ونحن وقد بدأنا الإجازة الصيفية يستعد الأطفال عامة وأطفال السكري خاصة للاستمتاع بهذه الفترة الزمنية بعيداً عن تعب الدراسة وهموم المذاكرة ولكي يتحقق هذا الاستمتاع وتتحقق السعادة لابد أن يعي طفل السكري أن الإجازة الصيفية وإن كانت هي فترة راحة من الدراسة المدرسية لا يعني أنها فترة راحة من تحليل السكر المتكرر أو الانضباط في مواعيد الأكل وتحديد كمياته بل العكس هو الصحيح حيث أنه في فترة الإجازة المدرسية تكثر الولائم وتتغير أوقات النوم مما يجعل الاكثار في عدد مرات تحليل السكر هو المطلب والتقيد في مواعيد الطعام هو المؤكد.. وقد يتغير البعض بالسفر الداخلي أو الخارجي وما يصاحبه ذلك من إخلال بمواعيد الأكل والنوم وغيره وقد يكون ذلك صحيحاً أثناء السفر ولكن لابد لمريض السكري سرعان ما يعود لنظامه المعهود حالما يصل للبلد المسافر إليه والذي سيقيم فيه ويجب على أطفال السكري وخاصة من يرغب للسفر للخارج أن يلتحقوا بأحد المخيمات الصيفية التثقيفية الترفيهية وهي كثر، وعلى سبيل المثال بدأت فكرة المخيمات الصيفية لمرضى السكري في أوائل التسعينات في الولاياتالمتحدةالأمريكية وهناك العديد منها في أوروبا واستراليا والكثير من مدن الشرق الأقصى وقد بدأت بعض المستشفيات السعودية بعمل رحلات ترفيهية تثقيفية مماثلة قد تحقق جزءا من أهداف المخيم ومن أهداف المخيم الصيفي لمرضى السكري هو اعطاء مريض السكري المزيد من الترفيه لما يعاني منه من ضغوط نفسيه فقد أوضحت الدراسات زيادة نسبة انتشار الأمراض النفسية بين مرضى الأمراض المزمنة عامة ومرضى السكري خاصة كحالات الانعزال والاكتئاب النفسي فتكون هذه الرحلة أو هذا المخيم مخرجا له من الروتين اليومي، كما أن مريض السكري سيجد نفسه في هذه الرحلة والتي قد تستمر إلى اسبوعين أو أكثر سيجد نفسه في مجتمع يكون فيه مرض السكر هو السائد حيث أن جميع الحاضرين من مرضى السكر، فيكون أخذ الأنسولين وعمل التحليل واتباع النظام الغذائي هو الغالب والسائد في هذا المخيم وهذا هو عكس ما هو واقع في مجتمع الطفل سواءً في منزله أو مدرسته حيث أن وضعه هو الاستثناء وليس الغالب وهذا بلا شك سينعكس ايجابياً على نفسيته وعلى ثقته بنفسه. وأيضاً يعتبر هذا المخيم أو هذه الرحلة الترفيهية هي فرصة لتعارف المرضى في المقام الأول وأهالي المرضى في المقام الثاني ببعضهم وذلك لتبادل المعلومات والخبرات والآراء وتصحيح الاعتقادات الخاطئة وايضاح الأمور الغامضة، كما أن هذه المخيمات الطبية تكون بمثابة اتصال مباشر ويومي أثناء فترة المخيم بين الطبيب المعالج أو الفريق الطبي المعالج ومريض السكري فغالبا ما تكون الزيارات الطبية الاعتيادية محدودة الوقت ويغلب عليها الطابع العملي ولا تدع فرصة للطبيب لمزيد من التعمق في نفسية المريض والتعرف على مشاكله الجانبية، كما يقوم الفريق الطبي المعالج والمصاحب للأطفال المخيمين في المخيم بتقديم المحاضرات العلمية والعملية، والنظرية والتي لها علاقة بمرض السكري، فقد أوضحت الدراسات أن كثيرا من الأطفال المصابين بالسكري يجهلون أساسيات علاج هذا المرض ومسبباته. والعوامل الوقائية منه أو من مضاعفاته كما يخفى على كثير من أهالي المرضى الطرق المثلى والحديثة لمتابعة هذا المرض سواءً الوقائية أو العلاجية أو الغذائية أو الدوائية، كما تعتبر هذه المخيمات الصيفية خبرة للمشاركين والمتطوعين من ممرضين وعاملين وغيرهم للتعرف عن كثب على مرض السكري ومشاكله وطرق علاجه، إن رسالة المخيم رسالة سامية وهي خلق جو ترفيهي في المقام الأول وجو تثقيفي تعليمي في المقام الثاني لهذه الفئة التي تساوت الأقدار بأن يصابوا بهذا المرض ولن تتم أهداف المخيم إلا بتعاون الجميع. الدكتور بسام صالح بن عباس استشاري الغدد الصماء والسكري للأطفال