طالب عدد من التربويين بسرعة ضم خدمات الوحدات الصحية إلى وزارة الصحة؛ لأنّها أصبحت تُشكل عبئاً على وزارة التربية والتعليم دون تقديم الخدمة المطلوبة بشكلها الأمثل، وتحديداً في ظل النقص الحاد بالخدمات التي تُقدمها لمراجعيها، حيث أصبحت سبيلاً لمنسوبي وزارة التربية للحصول على الإجازات فقط، مع عدم قناعتهم فيما تقدمه لهم أو الإبقاء عليها، وقصر الدور الذي تقدمه فقط على التثقيف الصحي، دون أن تمارس الدور الصحي بالكشف وصرف الأدوية؛ لأن وزارة الصحة من خلال مستشفياتها ومراكز الرعاية الصحية هي التي أخذت على عاتقها هذه المهمة، مضيفين بأنّ الوحدات الصحية أصبحت حَجر عَثرة أمام منسوبي وزارة التربية فلم ترتقِ بخدماتها، ولم يتم تطويرها لتصبح مراكز خاصة بهم، أو تلغى وتضم لوزارة الصحة. تثقيف صحي بدايةً أوضح "علي المالكي" -معلم- أنّ الوحدات الصحية لها دور كبير في مجال التثقيف الصحي، وقد شاركت بفعالية في التعريف ب"انفلونزا الطيور" و"حمى الوادي المتصدع" ومختلف الأوبئة والأمراض التي ظهرت في العالم، وقدمت العديد من الدورات التدريبية للمنسقين الصحيين في المدارس، وطرحت أفكاراً لبرامج مميزة، ولكن التنفيذ لم يكن بالشكل المطلوب في العديد من المدارس؛ بسبب ضعف الإمكانات، وعدم القدرة على تغطية جميع المدارس لضعف الكادر البشري والآلي المقدم لها، مبيناّ أنّ بعض الوحدات الصحية داخل المدن اتخذت طابع مراكز الرعاية الصحية بالكشف وصرف بعض الأدوية، فيما اتخذها المعلمون في التربية والطلاب طريقاً للبحث عن الإجازات المرضية فقط؛ لعدم إيمانهم الكامل بما تقدمة من خدمات صحية، منوهاً إلى أنّ ضم الوحدات الصحية المدرسية لوزارة الصحة هو الحل الأمثل -من باب التخصص-. حسين الحارثي نقص في التجهيزات وبيّن "علي الشهراني" -معلم- أنّ الوحدة الصحية المدرسية لا تفي بالغرض المأمول منها، وأحياناً قد لا تتوفر بها أبسط التجهيزات مثل غرفة للعمليات الصغرى، كما أنّ بعض مباني الوحدات متهالكة وقديمة، متمنياً تكثيف دورات الإسعافات الأولية للمعلمين العاملين في المدارس. وأكّدت "د.بسمه صلاح" -أخصائية أسنان- أنّ الوحدات الصحية تفتقد إلى الكثير من الخدمات المقدمة للطلاب والطالبات، وقد اشتكى إليها العديد من مراجعيها بذلك، وذلك حين يشخص الطبيب في الوحدة الصحية حالات التسوس لدى الأطفال ويطلب من الوالدين خلع الضرس، في حين أنّه يحتاج إلى حشوة بسيطة. وأشارت "سلمى علي ظافر الحارثي" -معلمة- إلى أنّها لم يسبق أن زارت الوحدة الصحية، ولم تستفد من خدماتها، متمنيةً أن يكون هناك تأمين صحي للمعلمات، أو تفعيل دور الوحدة الصحية المدرسية وتطويرها، حيث تلبي جميع الخدمات ويكون فيها قسم لمتابعة الحمل، والأسنان، ومختبرات متكاملة، مبديةً أسفها من عدم إفادة المجتمع من خدمات العاملين في الوحادت الصحية المدرسية، وذلك لقلة من يقصدونها لطلب العلاج. د. عدنان السليماني عذر طبي ونوّه "ردة الحارثي" -معلم- أنّ الوحدات الصحية تفتقر للعديد من متطلبات التمريض الضرورية كالأشعة والمختبر والعيادات المتكاملة، وهذا يعدّ قصوراً في تقديم خدمات الصحة لشريحة مهمة وكبيرة وهم المعلمون والمعلمات والطلاب والطالبات -الذين يأملون أن يكون هناك اهتمام أسوة بغيرهم-، ولا يقتصر الأمر على الطلاب فهناك الموظفون والموظفات التابعون للتعليم، حيث انّهم يرغبون في أن يُنهي الاهتمام الصحي بهم ظاهرة التحويل إلى المستشفيات الحكومية، مقترحاً أن لا يتم منح الإجازات إلاّ عن طريق الوحدة الصحية المدرسية؛ لتفعيل دورها القيادي الإداري الطبي. وكشفت "ريم الحارثي" -معلمة- أنّ الوضع في الوحدات الصحية المدرسية سيىء للغاية، فهي وزميلاتها المعلمات لا يذهبن إليها إلاّ من أجل الحصول على إجازة معترف بها في المدرسة، وأمّا الحالات الصحية فهن يفضلن التوجه إلى المستوصفات والمستشفيات. الوقاية والعلاج وذكر "حسين بن عبدالله الحارثي" -المدير التنفيذي لمركز الطائف العلمي- أنّ "الصحة المدرسية" عند ظهورها كانت فكرة رائدة وخلاقة؛ لأنّها ارتكزت واهتمت بالوقاية وليس العلاج، وقد أنشئت من أجل هذا الهدف السامي، وساهمت بشكل كبير في مجال الاهتمام الصحي على مستوى المدارس والمجتمع، وذلك من برامج التطعيمات المختلفة للأمراض المستوطنة والمعدية، وبرنامج فسحة الحليب، وبرنامج غذاؤك حياتك، والكثير من البرامج المفيدة والنافعة، وبعد ذلك بدأت في التحول إلى "وحدات صحيّة مدرسية" تشخص وتعطي الأدوية مثل المستوصفات التابعة لوزارة الصحة. صفة إيجابية وقال "د.عدنان أمين السليماني" -وكيل كليّة الطب للشؤون السريريّه بجامعة الطائف-: "إنّ تعدد الخدمات الصحيّة من مختلف القطاعات الصحية والحكومية قد يكون بحد ذاته صفه إيجابية، وذلك لاقتطاع الميزانية الخاصة بالقطاعات وتأهيل كادر طبي على مستوى عالٍ؛ مما يساهم في النهوض بالجودة والأداء الطبي، مع ضرورة وجود جهة للتنسيق كمجلس الخدمات الصحية لكافة القطاعات الصحية، حيث تناقش فيه وتدار الأمور الطبية المشتركة من إجراءات صحية إلزاميّة تنطبق على الكلّ في إطار موّحد". علي المالكي ردة الحارثي