استأنف الاتحاد البرلماني الدولي أمس الاثنين أعمال اجتماعات دورته ال 126 على صعيد الجمعية العمومية واللجان الثلاث الدائمة بالاتحاد والأجهزة التابعة لمجلسه الحاكم، والتي يستضيفها حالياً البرلمان الأوغندي بمقر مركز المؤتمرات بالعاصمة الأوغندية كمبالا، وذلك بمشاركة وفد المملكة العربية السعودية برئاسة معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ. وتناولت اجتماعات الجمعية العمومية عدداً من الكلمات لرؤساء برلمانات دول العالم الأعضاء بالاتحاد، تركزت حول الوضع السياسي والاقتصادي العالمي، ودور البرلمانيين في سد الفجوة بين البرلمانات والشعوب، والوضع في سوريا، فيما عقدت اللجان الثلاث الدائمة بالاتحاد اجتماعاتها لمناقشة الموضوعات المدرجة على جدول أعمالها، حيث بحثت اللجنة الأولى الدائمة للسلم والأمن الدوليين تقريرها بشأن تطوير ممارسة الحكم الرشيد كوسيلة لتدعيم السلم والأمن واستخلاص الدروس من الأحداث الأخيرة التي شهدها الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فيما ناقشت اللجنة الثانية الدائمة للتنمية المستدامة والتمويل والتجارة إعادة توزيع السلطة والثروة والتحكم بجداول الأعمال العالمية، في حين داولت اللجنة الثالثة الدائمة بالاتحاد للديمقراطية وحقوق الإنسان تقريرها الخاص بوضع الصحة كحق أساسي ودور البرلمانات في مواجهة التحديات الرئيسية لضمان صحة النساء الأطفال. وشهدت اجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد البرلماني الدولي ولجانه الدائمة التي تجري حاليا في كمبالا حضوراً سعودياً فاعلاً، حيث ترأس المملكة اللجنة الدائمة بالاتحاد للتنمية المستدامة والتمويل والتجارة ممثلة في عضو المجلس الاستاذ صالح بن عيد الحصيني، كما يمثل المملكة في عضوية اللجنة الدائمة للسلم والأمن الدوليين عضو المجلس عضو الاتحاد الدكتور صالح بن محمد النملة، وفي عضوية اللجنة الدائمة للديمقراطية وحقوق الإنسان الدكتور محسن بن علي الحازمي. من جانب آخر، رأس عضو مجلس الشورى رئيس اللجنة الدائمة للتنمية المستدامة والتمويل والتجارة بالاتحاد البرلماني الدولي الاستاذ صالح بن عيد الحصيني، امس أعمال اجتماع اللجنة الدائمة للتنمية المستدامة وذلك في إطار اجتماعات الدورة ال 126 للجمعية العمومية للاتحاد البرلماني الدولي التي تستضيفها حالياً كمبالا بمشاركة وفد المجلس برئاسة الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وذلك بحضور أعضاء اللجنة الممثلين عن برلمانات الدول الأعضاء بالاتحاد البرلماني الدولي. وأوضح عضو المجلس رئيس اللجنة الدائمة بالاتحاد الاستاذ صالح الحصيني في تصريح عقب الاجتماع أن الاتحاد البرلماني الدولي يضم ثلاث لجان دائمة ورئيسية تناقش التقارير تمهيداً لعرضها على الجمعية العمومية للاتحاد لبحثها والموافقة عليها، مشيراً إلى أن المملكة ترأس إحدى هذه اللجان وهي لجنة التنمية المستدامة والتمويل والتجارة. وأبان أن ترشيح المملكة في حينها لرئاسة احدى اللجان الدائمة للاتحاد لمدة أربع سنوات يعكس المكانة التي تحتلها المملكة على الصعيد الدولي لما تتمتع به من ثقل في مختلف المحافل والاجتماعات لاسيما البرلمانية على الساحة الدولية باعتبارها طرفا مؤثرا ومهما، مؤكداً أن ذلك يعد انعكاساً لثقة برلمانيي العالم الذين يمثلون 160 دولة في عضوية الاتحاد، في حكمة المملكة، ودورها المسؤول في العمل على تعزيز الاستقرار الاقتصادي العالمي. ونوه بأن جهود المملكة وريادتها على الساحة الدولية بمختلف المجالات السياسية والاقتصادية لاسيما البرلمانية، بفضل القيادة الحكيمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز -حفظهما الله-، أكسبها تقديراً دولياً ليس لدى حكومات الدول في العالم فحسب، وإنما أيضاً لدى البرلمانات في تلك الدول وهي المناط بها بمتابعة السياسات الداخلية واستصدار الأنظمة والتشريعات فيها. وذكر الحصيني أن اللجنة الدائمة الثانية بالاتحاد للتنمية المستدامة والتمويل والتجارة ناقشت في اجتماعها أحد الملفات الهامة والذي يتمثل في بروز قوى اقتصادية ومالية جديدة في العالم، أصبح لها وزنها الاقتصادي الكبير الأمر الذي يتطلب أن ينعكس هذا الوزن الاقتصادي لبعض تلك الدول والقوى على دورها في التأثير على جداول أعمال المسائل المطروحة عالمياً في مختلف المؤسسات الدولية القائمة بما يوازي حجمها وثقلها المالي والاقتصادي، مبيناً أن من بين تلك القوى الاقتصادية التي يشار إليها المملكة العربية السعودية التي وبفضل سياساتها الاقتصادية الرصينة تمكنت من حجز مقعد رائد ومتقدم كأكثر الاقتصادات الدولية ثباتاً وقوة أمام الأزمات العالمية، الأمر الذي جعلها عضواً مؤثراً وفاعلاً ضمن دول مجموعة العشرين.