فرض المنطق نفسه بفوز "شيخ الأندية " بكأس دوري زين وتتويجه بطلًا للمرة السادسة في تاريخه خلال ال 22 عامًا الماضية كنتاج متوقع للعمل الاداري والفني المتناغم .. وترجمته المثمرة في قيادة الشباب لتحقيق هدفه المنشود باستعادة لقب الدوري بعد ستة اعوام من الغياب. وقبل أكثر من شهر ذكرت في هذه الزاوية تحت عنوان : (بالفكر الاداري تفوق الشباب ) ان" شيخ الاندية" ظهر بجيل جديد من النجوم .. استطاع التفوق على نفسه وتميز بثبات مستواه وعشقه للانتصارات في الدوري، وأشرت الى ان التطور الكبير في نتائج وآداء الشباب وتصدره للقائمة يعكس حقيقة التخطيط السليم والفكر الاداري الواعي والمتطور الذي يدار به نادي الشباب وبالذات في الاستقرار الفني –التدريبي- والاختيار الناجع طبقا لحاجة الفريق من اللاعبين المحليين والأجانب وبخاصة مهاجمه الكبير ناصر الشمراني الذي مازال يؤكد في كل موسم انه انجح صفقة محلية بتصدره منذ انتقاله للشباب قائمة هدافي الدوري اربع مرات وانهى الدوري الاخير بإحرازه هدفه ال100 وهذا بلا شك ينم عن فكر اداري وفني رفيع وعين شبابية فاحصة تجيد اصطياد النجوم والمواهب من الاندية الاخرى بجانب اختيار اللاعبين الاجانب . واليوم هاهو الرئيس الشبابي خالد البلطان في عامه السادس يقود فريقه الى تحقيق ست بطولات من العيار الثقيل: (دوري 2006 +2012 ) وكأس خادم الحرمين للابطال (2008+2009) اضافة الى كأس الامير فيصل (2009+2010) . لقد ادرك البلطان ان مشوار النجاح في مسيرة الدوري يبدأ بمدرب قدير يضمن من خلاله خلق الاستقرار الفني لفريقه كركيزة اساسية ينطلق منها لتحقيق طموحاته البطولية ويسعى الى تفوق فريقه حين وجد ضالته في المدرب البلجيكي الاول ميشال برودوم الذي تفوق في النهاية بإنهاء مشوار دوري ال26 مباراة بالبطولة بلا خسارة لأول مرة في تاريخ الشباب وعادل من خلال انجازه الرقم القياسي في النقاط الذي سجله الهلال في الموسم الماضي ( 64 نقطة) مدعما بلقب هداف الدوري ناصر الشمراني (21 هدفا) . في حين كانت هناك فرق اخرى تتصدر الدوري بلا منازع وتحسمه لصالحها قبل نهايته بإسبوعين في المواسم الماضية ومع ذلك ما تزال ادارتها اليوم تدفع ثمن تخبطاتها ومجاملاتها في اختيارها لمدربيها .. الذين كلفوا خزينتها الملايين بل ودخلت الدوري بأربعة مدربين وخرجت من مولده بلا حمص كنتيجة طبيعية لتلك التخبطات الإدارية !! ومن الجوانب الإدارية الرائعة التي ذكرها البلطان بعد البطولة .. ان اول طلب تلقاه من مدربه (برودوم ) الغاء منصب مدير الفريق الذي كان يتبوأه خالد المعجل وبرر طلبه بقوله: انه المدير الفني والإداري والمسؤول الأول والاخير عن الفريق وافراده فاستجاب له الرئيس ومنحه الصلاحيات المطلقة بالغاء هذا المنصب الذي يكلف مالياً خزينة نادي آخر مرتبات باهضة لمدير الكرة كان 80 ألف وارتفع الى ان وصل الى 130 ألف ريال شهريا دون فائدة تذكر وكان برودوم بخلاف المدربين الاخرين يترك اسرته لينام مع اللاعبين في المعسكر وهذا من اسرار نجاح المدرب البلجيكي في قوة نظامه وفرضه الانضباط بين اللاعبين وتنفيذ تعليماته بحذافيرها .. ليكسب المدرب التحدي في النهاية بإنجازة المذهل . وثمة معلومة ايجابية كشفها البلطان بعد البطولة حين قال:" حتى استعدادنا للموسم المقبل اعتمدناه ووقعنا اتفاقيات اقامة المعسكر الخارجي في بلجيكا واللقاءات التجريبية ورتبنا حجوزات الطيران قبل خوضنا مباراة الأهلي الاخيرة". مما يدل على ان هناك عملا قياديا احترافيا وفكرا اداريا نيرا يقود مسيرة "شيخ الاندية" في عامه ال66 الى القمة والانجازات الخالدة.