موسم أقل ما يقال عنه أنه مذهل واستثنائي بالنسبة للشبابيين وذلك بعد أن نجح فريقهم في خطف دوري "زين" السعودي للمحترفين لأول مرة في تاريخه بنظامه الجديد (النقاط)، بوادر التفوق الشبابي كانت تلوح في الأفق منذ نهاية الموسم الماضي وبالتحديد عندما خرج الفريق من كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال على يد الأهلي الذي كسب مباراتيه بالاحتجاج عندها قطع رئيس الشباب خالد البلطان عهداً على نفسه بأن يعوض الجماهير الشبابية عن ذلك الإخفاق من خلال تحقيق دوري "زين" السعودي للمحترفين في هذا الموسم. بدأت الإدارة الشبابية عملها منذ وقت مبكر فتعاقدت مع المدرب البلجيكي " الداهية" ميشيل برودوم وسلحت فريقها برباعي أجنبي مميز تمثل في المدافع البرازيلي تفاريس ومواطنه لاعب وسط بوردو الفرنسي فرناندو ولاعب الوسط الغيني يتارا وأفضل لاعب في آسيا الأوزبكي جيباروف، كما أبرمت الإدارة صفقات محلية عدة كان أبرزها التوقيع مع مهاجم الوحدة الهداف مختار فلاته، ولم تكتف الإدارة بذلك بل إنها غربلت الفريق واستغنت عن كم هائل من اللاعبين الأساسيين يتقدمهم البرازيلي كماتشو وعبده عطيف وفيصل السلطان وناجي مجرشي وعبدالعزيز السعران. بدأ الإعداد للموسم الحالي بمعسكر ألمانيا الذي كان مغايراً عن المعسكرات السابقة نظراً لإشراف الجهاز الفني عليه وتواجد الرباعي الأجنبي بأكمله منذ أول دقيقة في المعسكر بخلاف المعسكرات الماضية التي كانت تبدأ تحت إشراف مدرب الحراس أو مدرب اللياقة ودون تواجد عنصر أو عنصرين من الأجانب وهو الأمر الذي أكد بمالايدع مجالاً للشك بأن إدارة الشباب استفادت من أخطائها في المواسم الماضية. دوري "زين" انطلق بتفوق شبابي ملحوظ فتصدر "شيخ الأندية" معظم جولات الدور الأول فكان الأفضل فنياً من بين الفرق ال14، المدرب البلجيكي برودوم كان له رأي مغاير ومفاجئ عندما طالب الإدارة بإلغاء عقد الغيني يتارا والتعاقد مع بديل له وهو القرار الذي انصاعت له الإدارة الشبابية كونها سلمت الخيط والمخيط للمدرب، فجاء التعاقد مع لاعب وسط بورود الفرنسي جيرال ويندل في محله إذ ساهم بشكل كبير في تتويج الشباب بالدوري. حصد الشبابيون ثمار عملهم المتواصل بتحقيق لقب الدوري الذي طال انتظاره وبأفضلية واضحة عن بقية الفرق فالعمل الكبير الذي قام به الشبابيون في هذا الموسم أسهم بشكل أو بآخر في تقديم فريقهم لموسم استثنائي على كافة الأصعدة إذ لم يكتف "الليث" بخطف الدوري بل ذهب إلى ماهو أبعد من ذلك عندما حطم رقماً قياسياً جديداً بلعبه 30 مباراة في الدوري دون أي خسارة إضافة إلى وصوله إلى رقمين قياسيين كانا مسجلين باسم "الزعيم" الهلالي وهما تحقيق لقب الدوري دون أي خسارة والوصول إلى النقطة رقم 64 وهي النقطة الأعلى في تاريخ الدوري، كما نال دفاع الشباب الأفضلية إذ توج بأفضل خط دفاع وحراسة في الدوري كون شباك الفريق لم تستقبل سوى 16 هدفاً. ويُحسب لإدارة نادي الشباب تهيئة اللاعبين نفسياً لمباريات الدوري وخصوصاً مباراة الحسم الأخيرة مع الأهلي إذ كان واضحاً أن روح اللاعبين وقتاليتهم كانت حاضرة في جميع مباريات الدوري لكنها وبدون مبالغة كانت في أوجه حضورها في مباراة الأهلي فليس من السهل أن تلعب مع فريق بحجم الأهلي على أرضه وبين جماهيره وفي ظل تعطشه للدوري وتخرج من أمامه بنتيجة إيجابية، ليس هذا فحسب بل إن لاعبي الشباب تغلبوا على كل الظروف والضغوطات التي واجهتهم في المباراة بنجاح، وبرأيي أن أي فريق يفتقد لثلاثة لاعبين بارزين أمثال تفاريس وناصر الشمراني وحسن معاذ بسبب الإصابة وتُهز شباكه بهدف غير شرعي في ظرف ربع ساعة وفي مباراة حاسمة كتلك المباراة سينهار مالم يجهز نفسياً وتكون روح لاعبيه وقتاليتهم حاضرة في الملعب. تحقيق الشباب لقب دوري "زين" فيه رد كبير على من شكك وظل يشكك في فريقهم وفي إمكانياته وفيه رد على كل من وصفه بصاحب النفس القصير والفريق غير القادر على الفوز بالدوري بنظام النقاط، الرد الشبابي كان قاسياً وملجماً بالفوز بالدوري دون أي خسارة إضافة إلى وصوله لرقم "الزعيم" القياسي في عدد النقاط، ختاماً شكراً لرجل الشباب الأول وداعمه الأكبر ورمزه الأمير خالد بن سلطان الذي أوجد لنا فريقاً قوياً وممتعاً بحجم الشباب..