نعيش هذه الأيام موجة البرامج الفنية التي تصنع نجوم المستقبل مثل "عرب آيدل، وستار أكاديمي، وعرب غوت تالنت" وقد لا يعلم كثير من السعوديين أن إذاعتهم الرسمية كانت سبّاقة إلى هذا النوع من البرامج وقدمت قبل أكثر من ثلاثين سنة برنامجاً متميزاً لاكتشاف المواهب اسمه "استوديو رقم واحد" الذي استحوذ على اهتمام الشباب في نهاية السبعينيات وتخرج منه مبدعون أصبحوا فيما بعد نجوماً مشهورين مثل الفنان رابح صقر والفنان محمد السليم ومقلدي الأصوات صالح الجبيري وخالد البدنة هذا إلى جانب أنه كان يحتفي بأغاني محروس الهاجري وعبدالعزيز الراشد ومحمد أمان والمونولوجيست عبدالعزيز الهزاع ورفيقه سعد التمامي. كان البرنامج نقطة انطلاق للعديد من المواهب السعودية وساهم في حراك فني متميز جعل من الإذاعة السعودية - وفيما بعد التلفزيون السعودي - عاملاً مؤثراً ومهماً في النشاط الفني السعودي. لكن كل ذلك تغير منذ منتصف الثمانينيات حين توقف هذا البرنامج بنسختيه الإذاعية والتلفزيونية ولعل هذا سبب ندرة المواهب السعودية التي ظهرت منذ ذلك الحين والتي لم تجد لها فرصة إلا في السنوات الأخيرة وعبر فضائيات خاصة لا تهتم بالجودة الفنية قدر اهتمامها بالفائدة المادية. الإذاعة السعودية والتلفزيون السعودي كانا يقومان بدور محوري في الارتقاء بمستوى الفنون المحلية وكان إنجازهما كبيراً يقدره كل من عايش تلك المرحلة الجميلة. ما يقودنا للتساؤل عن سبب إيقاف مثل هذه البرامج عن قنواتنا الرسمية ولماذا لا تعود من جديد لتصنع لنا فنانين مبدعين يعبرون عن هويتنا وأصالتنا ويرتقون بفنوننا إلى القمة التي تليق بها.