أكثر من نقطة لهب قد تُشعل جوارها في العديد من الأقطار العربية، ولا نحتاج إلى مبررات إذا ما اختلف أحد الساسة مع الآخر، أو تعمدت وسائل النشر المبالغة في الكذب، أو تحول الحدود إلى نقاط تهريب أسلحة، وإرهابيين، أو شخصيات أمنية بثياب خاصة تريد التجسس وتهديد أمن الدولة العربية الأخرى.. الحدود بين المغرب والجزائر أُغلقت لسنوات طويلة بسبب نزاع الصحراء والثمن السياسي، لا يساوي الثمن الاقتصادي والاجتماعي، وكل شروط العلاقة بين بلدين لهما مصالح متشابكة، وحدود السودان مع مصر كادت أن تُوقف بسبب العديد من القضايا وأشهرها الاعتداء على موكب الرئيس مبارك في أثيوبيا.. وبين سورية والعراق، وإيران والعراق، وتركيا حالات تسرب لكل الممنوعات بدءاً من تهريب البشر، والأسلحة، والنفط، إلى آخر أوضاع الهجرات المتعاكسة هرباً من الأوضاع الصعبة في العراق، والتي أدت إلى تعليق الكثير من حالات التعاون بين هذه البلدان بإيقاف مجزرة الشعب العراقي المكلوم والمأزوم بسلطته القديمة، وواقعه الحالي.. مع اليمن، والخليج شهدت الحدود، مداً وجزراً نتيجة عدوى الأمراض العربية من تصدير الثورات، والحروب، ومبادئ الأحزاب اليسارية، إلى تهريب كل ممنوع، لكن وعي هذه السلطات لم يجعل من القضية مشكلة تلحق أضرارها بمواطني هذه الدول بالرغم من استمرار التجاوزات وتعقيداتها.. العديد من الدول العربية متشابكة مع قضايا الدول المجاورة، في الأمن وتداخل الأجناس، والأديان، على اعتبار أن ماضي هذه الأقطار كان إما رعوياً لا توقفه شروط حدود متعارف عليها، أو أنها خضعت لدول الاستعمار التي أبقت الطرق سالكة بين بلد وآخر، لكن عند إنشاء الدولة الوطنية بدأت الإشكالات الصعبة، ليس في هذه المنطقة وحدها، وإنما في العديد من دول العالم، لكننا مع الجوار الإسرائيلي، ودول تنتمي وهي إلى عقيدة واحدة، أو تاريخ مشترك مع تباين قومي وتراث ثقافي، صارت المشكلات تتعدى رؤية هذه الدول المتجاورة، إلى محاكم دولية ودول خارجية، إما تحل هذه القضايا بالضغط، أو التحكيم.. الوطن العربي أكثر المواقع الدولية حساسية، ولو على شبر أرض، ومشكلة السيادة لا تتعلق بقبول تنازلات من كل الأطراف، وإنما ادعاء الحق، ولو كان غير صحيح، فقط، وبدون مبالغة المملكة هي التي استطاعت، رغم كبر جغرافيتها، وتداخلها مع حدود دول أخرى ، تجاوز الواقع بحل هذه التناقضات سلمياً، وهو منطق العقل قبل الانجراف للعاطفة..