قرأنا يوم الجمعة الموافق 1/5/1433ه عن قرار فتح المجال للشباب الذكور بالدخول إلى الأسواق فأقول مستعينة بالله: نحن نؤمن بحق الشباب في الترفيه والترويح عن أنفسهم ولاسيما ونحن في عصر الحرية الوسطية، والانفتاح الحضاري. ولكن هناك نقاطاً أردت مناقشتها وإيضاحها ولاشك ولاة أمرنا أحرص منا ويحترمون رأي المرأة: 1) مجال السياحة الداخلية والخارجية وارتياد المطاعم والمنتزهات البرية متاحة للشباب في أي وقت وأي مكان خاصة مع توافر وسائل المواصلات العامة والخاصة بهم بعكس المرأة والمنحصرة أماكن تسليتها وترفيهها مع أطفالها في أماكن محددة وزمن محدد وإدخال الشباب في أماكن ترفيهها المباحة تضييق لحريتها.. لاسيما وأن الكثيرات منهن يأتين لإبهاج أطفالهن الصغار في أماكن اللعب لوحدهن في ظل ظروف عمل الزوج وانشغاله وربما سفرياته المتعلقة فيه، فأي سعادة وبهجة ستجنيها في ظل مزاحمة الشباب لها ولأطفالها في مدن الأطفال الترفيهية المصغرة في الأسواق؟ 2) أغلب إن لم نقل كل البضائع المعروضة في الأسواق التجارية والمولات.. خاصة بالنساء، فإذا كان الشباب ليسوا متزوجين ولا يصطحبون أسرهم فسيتسوقون لمن؟ 3) بحمد ربي تم تشغيل النساء في المحلات التجارية الخاصة بمستلزماتهن وتم تعليق لوحات (محلات خاصة بالعوائل).. فلماذا يدخل الشباب الأسواق ولم يتم تشغيل النساء إلا لرفع الحرج عن هن من مباشرة التعامل مع الرجال.. وهل ستجزمون بالتزام كل الشباب طرقات خاصة بهم في الأسواق مما ينفي الاحتكاك بهم؟ 4) إن قلنا أن شبابنا ملائكي ولن يتجاوز حدود اللياقة في الأسواق النسائية، هل تجزمون ان النساء كلهن لن يتأثرن بمخالطتهم وسيتعاملن معهم كإخوة لطفاء. ففي ظل العنوسة.. والبطالة.. وانشغال الأزواج.. يذهب الكثير من النسوة إلى السوق للترفيه عن أنفسهن.. فهل نأمن أن يفتن بوجود الشباب الأعزب؟ ألم نقرأ الحديث الشريف الوارد عن الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الشيطان لينصب رايته في السوق) أو كما ورد في النص. وقد قال الشاعر: القاه في اليم مكتوفاً وقال إياك إياك أن تبتل بالماء. 5) إذا كان الشباب جادين في الرغبة في مشاركتنا أسواقنا الخاصة بنا ومخالطة أطفالنا الصغار فلابد من إدخالهم في دورات في آداب السوق والتعامل مع الآخرين ولا يسمح بدخولهم إلا بإبراز أسمائهم وشهاداتهم! فنحن نرى العجب من لبس فئة كثيرة منهم تقف عند أبواب الأسواق وتتمايل على نغمات أغان مزعجة.. هذا وهم لم يدخلوا فكيف إذا دخلوا؟ اللهم اهدهم وأصلحهم. 6) في حال العزم على إدخال الشباب أسواقنا النسائية فنرجو تحديد وقت محدد لهم ووقت محدد خاص بالنساء حتى تأخذ النسوة وأطفالهن وفتياتهن الصغيرات راحتهن في التسوّق؛ ولا يأخذ الشباب الحرج من مخالطة النساء. 7) يجب أن لا نقيس جواز الاختلاط بالنساء في المسجد الحرام أو أماكن العمل التي تضطر المرأة إلى العمل فيها بجواز اختلاط الشباب بالنساء في الأسواق، فالأولى فيها عبادة وعمل والثانية فيها تسوق وتنزه أي ستكون الجوارح مطلقة وغير مقيَّدة أو منشغلة. 8) رجال الأمن في الأسواق غير مؤهلين نفسياً وبدنياً لدخول الشباب في الأسواق النسائية ويحتاجون إلى تكثيف وعقد دورات تأهيلية في فض المشكلات التي قد تنتج من اختلاط الشباب بالنساء، حمى الله شبابنا ذكوراً وإناثاً من كل خطر.