ من المشاهد التي انتهكت حرمة المكان وقدسيته ببعض التصرفات غير الواعية من بعض الجاليات الإسلامية وزوار الحرم من داخل المملكة، حيث افترش العديد من العوائل ساحات الحرم وتناول القهوة والشاي والمكسرات والمأكولات أثناء فترات انتظار الفروض الموقوتة، إضافةً إلى من يتناول وجبات الأطعمة الرئيسة هناك فتجده قد افترش الساحات بموائد الكبسة والبخاري والبروستد وغيرها، وذلك في مكان يعدُّ جزءاً من الحرم النبوي وفيه يصلي العديد من المسلمين والمسلمات في حال امتلأ المسجد الداخلي، إضافة إلى إحضار بعض الأسر "الإسكوتر" والزلاجات وكرة القدم لتسلية أطفالهم لحين إقامة الصلاة!، في منظر لا يقبله العقل ولا النفس البشرية التي جاءت تتعبد الله في أطهر بقاعه. عائلة تتناول وجبة الغداء بالقرب من باب الدخول إلى الساحة ورغم مجهودات الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في الحفاظ على المكان وقدسيته وإمداده بالكوادر البشرية وعمّال النظافة، حيث كانوا يتداركون بشكل فوري ما تخلّفه بعض الجاليات والزوار، إضافةً إلى تدريب العاملين والعاملات على مهارات التعامل مع الآخرين ومهارات الاتصال، وتنظيم بيئة العمل من خلال دورات تدريبية وتأهيلية مستمرة لمنع حدوث التجاوزات، وللحصول على أقصى درجات التعامل الجيد وحسن الأداء، ورغم كل تلك المجهودات إلاّ أنّ بعض الجاليات المسلمة والزوار نجحوا بتهريب المأكولات والمشروبات داخل الحرم خلسة، وافترشوا وسط المسجد لتناول الغداء أو العشاء. الأكل على سجادة الصلاة وعندما أديت عدداً من الفروض في ساحة الحرم ضايقتني كثيراً فضلات الأطعمة التي خلفها بعض العوائل، حيث كانت "عظام اللحم والدجاج" بجوار رأسي في موضع السجود، كما أزعجتني بعض الألعاب محدثةً أصواتاً مختلفة أعطتها بعض الأمهات أبنائهن بهدف إشغالهم، الأمر الذي أفقدني الخشوع في عبادتي، وعندما أردت الصلاة في روضة المصطفى فاجئني ما رأيته على الستار الفاصل ما بين الروضة والمصلين، حيث امتلأ ب"خربشات" الوافدات والوافدين وتوقيع ذكرياتهم داخل الحرم في غفلة من المشرفين على الحرم. تناول الوجبات على طريق المارة إحدى الجاليات تتناول وجبة العشاء وسط الساحة الفاصل بين المصلين والروضة الشريفة امتلأ بتدوين ذكريات الزوار