شاهدت الحلقة التي قدمها الإعلامي داؤود الشريان على قناة M B C يوم الأحد الموافق 23/5/1433 ناقش من خلالها موضوع الرقية مع مجموعة من الرقاة بحضور طبيب نفساني شارك بالنقاش وطالب المذيع الشريان من الرقاة تقديم أدلة على ادعاءاتهم وكيفية استخراج السحر من المسحور، وقال أحدهم إنه استخرج زجاجاً وشعراً من بطن مريض ولم يوضح الكيفية التي تم فيها استخراج السحر وتهرب من الإجابة ورغم ضعف الأدلة الموضوعية يدعون إنهم عالجوا أناساً، وقف الطب البشري عاجزا عن كشف امراضهم ولكن الطبيب النفساني الذي شارك في الحلقة سأل أحدهم كيف عرفت السحر الذي وضع للمريضة منذ عشر سنوات في منزلهم القديم؟ وتلعثم بكلامه ولم يستطع الإجابة ومثل هذه الظاهرة متفشية في كثير من المجتمعات العربية من ضمنهم الشعب السعودي والنساء من اكثر رواد هؤلاء الرقاة ونحن لا نكذب موضوع السحر بالذات لأنه ذكر في القرآن والحديث ولكننا لا نصدق من يدعون علم الغيب فقد ورد في الحديث الصحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم إنه قال: (من اتى كاهناً أوعرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد أو برئت منه ذمة الله ورسوله) لأن الغيب لايعلمه إلا الله فمن الكفر ان يدعي إنسان علماً أختص الله به نفسه. غير ان بعض الناس ابتلي بالوهم وتصديق الخرافات وقد يستجيب المصاب بداء الوهم بما يوحي إليه المشعوذ إنه صعق الجن واحرقه وما كان وهماً. يعالج بالوهم وقد ثبت ذلك بعلم النفس. ويحكى ان أحد الأشخاص ممن ابتلي بداء الوهم جاء إلى صديق له يشكو إليه مابه من سوء فأعطاه هذا الصديق طلسما مغلفا وقال له: إن هذا الطلسم قد جربه الكثير من الناس فشفوا شفاءً تاما فأخذ الرجل الطلسم وهو مؤمن به إيماناً كبيراً وحصل ما اراد من الشفاء مايستدعي الدهشة وعندما فتح الطلسم وجد فيه لغواً قبيحاً وشتائم وقحة. فهذه الشتائم نفعته حين آمن بها وانتكست حالته حين عرف محتواها. فلو فتح رواد الرقاة محتوى ما يعرف ب(الحجاب) الذي يكتبه الراقي للمريض لوجدوها إما فارغة أو تحمل كلاماً غير مفهوم ولا معنى له فقد ذكر عبدالر حمن بن خلدون بقوله إنني أردد بعض الكلمات التي لا معنى لها فأصيب حاجتي حينما اعتقد بها.