كشف قائد قوة أمن المسجد النبوي الشريف العميد حامد بن أحمد الرحيلي عن خطة تقنية تحوي منظومة من كاميرات مراقبة المقدر عددها بنحو 1300 كاميرا حديثة لمتابعة الحركة داخل المسجد وخارجه. وأبان في حوار مع «عكاظ» أن العناصر النسائية الأمنية تساند المكلفات بالتنظيم داخل القسم النسائي في الحرم، فضلا عن العناصر السرية التي تسهم في القبض على النشالين. وأوضح أن نسب الظواهر السلبية تضاءلت بنسبة 90 في المائة خصوصا النشل، وأن أغلب الحالات لا تعدو كونها مفقودات من قبل الزوار، ولفت إلى أن الخطة الأمنية الخاصة بالعشر الأواخر مدعومة بعدد 1500 رجل أمن من ضباط وأفراد مدربين تدريبا خاصا، على طريقة التعامل مع الزوار ويتولى التدريب أكاديميون متخصصون. ولفت إلى أن مشروع الملك عبد الله لتظليل الساحات وأمره بفتح الحرم على مدار الساعة أسهم في استيعاب عدد كبير من الزوار والمصلين، ما أدى إلى تخفيف الزحام داخل المسجد .. فإلى تفاصيل الحوار: • تفاصيل الخطة الأمنية المعتمدة لشهر رمضان؟. لدينا خطة متكاملة من بداية الشهر حتى نهايته، الخطة تهدف لراحة ضيوف الرحمن من زوار ومعتمرين ومصلين، وهذه الخطة تتضمن تسخير كافة الإمكانيات البشرية من ضباط وأفراد، وهناك تعاون مع الإدارات الميدانية في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي المتمثلة في إدارة الساحات والمواقف وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالإضافة إلى مساندة قوات الطوارئ الخاصة في المدينةالمنورة وأفراد مدينة تدريب الأمن العام، وهذه الخطة تعمل على راحة الزائر وتمكينه من دخول المسجد النبوي الشريف والخروج منه بكل راحة وتسهيل حركة المرور بالممرات وهناك إجراءات أخرى نعمل على تنفيذها. ملامح الخطة • وما أبرز ملامحها؟. تهدف إلى تحقيق أقصى درجات الأمن للمصلي والزائر والمعتمر، وصولا لتسهيل الدخول إلى المسجد مباشرة عن طريق الممرات ونعمل على أن تكون الممرات خالية، وهناك توجيهات من مدير شرطة منطقة المدينةالمنورة اللواء سعود بن عوض الأحمدي وتوجيه مباشر وتم دعمنا بأفراد من مدينة الأمن العام ومن قوات الطوارئ، وكذلك نعمل على تمكين المصلي والزائر من دخول الروضة والصلاة ركعتين فيها وتفويجهم على شكل دفعات، وهذه الدفعات نهدف منها إلى منع التزاحم والتدافع وتمكينهم من الصلاة في الروضة بخشوع واطمئنان ثم السلام على النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه. وكذلك تهدف الخطة إلى تقديم المعونة الدائمة للمحتاجين من الزوار والمعتمرين، وهناك تدريب تام لقواتنا من ضباط وأفراد على إدارة الحشود البشرية ولديهم خبرات، وهذه الخطة مبنية على دراسات علمية ميدانية مسبقة في عملية دراسة الخطة للأعوام السابقة وتحليلها ومعرفة إيجابياتها وسلبياتها والاستفادة من خبرات الأعوام الماضية جميعا، كما أن هناك تقديم يد العون للمصلين. وبفضل الله لدينا تدريب لأفرادنا وقواتنا على كيفية مقابلة الحاج والزائر والمعتمر بالابتسامة ونفس راضية مطمئنة، وهذا ديدن جميع أفراد قوات الأمن وخاصة في المسجد الحرام والمسجد النبوي في استشعار قدسية المكان، وهناك أكاديميون من الجامعات والضباط ذوي الخبرة يتولون تدريبهم وتثقيفهم وبفضل من الله الأمور كلها ميسرة. الزائر لا يمكن من الجلوس أكبر قدر من الوقت لأن عدد الزوار كبير لدينا، وبالتالي ندخلهم على شكل دفعات ونمكن المصلي من الصلاة ركعتين ثم الخروج لإعطاء الفسحة لغيره. • وكم عدد الأفراد المشاركين في الخطة؟. هناك دعم من الطوارئ ومدينة تدريب الأمن العام وشرطة المدينة يصل العدد الإجمالي إلى نحو 1500. كاميرات مطورة • وماذا عن الكاميرات؟. بفضل الله ثم بدعم حكومة خادم الحرمين الشريفين هناك دعم متواصل لتحديث الأجهزة في أمن المسجد النبوي الشريف، فتم تحديث الكاميرات التي تراقب المسجد وأروقته وساحاته والمواقف بكاميرات يصل عددها إلى 1300 كاميرا متطورة ذات تقنية حديثة، بعد أن كانت لا تتجاوز 800 ويعمل عليها أفراد مدربون في عمليات أمن المسجد النبوي ومراقبة حركة الزائرين والمصلين والوقوف على أماكن التدافع والزحام ثم نقل الملاحظات إلى العاملين في الميدان من ضباط وأفراد للعمل على معالجتها، هذه الكاميرات ليست للتنصت وإنما لخدمة المصلين ومراقبة حركة المصلين. • ماذا عن الأفراد السريين؟. هناك أفراد بحث سريون مدربون لوجود بعض الظواهر السلبية مثل النشل، ولكنه خف كثيرا ويوجد القبض وتتم إحالتهم للشرطة لاستكمال التحقيق معهم، لكن الملاحظ الأغلب في المفقودات والنشل يكاد يكون معدوما تقريبا هذا الموسم، وتصل نسبة الانخفاض إلى 90 في المائة وقضي عليها بالمراقبة والبحث وغيره، أستطيع أن أقول إنها حالات نادرة لأنه قضي عليها بالمراقبة والبحث والكاميرات والموجود حالات لا تذكر، ولاستفادتنا من الأعوام السابقة. الحشود البشرية • ما أكثر المشكلات التي تواجهكم؟. ربما يكون الزحام والتعامل مع الحشود البشرية، ونتعامل معها بالطرق المدربين عليها والخبرات السابقة. • كانت مطالبات بوجود أفراد غير رجال الأمن في الحجرة النبوية الشريفة، والبعض يرجع ذلك إلى قسوة التعامل من قبل البعض مع الزائرين، ما تعليقك؟. لا بد من التعامل مع الزائر بمعاملة حسنة واحترام وتقديم العون له وتوفير احتياجاته، فهو ضيف من ضيوف الرحمن ولا بد من المعاملة الحسنة، وقد بلغنا الضباط والأفراد بهذه الترتيبات وضرورة الالتزام بها، نحن ما وجدنا إلا لخدمة الزائرين وهذا شرف لنا، رجل الأمن في هذا المكان شرف المكان وقدسيته وهم مختارون بعناية للعمل في هذا المكان والأمور تسير على ما يرام. وإذا وجدت ملاحظات أو سلبيات من البعض فلا بد من معالجتها وفق الأنظمة، وخبرات الأعوام السابقة ووقوفنا على الإيجابيات والسلبيات وتحديد أماكن الزحام يعيننا على ذلك، وكذلك الوقوف على مدى احتياج الحرم من القوات والأفراد والوقوف على النقص لسده. • ماذا تقدمون للمتدربين؟. لدينا أفراد متدربون متخصصون لقوة أمن المسجد النبوي، وهؤلاء تقدم لهم محاضرات تدريبية طوال العام يشرف عليها ضباط من قوة أمن المسجد وضباط محاضرون من مدينة تدريب الأمن العام بما يحتاج العمل في المسجد النبوي وتثقيفهم بأسلوب العمل وكيفية المعاملة على مدار العام وتظهر نتائجها في المواسم. الخطة الخاصة • وهل توجد خطة خاصة للعشر الأواخر وخصوصا ليلة السابع والعشرين والختم والعيد؟. هناك خطط خاصة لهذه الليالي، فالأعداد تصل إلى أكثر من مليون مصل، فيتطلب ذلك إخلاء الممرات والساحات وأسطح المسجد ومقابلة الأعداد البشرية والحشود والاستعانة بقوات إضافية، وكل هذه الأمور نعملها حتى يكون الدخول والخروج من المسجد سهلا وميسرا ولنحقق راحة الزائر ولمنع حدوث التدافع، وكل ليلة من هذه الليالي لها خطة بمفردها، والمشاريع العملاقة التي أقامتها حكومة خادم الحرمين الشريفين سهلت مهماتنا جميعها ونستحضر هنا المظلات التي أظلت الساحات وخففت من الزحام داخل الحرم، وفيها تبريد وتلطيف الجو سهلت على المصلين ووفرت مساحة أوسع. وخدمة الأمن في الحرم تمتد إلى الساحات التي تستوعب 500 إلى 600 ألف تقريبا. عناصر نسائية • هل هناك عناصر نسائية أمنية تتولى ضبط الأمن داخل المسجد؟. نعم لدينا عناصر نسائية مدربة على العمل في هذا القسم لخدمة المصليات ومكافحة الظواهر السلبية والتعامل مع المفقودات بإيصالها لأصحابها، وهناك أيضا دعم لهم في المواسم وتنسيق مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ونعمل كلنا في سبيل خدمة الزائر، ولدينا أوقات للزيارة بالنسبة للنساء بعد صلاة التراويح. زيادة ملحوظة • كم نسبة الزيادة في الزوار هذا الموسم؟. من الملاحظ بشدة زيادة عدد الزوار للمسجد أكثر من الأعوام الماضية، ما أدى إلى امتلاء الحرم بنسبة 100 في المائة وأكثر، خصوصا في صلاة الجمعة التي يزيد فيها العدد عن المليون، والمسجد يستوعب هذه الأعداد إضافة إلى ساحاته. وخطتنا الأمنية راعت هذا الأمر، وخصوصا ليلة الختم يصل العدد إلى أقصى حالاته، وقد توقعنا هذه الزيادة. • ماذا أسهم أمر خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز بشأن فتح أبواب الحرم على مدار الساعة؟. خفف توافد المصلين والزوار والتزاحم على المسجد كثيرا. النظام الآلي • هناك نظام آلي اعتمدته الرئاسة لتسجيل المعتكفين، ما فائدة هذا التنظيم أمنيا؟. لهذا التنظيم فوائد أمنية كبيرة جدا وما وضع إلا لتحقيق الأمن وقد أراحنا، نحن نحرص على تطبيق التعليمات الخاصة بالاعتكاف ومنع المحظورات كمنع النوم بين الصفوف أو مضايقة المصلين، وقد خصصت أماكن للنوم في المسجد من قبل الرئاسة، وهذه الترتيبات مسؤولة عنها الرئاسة، الشروط مبينة من قبل الرئاسة وواضحة ونحن ننسق معها لتنفيذ الجوانب الخاصة بنا، ونسهم أحيانا في تبيين وسائل تحقيق راحة الزوار ونبديها للرئاسة. الظواهر السلبية • ما أبرز الظواهر السلبية التي تواجهونها في الحرم؟. النوم في الممرات والتسول والمرضى النفسيون. • وهل يغلق باب الحرم إذا امتلأ؟. لا يغلق باب الحرم، لكن يحصل هناك تحويل للأدوار العلوية والسطح والساحات إذا امتلأ الحرم، وهناك غرفة العمليات التي تمثل القلب النابض، ويعمل بها نحو 40 ضابطا وفردا، وجار العمل على زيادتهم وفقا لزيادة الكاميرات المطورة التي ستعمم على الحرم كاملا. وهنا أتقدم بالشكر الجزيل لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على الدعم المتواصل وتذليل العقبات وتيسير كل الإمكانات التي من شأنها تسهيل العبادة للزوار والمصلين.