دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون دمشق الى احترام وعودها بسحب قواتها واسلحتها الثقيلة من المدن "بدون تأخير" فيما يتابع المراقبون الدوليون جولتهم الميدانية للتثبت من وقف اطلاق النار امس الجمعة الذي دعا فيه ناشطون الى التظاهر. يأتي ذلك فيما دعت جماعة الاخوان المسلمين السورية الاممالمتحدة امس الى اعلان فشل خطة المبعوث الدولي كوفي انان، مطالبة بتجميد عضوية سوريا في المنظمة الدولية، في ظل استمرار خروقات وقف اطلاق النار. واعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس ان الحكومة السورية لم تحترم وعودها بسحب قواتها واسلحتها الثقيلة من المدن، ويتعين عليها ان تفعل ذلك "بدون تأخير". واعرب بان كي مون في بيان عن "قلقه العميق" حيال وجود قوات واسلحة ثقيلة في هذه المدن "اشار اليها مراقبو الاممالمتحدة" على الارض، الامر الذي "يتعارض مع التعهدات" التي قطعتها دمشق. وذكر بان كي مون من جهة اخرى "كافة الاطراف ولا سيما الحكومة السورية، بضرورة ان تضمن الاحترام الفوري لشروط عمل فعال لبعثة المراقبين الدوليين بما في ذلك وقف العنف المسلح". وقال المعارض والناشط السياسي وليد البني المقيم في القاهرة في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "من الواضح ان النظام لا يستطيع تطبيق خطة انان التي تسمح بالتظاهر السلمي، ما يعني ان ملايين من الناس ستخرج الى الشارع وسيسقط النظام". واضاف "ما يجري الان على الارض من (حيث استمرار العنف) متوقع تماما" مشيرا الى انه "من السذاجة الاعتقاد ان النظام سيطبق هذه الخطة". وتابع المراقبون الدوليون جولاتهم الميدانية الجمعة، الذي يشهد عادة تظاهرات معارضة في هذا اليوم منذ اندلاع الاحتجاجات الا انهم لم يعلنوا عن وجهتها. وكان فريق المراقبين قرر يوم الجمعة الماضي عدم القيام بجولات ميدانية "لتجنب ان يؤدي وجودنا الى تصعيد"، بحسب ما قال يومها رئيس الوفد الكولونيل احمد حميش. ووسط حدوث اختراقات اوقعت اكثر من 300 قتيل في سوريا منذ دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ في الثاني عشر من ابريل الماضي، دعت جماعة الاخوان المسلمين السورية الاممالمتحدة الجمعة الى اعلان فشل خطة المبعوث الدولي كوفي انان. وطالب الاخوان المسلمون الامين العام للامم المتحدة بان كي مون "أن يقرن اعلانه عن امتناع حكومة (الرئيس السوري بشار) الاسد عن الالتزام بعملية السلام، باعتبار خطة السيد كوفي انان منتهية ، في الوقت الذي يسقط فيه يوميا على ايدي العصابات المارقة عشرات الابرياء". كما طالب البيان بان كي مون ايضا "بتجميد عضوية سوريا في المنظمة الدولية الى حين قيام حكومة معبرة عن ارادة الشعب السوري" داعيا المجتمع الدولي الى "اسقاط اي صفة تمثيلية لبشار الاسد وحكومته ومعاملتهم على انهم مجموعة مارقة اختطفت الدولة والمجتمع في سوريا". واعتبر البيان ان "تمادي المجتمع الدولي في الصمت على جرائم هذه العصابة المارقة، وإعطائها المهلة تلو المهلة ، نوع من المشاركة في جرائم التطهير والابادة التي ترتكب بحق الشعب السوري". من جة ثانية ذكر متحدث باسم الاتحاد الاوروبي امس أن سورية لم تف ب"مسؤولياتها" بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي اتفقت على تنفيذه. وقال مايكل مان المتحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاترين أشتون "من الواضح أن الحكومة السورية لا تفي بمسؤولياتها. وكانت قد تعهدت بسحب قواتها العسكرية.. وهذا لا يتم تنفيذه حاليا". وأضاف "إننا قلقون للغاية من استمرار العنف". وتابع مان "من المهم للغاية" أن يتم نشر مراقبي الأممالمتحدة بشكل كامل في سورية مضيفا "نأمل أن يغير وجود المراقبين الوضع على الارض". ميدانياً تظاهر عشرات الاف من الاشخاص في سوريا امس للمطالبة باسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، بحسب ما افاد ناشطون واظهرت مقاطع بثت على الانترنت. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "عشرات الالاف من الاشخاص تظاهروا الجمعة في اكثر المناطق السورية". ففي حلب (شمال) خرج الاف الاشخاص في تظاهرات عدة جابت شوارع المدينة، وتراوحت اعداد المشاركين فيها بين المئات والالاف، وسجلت اكبر التظاهرات في حيي الشعار ومساكن هنانو بحسب ما افاد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي في اتصال مع فرانس برس. وقال الحلبي ان "اغلب التظاهرات ووجهت باطلاق رصاص على وقنابل مسيلة للدموع واعتقالات عشوائية". وفي الريف الحلبي الذي تجددت فيه قبل ايام العمليات العسكرية للقوات النظامية، "عمت التظاهرات اغلب المدن والقرى" بحسب الحلبي. وقال المرصد ان مواطنا قتل وجرح ثلاثة آخرون برصاص قوات الامن التي اطلقت النار لتفريق المتظاهرين في حي الصاخور في حلب كما قتل ثلاثة من عناصر الامن اثر استهداف سيارتهم من قبل مسلحين مجهولين في حي الانصاري حلب. وفي حماة (وسط) التي كانت في الايام الاخيرة مسرحا لعمليات عسكرية اسفرت عن مقتل وجرح عشرات الاشخاص، خرجت تظاهرات في احياء المدينة، لاسيما حي المشاع الذي تعرض لقصف من القوات النظامية قبل يومين اسفر عن مقتل وجرح العشرات. كما خرجت تظاهرات في مختلف بلدات وقرى الريف، بحسب ما افاد المكتب الاعلامي لمجلس الثورة في حماة. وفي ريف دمشق، افاد المرصد عن "استشهاد مواطن في قرية دف الشوك اثر اطلاق النار من قبل القوات النظامية السورية على متظاهرين". وافاد عضو لجان التنسيق المحلية في الزبداني محمد فارس عن خروج "مظاهرة حاشدة بعد صلاة الجمعة تنادي بإسقاط النظام وتهتف للمدن المحاصرة والمعرضة للحملات الأمنية الشديد". وافادت اللجان في دمشق عن "خروج مظاهرة حاشدة من جامع السيد احمد في القدم، اطلق الأمن النار باتجاهها كما شن حملة اعتقالات عشوائية".