رياح الربيع هبت واقتلعت الخُشب المسًندة التى كانت تغلق بوابة مخزن الارزاق كما كان البعض يظن فوجدت (خرثانة ) وقد اكلتها الارضة وافنتها عوامل التعرية ولم يعد الطلأ بجميع الوانه يخفى تهالكها ويحمى تماسكها بل لم تعد صالحة لتوقد النار. وفجأ ة أقتلعت الريح الباب وخرج من المخزن ركاب سفينة نوح عليه السلام يبحثون عن مصائرهم ولا يعرف خليل خليله, ووجدوا أن سليمان عليه السلام الذى كان متكئاعلى منسأته قد مضى على موته ردحُ من الزمن وهو يحكمهم بهذه الطريقة وهم مذعنون ومادلهم على موته الادابة الارض تاكل منسأته. لقد ابتليت أمة الضاد حتى فى حروفها الابجد ية , فأشتد الخلاف على (ض- ظ ) فى معنى الكلمة ونطقها , فمتى تنطق الكلمة وفيها (الضاد) ومتى تنطق وفيها(الظه) وهل العصا الموجودة قسرا فى (ظ) ملزمة لمن لم يتقن الفرق بين الاثنتين ؟ واصبحت العصا ملازمة لنا حتى فى وضعية اللسان الى درجة ان البعض من شدة خوفه من عصا (ظ) صار يتلعثم فى كلامه واصيبوا (بلتغة ) رافقتهم مدى الحياة. وكذا (ث- س ) التى لم يجرؤ الذين يخلطون فى نطقها على ان يخرجوا السنتهم من بين الثنايا. والعالم العربى فى ادارته هو ايضا مبتلى بنماذج ادارية خلقت ومعها العصا التى تخرج اللسان من بين الثنا يا, وساروا على قاعدة(لسانك حصانك ) واستغلوا فترة الهدنة بين السكوت وبين ان يتحين المتكلم فرصة ان يسمح له بكسر الحواجز بين ثناياه ان كان عنده مفيد كما يظن وان يكون نزولا عند رغبة من يتمنى ان يستمتع له مع التامين على حياته. لقد ظهرة نماذج غريبة فى تفكيرها وسلوكها واخلاقها وتباينت عن غيرها بمقدرة عالية على قتل الابداع فى نفوس مريديه واستكثار ان يكون فى المجتمع مبرزين بل وعاشقين للعالمية ومبارزة الصعاب وتحدى المخاطر وركب سروج قيادة الامم المتحضرة وحمل لواء امة ميزها الله على سائر الامم برسالة سامية. بل ان البعض منهم استنكر على نفسه ان يطور اساليب العمل وان يدخل طرائق جديدة يخفف بها تقليدية التسلط والدكتاتورية التى ادمن عليها وولًد منها جيلا نهج نهجه واتبع مذهبه وسلك طريقه ايمانا بمثاليته فضن انه سيمنع الشمس بعصاه عن الشروق وان يصل نوراها لغيره دون علمه ودرايته . ولهذا شدد علماء الإدارة على عدم استخدام النسبية في وصف النتيجة السلوكية الناجمة عن تفعيل صلاحية المدير حتى لا يتدنى مستوى الادارة الى درجة عدم معرفه المفاضلة بين سئ وأسوأ . وحتى لا يكون السباق نحو الهاوية .