ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن المعركة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي ومستشاريه وصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مازالت مستمرة. فقد بعث السفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل أوران السبت الماضي لإدارة تحرير الصحيفة ذات التأثير العالمي الواسع شكوى بشأن تحقيق نشرته الصحيفة قبل أيام حول العلاقة الوثيقة بين رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو والمرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية ميت رومني. وجاء في الرسالة التي نُشرت في زاوية رسائل القراء في الصحيفة رفض أوران للمزاعم حول تدخل نتنياهو في سباق الرئاسة بالولاياتالمتحدة. وزعم أوران "إن إسرائيل لا تتدخل في الشؤون السياسية الداخلية للولايات المتحدة، خلافاً لما ورد في التحقيق المنشور. كما أنها تقدر الدعم الواسع الذي تلقاه من الحزبين الكبيرين في أمريكا". وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" نشرت في صدر صفحتها الأولى الاثنين الماضي خبراً من الصحافي مايكل باربارو جاء فيه أن نتنياهو اتصل هاتفياً بالمرشح ميت رومني وشرح له بالتفصيل الوضع في إيران. وكان هذا الاتصال قبل عدة أسابيع فيما عُرف ب"يوم الثلاثاء الكبير" الذي اشتد فيه التنافس بين مرشحي الرئاسة من الحزب الجمهوري. وجاء في الخبر أيضاً أن العلاقة بين نتنياهو ورومني بدأت منذ العام 1976 ومازالت مستمرة حتى اليوم، لأن نتنياهو حرص دائماً على الحفاظ عليها. وقالت الصحيفة ان نتنياهو ذُهل عندما سقط المرشح غنغريتش وذلك حين انكشف أن ممول حملته هو شلون أدلسون وهو أحد المقربين جداً منه، وسارع مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية حينها الى إرسال رسالة الى أحد مستشاري رومني الكبار وهو دان سنور يؤكد فيها أن نتنياهو لم يكن يعلم أن أدلسون كان من مؤيدي خصم رومني الأساسي غنغريتش. وأوضح السفير أوران في رسالته للصحيفة أن رومني هو من بادر بالاتصال بنتنياهو قبيل إلقاء خطاب له أمام اجتماع ل "ايباك" في واشنطن. وقال ان الاتصال لم يستمر سوى دقائق معدودات وتناول عدداً من المواضيع من بينها إيران. وأضاف "أن قادة إسرائيل اعتادوا منذ سنوات طويلة على الالتقاء بمرشحي الرئاسة في الولاياتالمتحدة من كلا الحزبين. ومنها لقاؤه الرئيس اوباما العام 2008 عندما كان مرشحاً رئاسياً". وقالت "هآرتس" ان رسالة الشكوى التي أرسلها السفير أوران ليست الأولى في العلاقات المشحونة بين صحيفة "نيويورك تايمز" وحكومة نتنياهو. فقبل عدة أسابيع بعث مستشار نتنياهو، رون درامر رسالة للصحيفة أكد فيها أن نتنياهو لا ينوي الكتابة فيها نظراً لسياستها الانتقادية لسياسة حكومته. وبعد ذلك بشهر قال ستيف ليند المحرر في صحيفة "جيروزالم بوست" الإسرائيلية في مناسبة مغلقة ان نتنياهو قال له ان صحيفتي "نيويورك تايمز" الأمريكية و"هآرتس" الإسرائيلية من أعداء إسرائيل الأساسيين لتبنيهما سياسة مضادة لها في العالم. إلا أنه وبضغط من رئيس الحكومة نتنياهو اضطر ليند الى نشر توضيح لما قاله وتراجع عنه. رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)