توّج نادي الشباب بكأس دوري "زين" السعودي عن جدارة واستحقاق لأن البطولة نتاج عمل يسبق الموسم ويستمر لست وعشرين جولة، والفريق الذي ينهي الدوري بدون هزيمة لا يمكن أن يشكك أحد في أحقيته باللقب الغالي، ويقيني أن المتابع المحايد - قبل الشبابي - يعلم أن الكأس اتجه لعرين "الليث" وكأنه يقول إن الكرة أنصفت العمل المنظّم في فريق أحسن اختيار المدرب واللاعبين غير السعوديين، وحافظ على نجومه المحليين فتكاملت عناصر النجاح لبطل يستحق الكأس. وقد كتبت مراراً عن أهمية انتصار الفكر، ولست هنا في مقام كيل المديح للإدارة الشبابية فربما يختلف حولها الكثير من الرياضيين خصوصاً وقد زادت من إثارة اللقاء قبل بدايته بتصريح المطالبة بالكشف على المنشطات الذي أعقبته إثارة موضوع التذاكر واختتمته بالدخول إلى أرض الملعب قبل المباراة، ولكن السقوط الفكري كان من نجوم الأهلي الذين أخذوا البطاقات الصفراء والحمراء بطريقة لا علاقة لها بالفكر خصوصاً بطاقتي الطرد التي حرمت الأهلي من الاستفادة من الإصابات الشبابية. كان كل شيء في المباراة جميلاً إلا الملعب الذي لا يليق بمدينة مثل جدة تحتضن اثنين من أهم أندية الوطن وتنظم فيها أهم المباريات على مستوى الأندية والمنتخبات، فمن يصدق أن التذاكر المسموح ببيعها في استاد الأمير عبدالله الفيصل لا تتجاوز ستة عشر ألف تذكرة؟! ومن يصدق أن الملك فهد رحمه الله قد أمر ببناء أستاد دولي في عروس البحر عام 1410ه وأن الملك عبدالله حفظه الله قد أمر بتوسعة هذا الملعب فوراً وأؤكد على كلمة فوراً في نهائي العام الماضي، لدرجة أن القرارات صدرت بأن يلعب الأهلي والاتحاد مبارياتهما في ملعب الشرائع بمكة المكرمة لهذا الموسم، ولكن الأوامر الملكية لم تنفذ لأسباب أتمنى أن توضّح للجماهير الرياضية التي تعاني الأمرين مع كل مباراة جماهيرية في الملعب الصغير الذي لا يتناسب مع حجم الجماهير الرياضية في المدينة الغالية. أما الجانب الأكثر إيجابية من وجهة نظري الخاصة فهو أسلوب التتويج في أرض الملعب أسوة بالبطولات الأوروبية والعالمية، إذ ينزل المسؤول الرياضي إلى النجوم وكأنه يقول لهم (أنتم تستحقون أن آتي لكم وأهنئ الفائز وأواسي الخاسر لأنكم أنتم الأهم)، فكانت لفتة جميلة من رابطة دوري المحترفين نتمنى أن تستمر في البطولات التي يرعاها مسؤولو الاتحاد السعودي لكرة القدم ورابطة دوري المحترفين السعودي، مع أهمية تشرف النجوم بالصعود إلى المنصة عند الرعاية الملكية للمباراة، وبذلك نعطي لمسة خاصة للتتويج تفرّق بين كأسي الملك وولي العهد وغيرهما من البطولات. الكلام الأخير لم يكتف الرئيس المثير "خالد البلطان" بالإثارة التي سبقت اللقاء ففجر قنبلة مدويّة حين صرح للقناة الرياضية قائلاً: "مهما هاجمني الإعلام والإعلاميون فلن أدفع لهم ريالاً واحداً"!!