أنعش صندوق تنمية الموارد البشرية معاهد و مراكز التدريب في السعودية، وذلك من خلال برنامج تهيئة طالبي العمل في القطاع الخاص الذي تزامن مع حملة وزارة العمل لتوظيف السعوديين الذي انطلق في بداية شهر يناير الماضي واستمر إلى نهاية الشهر الماضي توزعت على سبعة مسارات تدريبية، حيث تمثل الانتعاش في تحقيقهم للإيرادات مالية في فترة قصيرة دون الدخول في متاهات التسويق والإعلان من خلال مشاركة نحو 36 ألف متدرب من المؤهلين لسوق العمل، الذي لم يتركز تدريبهم على مراكز ومعاهد المدن الرئيسة وانحصر بذلك الدخل عليها، بل ساعدت خطة الصندوق في إتاحة الفرصة للجميع من المؤهلين الذين يتوزعون على مدن وقرى البلاد في أن يشمل الدخل حتى المراكز والمعاهد المحافظات الصغيرة في مختلف مناطق المملكة. 172 مركزاً ومعهداً قال خالد المبارك المشرف على برنامج تهيئة طالبي العمل في صندوق تنمية الموارد البشرية، إن فكرة إيجاد برنامج لتهيئة طالبي العمل للقطاع الخاص كانت من الأفكار الرائدة التي سعت لتقليص الهوة بين طالبي العمل ومتطلبات العمل في القطاع الخاص حيث ساهم البرنامج من خلال ما يقدمه من معارف ومهارات إلى تجسير الفجوة التي كثيراً ما كانت تثار حول قدرة طالبي العمل من المواطنين على التكيف مع بيئة العمل في القطاع الخاص. ولقد جاء طرح البرنامج متزامناً مع حملة وزارة العمل لتوظيف السعوديين ليكون بمثابة الدفعة القوية لتعزيز الثقة لدى طالبي العمل لمواجهة تحديات سوق العمل ومتطلباته. وكان تركيز البرنامج في مساراته السبعة التي تمّ طرحها على المؤهلين الجاهزين لسوق العمل حيث استفاد من البرنامج ما يربو على 36 ألف متدرب تمّ تدريبهم في 40 محافظة ومدينة في مختلف مناطق المملكة وشارك في التدريب ما يزيد عن 172 مركزاً ومعهداً أهلياً وحكومياً حيث شارك ما يقارب من 136 مركزاً ومعهداً أهلياً و36 مركزاً لخدمة المجتمع في المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني والجامعات وكليات المعلمين. وحول أهم الإيجابيات التي تحققت من البرنامج ذكر المبارك أن من أولى الإيجابيات هو مساهمته في نشر الوعي لدى طالبي العمل وإكسابهم أهم المهارات والمعارف اللازمة التي تساعدهم للانخراط في بيئة العمل في القطاع الخاص. وثانيها يكون في مساعدته في تحسين مستوى جودة تنفيذ البرامج التدريبية لدى بعض مراكز ومعاهد التدريب الأهلية نظراً لاشتراط الصندوق لبعض المواصفات والمتطلبات الفنية للتدريب. فيما تكون الإيجابية الثالثة في مساهمته من خلال اتساع نطاق تنفيذه في التعريف بأنشطة الصندوق والخدمات التي يقدمها وذلك لشرائح الأفراد على وجه العموم ومنشآت القطاع الخاص (معاهد ومراكز تدريب، جهات موظفة) على وجه الخصوص. وتكمن الإيجابية الرابعة في تبني البرنامج لإعداد أدلة تدريبية نموذجية تلامس حاجة طالبي العمل ويمكن الاستفادة منها لدى الجهات التدريبية ومنشآت القطاع الخاص. وتكون الإيجابية الأخيرة في مساهمته في تأهيل مجموعة من المدربين الوطنيين حيث اشترك أكثر من 1200 مدرب في مختلف مناطق المملكة لحضور ما يزيد عن 30 حلقة تعريفية للمدربين مما ساعد على نشر ثقافة التدريب والاهتمام به كعنصر فاعل في التنمية البشرية وتطوير القوى العاملة. وعن أهم الصعوبات التي واجهت سير البرنامج قال المبارك:هناك مجموعة من الصعوبات التي واجهت سير البرنامج منها عدم توفر المعلومات الإحصائية الدقيقة لطالبي العمل مما يجعل من الصعوبة وضع الخطة الواقعية لاستيعاب الشرائح المستهدفة. إضافة إلي قلة الإقبال بعد المسار الرابع نظراً لتأخر توظيف المسجلين في الحملة وشعور طالبي العمل بعدم جدوى البرنامج، و توجيه بعض طالبي العمل إلى الوظائف مباشرة من قبل مكاتب العمل دون النظر إلى التحاقهم في البرنامج. لكن في الجملة فإن البرنامج قد حقق الشيء الكثير وبطبيعة الحال قد يصاحب عملية التنفيذ والتفاوت في التطبيق لدى المعاهد بعض الصعوبات ولكن البرنامج في الجملة قد حقق الشيء الكثير من النجاح الذي نأمل أن يكون امتداداً لنجاحات قادمة بإذن الله. توحيد الجهود من جهته»طلب المهندس عبد العزيز محمد العواد مدير عام أكاديمية الجزيرة العالمية، أن يكون هناك تعاون مباشر بين الصندوق ومعاهد ومراكز التدريب بهدف توحيد الجهود الهادفة إلى إعداد وتأهيل كوادر وطنية مهيأة لسوق العمل والحصول على الفرصة الوظيفية المناسبة. وقال العواد إن الصندوق يهدف إلى دعم جهود تأهيل القوى العاملة الوطنية وتوظيفها في القطاع الخاص من خلال تقديم الإعانات من أجل تأهيل القوى العاملة الوطنية وتدريبها وتوظيفها في القطاع الخاص والمشاركة في تكاليف تأهيلها وتدريبها على وظائف القطاع الخاص ويحدد مجلس إدارة الصندوق نسبة هذه المشاركة وتدفع النسبة المتبقية من قِبل صاحب العمل المستفيد من تأهيل المتدرب.وتحمل نسبة من راتب من يتم توظيفه في منشآت القطاع الخاص بعد تأهيله وتدريبه وكذلك من يتم توظيفه في هذه المنشآت بالتنسيق مع الصندوق ويدفع صاحب العمل النسبة المتبقية من الراتب ويكون تحمل الصندوق لهذه النسبة لفترة لا تزيد عن سنتين ويقوم مجلس الإدارة بوضع الشروط اللازمة لصرفها. وعن النتائج التي حققها البرنامج على صعيد المتدربين والمراكز التدريبية، اعتبر العواد أن برنامج تهيئة طالبي العمل للقطاع الخاص من البرامج الجيدة ولكن يحتاج إلى تضافر كافة الجهود وأن تعتبر الجهات الحكومية مثل صندوق الموارد البشرية أن المراكز التدريبية هي جهات مساندة في عمليات التأهيل التي تصل بالمتدرب إلى مرحلة التوظيف، معتبراً أن جوانب كثيرة من أهدافه خلال المرحلة الماضية خاصة وأن البرنامج والصندوق ما زالا في بداية نشاطهما، ونأمل منهما الكثير. تحقيق إيرادات مالية من جانبه، قال علي الغانم أخصائي تدريب أن برنامج تهيئة طالبي العمل بالقطاع الخاص كان له الكثير من الفوائد في عدد من المجالات وخاصة على المراكز والمعاهد التدريبية والمدربين والمتدربين ومنها تحقيقهم للإيرادات جيده في فترة قصير ة ودون الدخول في متاهات التسويق والإعلان. معتبراً أن للصندوق دوراً ريادياً حيث انه أول جهة تقدم برنامجاً شاملاً لكل المراكز والمعاهد التدريبية على مستوى السعودية لتأهيل وتطوير الباحثين عن عمل من الشباب السعودي المؤهل وغير المؤهل للعمل بالقطاع الخاص فتجد أنه في يوم واحد وساعة واحدة يبدأ البرنامج في 172 مركزاً على مستوى المملكة لتنفيذ هذا البرنامج وقد أوكل لهم التدريب في سبعة مسارات في أقل من أربعة أشهر وهذا في بيئة التدريب يعتبر من أفضل المواسم التدريبية من حيث الإيرادات في اعتقادي وقد تم تجهيز المادة العلمية والتمارين والأفلام الخاصة بهذا البرنامج وذلك لتسهيل المهمة وتخفيض التكلفة على المركز والمعاهد وفي اعتقادي الشخصي أن هذا البرنامج هو أفضل آلية دعم لتطوير مراكز ومعاهد التدريب و الرقي بالتدريب بشكل عام. وبين الغانم أنه تم اعتماد وتدريب أكثر من1000 مدرب سعودي لتنفيذ هذا البرنامج وهذا يعتبر مؤشر جيد لتطوير التدريب والمدربين السعوديين وكذلك سعوده مهنة التدريب وأخيرا المدربين فقد كان الأثر كبيراً حيث أتضح للكثير منهم أن التدريب يختلف عن التدريس وأن التدريب مهم جدا لتطوير الذات وتنمية المهارات وأن كل شخص يحتاج إلى التدريب مهما كانت معلوماته أو مهاراته وطلب الغانم الصندوق بإكمال ما بدأ من برنامج التهيئة وكذلك تصميم برامج تدريبه مجانية لمديري الموارد البشرية بالشركات ومديري التدريب وتصميم برامج تريبيه للشباب السعودي الذي يعمل في القطاع الخاص ومنها برنامج ضغوط العمل كيفية التعامل معها، وبرنامج التعامل مع الزملاء والرؤساء الأجانب، وبرنامج التطوير الذاتي والنجاح الوظيفي، وبرنامج تنمية مهارات الاتصال. وأضاف الغانم أن البرنامج حقق الكثير من الفوائد حيث لاحظنا اختلاف كبير للأفضل سواء في إعداد السيرة الذاتية أو إجراء المقابلات الشخصية والأهم نظرة الشباب السعودي للعمل بالقطاع الخاص التي تحسنت رغم بعض التجارب المريرة التي عاشها بعض الشباب السعودي وفي الحقيقة أن هذا البرنامج في اعتقادي يعتبر (الحلقة المفقودة )في عملية السعودة حيث أن القطاع الخاص يحتاج إلى شباب مدرب ويعرف طبيعة العمل بالقطاع الخاص وأنه يختلف عن العمل في القطاع الحكومي والشباب السعودي يحتاج هذا البرنامج لمعرفة القطاع الخاص بشكل أفضل وكيفية التعامل معه. متمنياً أن يستمر هذا البرنامج وأن يطور بشكل مستمر وأي توقف لهذا البرنامج يعتبر انتكاسة كبيرة لعملية السعودة لأنه ببساطة يعتبر الحلقة المفقودة في عملية السعودة.