أنعم الله على بلادنا بطفرة ماليّة واضحة جراء ارتفاع أسعار النفط ونمو المداخيل الأخرى التي جعلت ميزانيّة هذا العام تقترب من 700 مليار ريال بزيادة أكثر من 100 مليار ريال عن ميزانيّة العام الماضي. وحيث مرّت الطفرة السنوات الماضية ونحن صغار منشغلون بأساسيات الحياة فلربما يحق لنا ونحن في حقبة الطفرة الحاليّة ان نتمنى بضع أمنيات عسى أن تتحقّق في السنوات القادمة طالما ظلّت أرقام الدخل الوطني بهذا السخاء الرباني. الأمنية الأولى: أن تُوسّع شبكة القطارات لتعم مدن المملكة وتربط مدنها وقراها كما هو الحال في معظم دول العالم. والمشروع عدا عن كونه حاجة استراتيجيّة فهو في ذات الوقت إضافة حضاريّة ورافد مهم لتعزيز التواصل الاجتماعي والاقتصادي والتخفيف من معاناة الناس أمام موظفي الطيران. زد على ذلك توقع أن تسهم شبكة القطارات في خفض نسبة الوفيات جراء حوادث السير التي زادت عن 20 حالة وفاة يومياً يشكل الشباب منها 13 حالة بوصفهم يمثلون 75% من متوفي حوادث السير. الأمنية الثانية: ان يُؤسس صندوق عالمي ضخم لاستثمارات الأجيال القادمة تديره كفاءات وطنيّة تعمل على تنمية موارده وتُفتّش عن الفرص الجاذبة خاصة في الدول المتعثرة اقتصاديا اليوم حتى تكون عوائد هذه الصناديق مورداً آمنا للأجيال القادمة. الأمنية الثالثة: بناء مدينة صناعية حقيقية ضخمة في المنطقة الشرقيّة من المملكة لتوطين التقنية من خلال استراتيجية لتصنيع أهم السلع المستوردة خاصة في قطاع الأجهزة الإلكترونيّة والبرمجيات وقطاع معدات النقل. والسبب هنا أن هذين القطاعين يشكلان معا قرابة 50% من إجمالي واردات بلادنا بحسب إحصائيات منشورة (توقفت بيانات موقع وزارة التجارة عند 2005م ؟). وسبب اختيار المنطقة الشرقيّة هنا هو قربها من دول الخليج المستهلكة وموانئها الحديثة ، وكذلك لتسهيل سفر العمالة في الإجازات سواء لبلدانهم أو لدول الخليج القريبة. الأمنية الثالثة: الشروع في مشروعات الاستثمار في حلول الطاقة البديلة للنفط ( المياه، الشمس، الرياح، الذرّة) خاصة في مجال توليد الكهرباء الذي يستهلك اليوم نسبة مهمة من ثروة النفط الناضبة ناهيك عن الآثار البيئيّة وغيرها. الأمنية الرابعة: ضخ المزيد من الاستثمارات المدروسة في كل مدينة سعوديّة لكسب التنوع الإنتاجي وإضفاء الخصوصيّة الاقتصاديّة لهذه المدن بحسب مواردها وسكانها ومقوّمات التنمية فيها. ولعلّنا بذلك ننجح في جعل هذه المدن مراكز نمو مستقبليّة تكفل مستوى مرضيا من الإنتاج المتنوع، وتوظيف الشباب، وعساها تساهم في الحدّ من الهجرة إلى المدن الكبرى. الأمنية الخامسة: التفكير في تغيير استراتيجيّة التعليم الصناعي والفني ليكون التدريب والتخصص على رأس العمل في مصانع ومنشآت قائمة أو تنشئها الدولة ضمن خطط مشاركة طموحة مع القطاع الخاص تكفل للخريج الشهادة مع الخبرة التي تمكنه من العمل ضمن طواقم العمالة الماهرة في المشاريع الجديدة. هي أمنيات وأمل.. ؟