ذكر الموقع الامني الاسرائيلي "تيك ديبكا" عن مصادره الخاصة في أمريكا أن واشنطن وتل ابيب توصلتا الى اتفاق على السماح لايران بامتلاك 1000 طرد مركزي والتي تسمح بتخصيب اليورانيوم بمقدار 3.5% ، و1000 كيلو غرام من اليورانيوم المخصب بهذه الدرجة. كما اتفقت واشنطن وتل ابيب أيضاً على عدم السماح لايران مطلقاً بامتلاك يوارنيوم مخصب بنسبة 20% والذي يمكن استخدامه لاغراض عسكرية. كما تم الاتفاق على أن تسعى الولاياتالمتحدة لان تكون هذه هي النتيجة النهائية التي سيتم التوصل اليها في المحادثات بين ايران والدول الكبرى الست السبت المقبل. وبحسب الموقع لم يتضح حتى الآن كيف ستتمكن الولاياتالمتحدة واسرائيل من اقناع كل من روسيا والصين بالموافقة على هذا الترتيب. إلا أن مصادر امريكية ذكرت ل"تيك ديبكا" أن هذا الاتفاق جاء بعد موافقة موسكو وبكين. ونقل الموقع عن مصادر ايرانية قولها أن القيادة الايرانية تعلم فحوى هذا الاتفاق الامريكي الاسرائيلي من خلال الاتصالات السرية المباشرة التي جرت بين واشنطنوطهران منذ منتصف فبراير الماضي. وبحسب الموقع فإن هذا الاتفاق هو الذي جعل الايرانيين يركزون الاحد الماضي في تصريحاتهم على كمية اليورانيوم المخصب بنسبة 20% المسموح لهم بامتلاكها. ورغم نجاح ايران في استخلاص هذا الاتفاق المبدئي الامريكي الاسرائيلي على السماح لها بمواصلة تخصيب اليورانيوم ، والحفاظ بكمية محدودة منه مخصبة بنسبة 3.5% حتى قبل انطلاق جولة المحادثات المقبلة مع الدول الكبرى ، وقبل حتى أن تبدي رأيها في هذا الاتفاق ، بدأ الايرانيون معركة أخرى للسماح لهم بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20% بموافقة الولاياتالمتحدة وإسرائيل. ورغم أن رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك لم يطلعا احداً في الحكومة حتى الآن على فحوى هذا الاتفاق مع الرئيس الامريكي اوباما ، إلا أن هناك شعوراً أخذ يسود في الساعات الاخيرة بأن حديثهم عن الشأن الايراني يشير الى خلاف بينهما. ففي يوم الاحد الماضي قال نتنياهو بانه يريد وقفاً نهائياً لعمليات تخصيب اليورانيوم ، وإخراج كل الكمية المخصبة من ايران. بينما قال باراك - الذي حاول تنسيق حديثه مع ما قاله نتنياهو - بأنه لا يمانع من استمرار ايران بتخصيب اليورانيوم ولكن بدرجة منخفضة ، وإبقاء عدة مئات من الكيلوغرامات منه داخل ايران. كذلك يبدو أن ما قاله رئيس الوزراء نتنياهو الاحد خلال لقائه نظيره الايطالي ميرو مونتي الذي يزور اسرائيل حالياً بأن اسرائيل لن تغير موقفها من البرنامج النووي الايراني وأنها ستطالب الدول الكبرى الست بالضغط لوقفه غير صحيحة. فموقف اسرائيل تغير بشكل دراماتيكي ولا تطالب الآن بأكثر من وقف تخصيب اليورانيوم الى درجة معينة داخل ايران. ويبدو أن الاعتبار الاساسي الذي دفع نتنياهو الى تقديم هذا التنازل المبدئي هو أنه اذا ما أصرت ايران على فرض شروطها فيما يتعلق ببرامجها النووية ، واستمرت في مرواغة مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجتمع الدولي بعد هذه التنازلات من جانب اسرائيل والولاياتالمتحدة ، فلن يكون هناك عذر للرئيس اوباما لمنع اسرائيل من توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الايرانية. ولكن يبدو أن نتنياهو مخطئ في تقديره هذا، فبخطوته هذه سمح نتنياهو لاوباما بالاستمرار في المفاوضات السرية مع إيران والتي ستحصل طهران فيها على المزيد من التنازلات من الولاياتالمتحدة ، وفي نفس الوقت لن تجعله يوافق أبداً على توجيه ضربة عسكرية اسرائيلية. ونقل الموقع الامني الاسرائيلي عن مصادره في ايران قولها أن موافقة نتنياهو وباراك على استمرار ايران بتخصيب اليورانيوم واحتفاظها بكمية منه أدت الى اعلان الرئيس الايراني نجاد الاحد بمناسبة اليوم الوطني للطاقة النووية أنه سيقدم ثلاثة مطالب جديدة من الولاياتالمتحدة - ومن اسرائيل كذلك- مع بداية المحادثات المقبلة في اسطنبول وهي كالتالي: 1. ايران على وشك تشغيل مصنع جديد لتحويل اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5% الذي لديها الى قضبان وقود نووي. وفي هذه المرحلة أعلنت ايران عن انتاجها بالفعل لقضبان الوقود النووي ، وتنوي في المرحلة التالية انتاج ألواح نووية. وتقول مصادر "تيك ديبكا" أنه من الصعب جداً تخصيب اليورانيوم لدرجة يمكن استخدامه فيها لاغراض عسكرية من هذه القضبان ، إلا أنه من الممكن عمل ذلك من الالواح النووية بسهولة وبسرعة وبشكل فعّال. 2.ايران ستعمل بنفسها على انتاج قضبان الوقود النووي اللازم لتشغيل مفاعل المياه الثقيلة الذي تبنيه في طقة آراك. أي أنه بات بمقدورها انتاج الالواح التي تمكنها من انتاج السلاح النووي ليس فقط من اليورانيوم بل أيضاً من البلوتونيوم. 3. على الرغم من أن مفاعل بوشهر يعمل ب 75% من طاقته الى أن موسكو ستنقل مهمة تشغيله الى المهندسين الايرانيين في اكتوبر المقبل. وهذه هي المطالب الثلاثة التي ستعرضها ايران مقابل المطالب الامريكية الاسرائيلية بتفكيك المنشأة النووية التي اقامتها تحت الارض "فوردو".