يسهم الاستثمار بقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات ببناء مجتمع تنافسي عبر اتجاهين، أحدهما يتمثل في خلق أنماط أعمال جديدة ومبتكرة تسمح بانضمام الشرائح غير المخدومة للاستفادة من الخدمة، وآخرهما توظيف هذه التقنية في الأعمال الخيرة التي تخدم عملية التنمية المستدامة في المجتمع. كما أن المجال الأوسع الذي يأتي في سياق المسؤولية الاجتماعية لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات يتمثل بالاستثمار في رأس المال البشري وتنميته عن طريق التعليم والتدريب والتوظيف، لذا أخذت الاتصالات السعودية على عاتقها التوسع في إطار "السعودة" وتوظيف القدرات الشابة الوطنية، المعززة من تفوقنا في توفير البنية الأساسية للشبكات، والتوسع في الخدمات، واحتلال الصدارة في مجال الاتصالات محليا وإقليميا وعالميا. بدأت الشركة في عام 2000م، بمبادرات طموحة حققنا لها بيئة واعية للتطور، أينعت برنامجا يغطي جميع المجالات التي تنتقل بالمجتمع نحو اكتشاف طاقاته وإمكاناته الحقيقية، فكان وليدا جديدا، باسم "الوفاء للوطن"، أسس لقنوات نوعية للتواصل مع حاجات المجتمع، خلال السنوات الماضية. إن قطار "STC" على صعيد المسؤولية الاجتماعية، حمل معه العديد من المبادرات عبر "برامج الوفاء" باختلاف مجالاتها، فجاءت رعاية كرسي البحث العلمي الخاص بأبحاث الاتصالات وخدماتها في جامعة الملك سعود إيمانا من الاتصالات السعودية بأهمية دعم بحوث التعليم، كما تكفلت الشركة بتقديم برنامج تطوير الموجهين والموجهات لتحسين وسائل التعلم ل 4000 معلم ومعلمة. وكان لأبنائنا من ذوي الاحتياجات الخاصة جزء هام من مبادراتنا في برنامج التأهيل والتعليم حيث وضِعَت دبلومات متخصصة لتعليم المكفوفين والصم في التطبيقات المكتبية على الحاسب الآلي، فيما أتاحت الاتصالات السعودية الفرصة لأكثر من 1500 طالب سنويا للتدريب في منشآتها في مختلف مناطق المملكة. إن إدراك الاتصالات السعودية كمؤسسة وطنية اعتبرت قطاع "الصحة" مفتاحا للرقي والتقدم، لم يأتِ من فراغ، حيث بادرت بتبني أولى مبادرات برنامج الوفاء الصحي كأحد برامج المسؤولية الاجتماعية، بمبلغ 100 مليون ريال لإنشاء وتجهيز اثنين وعشرين مركزاً صحياً للرعاية الأولية في القرى والهجر التي في حاجة ماسة لهذه المراكز. ومن جانب آخر طوعت الشركة تقنيتها لدعم العمل الخيري والجمعيات الخيرية بالمملكة حيث مكنت الشركة العملاء التبرع لأكثر من 70 جمعية خيرية رسمية تعمل في المملكة من خلال خدمة رقم التبرع (short code) والذي أتاح للعميل سهولة الوصول للجمعية التي يرغب بالتبرع لها وبطريقة نظامية تضمن وصول المبالغ في يد مستحقيها من خلال القناة الرسمية للجمعية. وهذه المبادرة توفر ملايين الريالات سنوياً، مع ضمان الجمعيات الخيرية استمرار الموارد المالية لدعم أنشطتها وجهودها في تقديم العون للمحتاجين من المجتمع واستقرار عملها ومواصلة خدمتها لهذا المجتمع. وقد بنت الاتصالات السعودية، ولا تزال "هرمها الاجتماعي"؛ من خلال رؤية فاعلة، تواصل تقديم المشاريع التي تحقق التنمية المستدامة، والتركيز بشكل أكبر على المجتمع، ودعمه لمواكبة التطور في حقل الاتصالات وتقنية المعلومات، عبر التوسع في تقديم الخدمات الحديثة، وانتشار أوسع يشمل شرائح مجتمعية جديدة. *مدير عام الشؤون الإعلامية – مجموعة الاتصالات السعودية