هز انفجار عبوة ناسفة امس العاصمة السورية غداة مقتل حوالي ستين شخصا في اعمال عنف، وذلك رغم مرور 12 يوما على بدء تطبيق وقف اطلاق النار ووجود فريق من المراقبين الدوليين الذين يواصلون جولاتهم في عدد من المناطق السورية. وجاء في شريط عاجل على قناة "الاخبارية" السورية ان "مجموعة ارهابية مسلحة تفجر عبوة ناسفة بسيارة بالقرب من مجمع يلبغا في منطقة المرجة في دمشق، ما اسفر عن اصابة ثلاثة اشخاص واضرار مادية بالابنية المجاورة". كما اغتيل امس مساعد اول في المخابرات في حي برزة الدمشقي، ودارت اشتباكات بين القوات النظامية وعناصر من المجموعات المنشقة، ولم ترد انباء عن سقوط ضحايا بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. ومساء، افاد المرصد السوري ان "اربعة شهداء سقطوا الثلاثاء اثر اطلاق نار من رشاشات ثقيلة وشظايا القنابل بمدينة دوما" في ريف دمشق، اضافة الى "شهيد خامس سقط برصاص القوات النظامية في حي القصور بمدينة حمص". كذلك اشار المرصد الى "استشهاد ثلاثة افراد من عائلة واحدة هم سيدة مسنة وابنها وابنتها متاثرين بجروح اصيبوا بها اثر اصابة منزلهم بقذيفة ار بي جي في حي القصور بحمص مساء الاثنين، فضلا عن استشهاد اثنين من بلدة تلبيسة (في محافظة حمص) اختطفا قبل ستة ايام من منزلهما في مدينة السلمية وعثر على جثمانيهما اليوم، اضافة الى شهيدين من مدينة القصير فقدا قبل ايام وعثر على جثمانيهما في البساتين المجاورة للقصير". وفي مدينة حماة، "سلم جثمان شاب الى ذويه بعد تسعة اشهر من الاعتقال لدى الافرع الامنية"، وفق المرصد الذي تحدث ايضا عن "استشهاد مواطن في مدينة معرة النعمان في محافظة ادلب متاثرا بجروح اصيب بها قبل 20 يوما". الى ذلك يتابع فريق المراقبين والذي بلغ عدد افراده احد عشر مراقبا زياراته الى عدد من المناطق السورية، بحسب ما افاد المسؤول في الوفد نيراج سينغ وكالة فرانس برس. وقال سينغ "بلغ عدد فريق القبعات الزرق احد عشر مراقبا بينهم اثنان يمكثان في حمص، فيما يتابع التسعة الاخرون جولاتهم الميدانية". وافاد ناشطون ان فريق المراقبين الدوليين توجه الى مدينة حماة في وسط سوريا الثلاثاء للمرة الثانية خلال ثلاثة ايام، وذلك غداة تعرضها لعملية عسكرية عنيفة اسفرت عن مقتل 31 شخصا وتلت زيارة اولى للمراقبين الاحد. من جهتها، افادت سانا ان "وفدا من المراقبين الدوليين زار صباح امس (الثلاثاء) مدينة دوما في ريف دمشق"، بعد زيارة امس استقبلهم فيها الاف المتظاهرين المناهضين للنظام. وتوقع سينغ وصول مراقبين "آخرين في الايام القادمة". الى ذلك، اعتقلت الاجهزة الامنية السورية فجر امس المفكر الفلسطيني سلامة كيلة من منزله في دمشق، بحسب ما افاد مدير المركز السوري للدراسات والابحاث القانونية المحامي انور البني. وقال البني لوكالة فرانس برس ان "عناصر من احدى الاجهزة الامنية السورية لم تعرف هويتها اعتقلت عند الساعة الثانية صباح الثلاثاء الناشط في المجتمع المدني والمفكر سلامة كيلة دون ان تبين سبب الاعتقال". سياسيا، اعرب رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون مساء امس عن امله في ان يفتح وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم الخميس في القاهرة الباب لقرار يتخذه مجلس الامن الدولي تحت البند السابع لارغام النظام السوري على وقف العنف. وقال غليون في مؤتمر صحافي في العاصمة المصرية "هناك تحد امام الجامعة العربية ومجلس الامن ومجموعة اصدقاء سوريا يتمثل في رفض النظام السوري تنفيذ المبادرة العربية الدولية" التي طرحها موفد الاممالمتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان. واضاف "هذا يقتضي موقفا حاسما من الجامعة العربية التي لا ينبغي ان تظل شاهد زور". وفي جنيف، اعلن المتحدث باسم الموفد الدولي كوفي انان امس ان وقف اطلاق النار الذي اعلن رسميا في سوريا "هش للغاية"، معتبرا ان استمرار العنف امر "غير مقبول". وقال احمد فوزي ان مراقبي الاممالمتحدة الذين انتشروا في سوريا دخلوا مدينتي حمص وحماة اللتين شهدتا مواجهات عنيفة، وحين يصلون "يتوقف اطلاق النار". وتدارك ان "لدينا تقارير موثوقة تفيد انهم عندما يغادرون يتجدد (القصف)". من جهته وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في دوشانبي من اي محاولة لعرقلة عمل وفد مراقبي الاممالمتحدة في سوريا. وقال في مؤتمر صحافي في العاصمة الطاجيكية ان "عمل المراقبين عنصر ايجابي، وآمل ان لا يتمكن الذين يحاولون عرقلة عمل وفد الاممالمتحدة في سوريا، من تنفيذ مشاريعهم".