يقول الله عز وجل (الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً) جميل جداً فى هذا الزمان أن تكون قنوات الاتصال متعددة ومتنوعة.تعطيك بعضا من حقائق وجود بعض من نبض الحياة فى بعض من الجامعات, والبعض الآخر ماتت (ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته) آية (فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ). يقول علماء التربية ان التربية هى الحياة.واقول إن الجامعة هى الحياة. فالجامعات ليست مباني واسواراً وتيار كهرباء ولا العكس من ذلك. فكم من مدن فى العالم شيدها اصحابها وبقيت بعدهم إما شاهداً عليهم اوشاهداً لهم. فالجامعات ارادة وادارة وعزيمة وقوة تأثير فى الحياة. فيها تصنع وتصقل كل محددات الشخصية الوطنية.وتبني من خلالها قامات المعرفة وهاماتها.ويخرج للحياة وهو واثق بأنه صنع فى بيت الخبرة ذات الحيوات المتجددة التى تبنى مناهجها بعقول محترفة فى صناعة الفكر المتجدد المبدع فى التطلع للغد البعيد بمنافسة لاتكل ولاتمل ولاتعترف بالاغراق فى نرجسية الأنانية والبعد عن حقائق وارضية المجتمع المشتركة. ولاتعرف القوقعة ولا الانطواء فى المحلية المتحجرة فى زوايا الظلام ولاترضى لمنسوبيها أن يعيشوا فى جلابيب غيرهم ليؤمنوا لهم مواقع ليست مفصلة على قدراتهم وامكاناتهم ومواهبهم.فيظهر جلياً الخلل الادارى خلف مقود القيادة. وقد ظهر هذا جليا فى السفينة السياحية التى كانت تقل أكثر من ثلاثة آلاف سائح فى مطلع السنة الميلادية 2012) على شواطى البحر الابيض. فعندما جنحت فر قبطانها ولاذ باليابسة وترك الجموع التى كانت تؤمن بقيادته وتثق فيه. يحتنك الموت من بداخلها وما تبقى ابتلعته اسماك البحار. ان التحليق بأجنحة الغير فى فضاء الكون لا يطول طويلا فكل طائر يحتاج جناحيه والطيور المهاجرة حتما ستعود عاجلاً او آجلاً لأوطانها وسر أجنحتها التى عادت بها ستفضح تحليق الغير بها. لقد دأبت بعض الجامعات على عملية الانتقائية فى تعاقب الادوار. وهى مبنية بشكل مفضوح على مقولة أحدهم يجب أن لا يبقى فى هذا المكان معارض لسياستى وهذا يتنافى مع أبسط مبادى الجامعة وكيانها إذ إنها أسست على منهج الحوار وقبول الآخر واحتواء وجهات النظرالمغايرة والمتعددة وهى فرصة لأن يقدم كل مشروعه القيادى ويختبر نظرياته ويتصرف على وجهات النظر المتعددة حول هذا الموضوع او ذاك وهى المكان الخصب لبناء القيادات الفذة النادرة. فالجامعات هى الساحات الحقيقية لصناعة القيادات المتميزة إذ إن التفاعل الحقيقى والحراك المؤطر بالمنهج العلمى لدعم الآراء والتدليل على صوابها. ذاك ماتبغيه الجامعات فى مواصفات مخرجاتها ونفخر به وهو اللبنة الحقيقية التى تعد فى بناء مجتمع همه المنافسة على العلا والتحدي مع الأقران. أنه يتوجب على الجميع العمل بروح الفريق وعدم السماح للتغريد خارج السرب ومحاولة احتواء مثل هذة الاصوات النشاز وتكريس الجهد نحو الانتاجيه المتميزة ذات الأثر الفعال فى نهوض المجتمع وخدمة أغراضه. إن الحرية والرعاية الشخصية لقيادتنا الحكيمة للجامعات حري بها ان تستثمر لبناء روح الأبتكار والأبداع لمنسوبيها بدل الأحتراب على فتات الأرزاق التى كفلها الله عز وجل. فالحرية حالة صدق تحدد من خلالها الهوية التى سيندم عليها من فوت الفرصة على نفسه ان يطبعها لارادة المجتمع وبناء الوطن الذى أعطى بدون من ولا أذى. ولم تعد بعض الجامعات تنظر الى منسوبيها وطلابها إلا نظرة رقمية تباهي بها في المحافل مجردة عن القيم الاخلاقية عند الناس فالنظر الى احتياجاته ومتطلباته يقاس بقيم عقود النظافة والصيانة. ولم ينظر الى الامكانات التي من الممكن ان توفر له جوا من الراحة ليتهيأ نفسيا لأداء عمله، ولم ينظر لأمنه النفسي حتى يتمكن من خلق مساحه أبداع يبني بها حلم امه، لقد انطلق التعليم العام من عقاله التقليدي الذي كبله سنوات طويله في الروتين الممل والرتابة القاتلة للفكر البشري واتجهت الى فضاءات فيها فرص لتحدي الذات والمبارزة مع المبدعين وحلت محلها بعض الجامعات التي تنظر لمنسوبيها وطلابها، على انهم من (ملاكها). * جامعة الطائف