يحيك سباق الوقت للنفس الصراع مع الزمن ليهدر من العمر اللحظة تلو اللحظة دون الاستفادة من تلبية الغاية وتحقيقها للرغبات وذلك بفرض الواقع والمقدر والقدر والتي تأخذ الطابع العام من عبارات البشر وتترجم قولهم هذا هو (الحظ أو الفال أو قدوم الشخص سواء كانت بالخير أو الشر) متناسين الركن الإيماني بأن عوامل العطاء تتطلب البحث والسعي. وكلا العطاءين من خير وشر بهما نعمة الابتلاء والامتحان من المولى عز وجل وان الله مع الساعي لآخر مدى من يقينه الإيماني. وقد يعتلي النفس اليأس والاحباط من تراكمات ضياع الفرص وصراع المد والجزر للطموح والآمال. ولكن لتفادي دوامة هذا الصراع نحتاج للكثير من مسايرة المقدر والأخذ بالأسباب مع القناعة التامة بالوضع العام والرضا به وتحفيز النفس بآمال متجددة وحتى يتم لنا هذا يجب ان يكون تقديرنا للأمور متوازن. فالنظر لأعالي النصيب ذات الحظ الأوفر. يولد التنافس الشريف لدروب البذل للحصول على درجات الأجود من الجيد والنظر لأدنى الحال من أصحاب السبات بالحظوظ ينمي الثناء بالحمد لله بعطاياه الممنوحة. مما يدفعنا للتقدم بالأفضل ولأن دوام الحال من المحال فهذه طبيعة الزمن الذي علينا معايشته بحلاوته ومرارة أحداثه. ومن مسرح الحياة الذي رسخ لنا الأدوار المصطنعة والهزلية وشجع تنمية المواقف الافتراضية وبدع التشاؤم مع ان الوقت يزامن التقدم الثقافي للشعوب والأمم إلاّ أننا نزامنه بالرجوع للجاهلية والتطرق لأرباب الدجل والدجالين وعالم السحر والسحرة وممارستهم لها علناً باسم الخفة والطلسمة ولا نكتفي بذلك القدر من الضعف بل والمصيبة تفشيها بأساليب وحيل للمجتمعات الحضارية علمياً والتي تؤمن ان مصيرها مرتبط بتخمين الطالع ولا يكمن ذلك لعامة الناس بل من مدمني فن التعرف على المجهول وعلم الغيبيات أصحاب العقول الحصيفة وصناع القرار. وكأن مصير العالم مقيد بقراءة كف أو برج من الكواكب أو كشف للأحجبة معتقدين ان الحجاب الحقيقي يكمن في العقليات الوضيعة التي مكنت المحرم من الديانات السماوية بالتدريج للسماح بها حتى أصبحت من المألوف والجائز مشاهدة الشعوذة والدجل خلال البث الإعلامي المسموع والمقروء والمرئي ونحن نعلم الفئة العمرية الحساسة التي تواكب هذا الإعلام وتتأثر به ذات الخلفية القاصرة لهذه الأمور والتي لم تدرس وتناقش بشكل موسع ونير ولم يسلط عليها الضوء كما ينبغي. وما دور التعليم في التصدي لهذه الظاهرة؟ وما دور التطور الذي سخر من أجل خدمة العقيدة. ونحن في الوقت نفسه نهدر أوقاتنا بالاجتماعات والندوات الفكرية والتعليمية التي تبحث ابتدائيات الأمور وابتدائياتنا بالمواضيع الهامة تفتقد. فإلى متى نسعى لمناقشة المواضيع السطحية ونسطح الأمور الساخنة ذات الأهمية بعقيدة المجتمع وأخلاقياته وهل الدور بالإرشاد يقتصر على أهل العلم أم يتطلب مشاركة المجتمع ككل للقضاء على هذه المشكلة؟؟