وفق معطيات وحسابات مختلفة لا أرى في الأفق أي تغيير منتظر سيطرأ على شكل المنافسة في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، أو لنقل وبشكل أوضح أن أبطال الموسم الماضي هم الأقرب لنيل الكأس، ففي مواجهة اليوم لا أرى الشباب قادراً على تجاوز النصر للدور نصف النهائي والسبب بالطبع ليس قوة الفريق الخصم "النصر" لكونه متهالكا وبالكاد سيتجاوز الشباب إن استطاع!! لأن الأخير قدم لاعبوه كل طاقاتهم في الدوري الذي اتضح أن خطة إعداد مدربه برودوم كانت تهدف في المقام الأول لتحقيق الدوري نظراً لعدم مشاركته في البطولة الآسيوية ولكون مهر الدوري المتوقع هو الإرهاق في نهاية الموسم، هذا من ناحية؛ ومن الناحية الأخرى لو عدنا ودققنا في نتائج مباريات الشباب في دوري "زين" لوجدنا أن 90 بالمئة منها كان الفارق بينه وبين خصومه لا يتجاوز الهدف، بمعنى أن الفريق يجد صعوبة في تسجيل فارق مريح من الأهداف، والهدف بالطبع لن يسمح له بإقصاء النصر. أما النصر فحتى لو اعتمد على نشوته في تجاوز الشباب فإمكانيات لاعبيه لا تسمح له بتحقيق بطولة كبرى وربما لن يتجاوز نصف النهائي أيا كان خصمه الاتفاق أو الفتح. أما الهلال والأهلي فمواجهتهما برأيي هي النهائي والفائز منهما أظنه سيكون البطل نظراً لفارق الإمكانيات بينهما والفرق المنافسة الأخرى، إلا إن استطاع الاتفاق استعادة مستوياته المميزة التي اختفت في أهم مراحل الدوري ودحرجته للمركز الرابع واستحضار نتائجه القوية في وقت سريع. وقد يقول قائل ان هناك تراجعاً ملحوظاً في أداء الهلال والأهلي وقد تؤثر عليهما منافستهما في البطولة الآسيوية!! وهنا أقول يبرز الفارق الحقيقي وهو الإمكانيات والأدوات الفنية والتي لا تقارن مع منافسيهما عدا الشباب إن تأهل. أما الخاسر الأكبر في هذا الموسم فهو الاتحاد بلا شك الذي كرر غيابه عن البطولات وزاد أن خسر التمثيل الآسيوي الذي لم يغب عنه منذ 2007. ورغم الاحباط الكبير الذي أصاب مشجعيه إلا أن ما يشفع لإدارته الشجاعة أنها تصدت للمهمة الأصعب والتي تهرب من تحملها إدارات النادي في السنوات الأربع الماضية ألا وهي تجديد دماء الفريق وفرض سياسة الإحلال والتبديل التي باتت أمراً ضرورياً ولا بد من الشروع فيه وهو ما فضلته إدارة الفريق على المكاسب الشخصية. * هناك مجموعة ممن ابتلي بهم الإعلام فضلوا أن تكون مهمتهم إثارة البلبلة وزيادة وتيرة التعصب متى أرادوا هم، والامثلة كثيرة على ذلك فحينما تحدث الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل على شاشة العربية عمن يسترزقون من أقلامهم لم يحرك أحد ساكناً، فيما هب المقصودون بالحديث هنا للهجوم على الدكتور حافظ المدلج بعد تصريحه الجريء في برنامج المجلس ووصفه بأبشع الصفات واتهامه بالتجني رغم أنه لم يقل غير الحقيقة!! ثم عادوا وبسرعة إلى جحورهم بعد تصريح رئيس الشباب الأخير، هؤلاء كشفوا لنا من حيث لا يعلمون نهجهم وطريقتهم في التعاطي مع الأمور وفق الأمزجة وما تفرضه مصالحهم وليس مصلحة الرياضة السعودية ومبادئها التي جعلوا منها آخر اهتماماتهم.