اعتبر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن السلطة "فقدت مبرر وجودها"، محذراً من ان هذا الوضع لا يمكن ان يستمر، كما ورد في رسالة موجهة الى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو. وطالب عباس في رسالته التي جرى تسريب نصها أمس، الحكومة الاسرائيلية بالقبول بمبدأ الدولتين على حدود 1967، مع "تبادل طفيف للأراضي بالقيمة والمثل" وتجميد الاستيطان بما في ذلك في القدسالشرقية بهدف العودة الى طاولة المفاوضات، كما ورد في مسودة الرسالة التي نقلها مسؤول رفيع في السلطة طلب عدم كشف اسمه. وأضاف عباس في الرسالة التي سيتم تسليمها خلال أيام "نتيجة لسياسات الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة"، لم يعد للسلطة الفلسطينية "أي سلطة وأصبحت دون ولاية حقيقية في المجالات السياسية والاقتصادية والجغرافية والأمنية، أي أن السلطة فقدت مبرر وجودها"، محذرا من ان السلطة الفلسطينية لن تستطيع الوفاء بالتزاماتها اذا ما استمر هذا الوضع. وذكرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية مؤخراً ان النص الاساسي للرسالة كان يتضمن تهديداً بحل السلطة الفلسطينية الا ان تعديلات طرأت عليها بعد ضغوط أميركية قوية. كما يطالب رئيس السلطة في الرسالة لاستئناف مفاوضات السلام المتوقفة منذ ايلول/سبتمبر 2010، بافراج سلطات الاحتلال عن جميع الاسرى الفلسطينيين خصوصا الذين اعتقلوا قبل اتفاقات اوسلو عام 1993 و"الغاء كافة القرارات التي اتخذتها الحكومات الاسرائيلية منذ العام 2000". وأكد عباس في حديث لصحيفة "الأيام" الفلسطينية نشرته أمس، إن خيار حل السلطة غير وارد، مشدداً على تمسك سلطته بالتنسيق الأمني مع سلطة الاحتلال. وقال عباس ، "هناك أسباب كثيرة تؤدي إلى إضعاف السلطة الفلسطينية، ولكن موضوع حلها غير وارد"، في إشارة إلى الضغوط التي تواجهها السلطة في ظل تعثر المفاوضات والأزمة المالية. ورفض رئيس السلطة فكرة وقف التنسيق الأمني مع دولة الاحتلال، وقال "هذا كلام فارغ ومزايدات رخيصة، عندما يكون لدينا أمن فإن هذا لمصلحتنا والتنسيق الأمني ليس لطرف واحد، ولكن أيضاً للأرض الفلسطينية، ونحن حريصون على التنسيق الأمني".-على حد تعبيره- ووصف علاقته مع زعيم "حماس" خالد مشعل، بأنها علاقة ممتازة، وقال "أشعر أنه رجل صادق فيما قاله وفيما التزم به، ولكن التطبيق يحتاج الى جهد منه لدى حركة حماس".