* أين جمال محمد بعد أن ترك الوسط الرياضي؟. - أنا موظف في الشركة السعودية للكهرباء (سكيكو)، موجود وأتابع بعضاً من المباريات خصوصا مباريات الاتفاق (العشق القديم) الذي أعطاني اسمه وعرفني بالناس وقادني إلى صفوف المنتخب الوطني، وكذلك أتابع كل مباريات المنتخب السعودي عبر الفضائيات بحكم انتمائي لهذا الوطن المعطاء وكنت لاعباً في صفوف (الأخضر) في عهده الذهبي، كما أمارس هوايتي في كرة القدم في مباريات الحواري مع النجوم القدامى للمحافظة على رشاقتي فالعقل السليم في الجسم السليم. تراجع (فارس الدهناء) غامض.. والصدارة لم تعد حكراً على الكبار!! * لماذا أنت بعيد عن العمل الإداري أو الفني في الاتفاق أو أي نادٍ آخر؟. - أتمنى أن أخدم أندية بلادي وخصوصاً نادي الاتفاق العريق والحبيب إلى نفسي ولكنني لم أتلق دعوة لخدمته في أي موقع، أنا موجود وتحت النظر ومتى ما احتاج الاتفاق إلى خدماتي فلن أتأخر عنه للاتفاق دين كبير على نفسي سأظل مديناً له مدى الحياة. * حدثنا عن أجمل ذكرياتك خلال مسيرتك الرياضية؟. الزياني صقل مواهبنا.. وسعدون والشيحة نجوم من ذهب - من الذكريات الجميلة في نادي الاتفاق تلك الفترة التي حققنا فيها البطولات الخليجية والعربية وهي البطولات التي سطرت اسم المملكة بأحرف من نور في السجلات العربية والخليجية؛ ففريق الاتفاق هو صاحب السبق في هذا المجال أول فريق سعودي يحقق بطولات خارجية وتلك كانت وستبقى من الذكريات الجميلة التي لن تمحوها الذاكرة أبدا. * من هو النجم الذي كنت ترتاح إلى اللعب بجانبه؟. أمارس كرة القدم في الحواري.. ولم أتلق دعوة لخدمة فريقي - هنالك أكثر من نجم أذكر منهم الزملاء المهاجمون الخطرون مروان الشيحة وسعدون حمود وعمر باخشوين وصالح خليفة (صانعا ألعاب) لهما الفضل في بروزنا مهاجمين؛ لأنهما كانا يقدمان لنا الكرات على طبق من ذهب. * ماذا أعطتك وماذا أخذت منك؟. - أعطتني حب الناس وعرفتني برجال ما كان لي أن ألتقيهم لولا النجومية التي كنت عليها، والفريق العريق الذي لعبت له، وهذا توفيق من الله. فالجميع كانوا يكنون لنا الاحترام ويتسارعون لخدمتنا عندما نكون بحاجتهم.. الكرة أعطتني المال والشهرة والوضع الاجتماعي الأفضل، ولولاها لما وصلنا إلى ما نحن عليه الآن وكل ذلك بفضل الله وتوفيقه وطاعته فالحمد والشكر لله على كل حال وفي الوقت ذاته الكرة أخذتني كثيرا من أسرتي الصغيرة وجعلت مني سواحا في بلاد الله؛ نقضي معظم فترات العام ونحن نتجول في مدن العالم؛ سواء كان ذلك مع الفريق الاتفاقي، أو مع منتخبات الوطن. * من هو المدرب الذي تدين له بالفضل في تكوين شخصية جمال محمد الرياضية؟. - ليس مدربا واحدا بل أكثر من مدرب حتى نعطي كل ذي حق حقه، وأول هؤلاء المدربين السوداني سيد طلال النور الذي علمني أبجديات كرة القدم، ثم المدرب عبدالله يحيى وأخيرا الوطني الرمز عميد المدربين السعوديين الكابتن خليل الزياني الذي صقل موهبتي، وقادني إلى عالم النجومية بتوجيهاته واهتمامه بموهبتي حتى بنيت ذلك الاسم الكبير لجمال محمد. * كيف تنظر إلى الاتفاق بين الأمس واليوم؟. تراجع (فارس الدهناء) غامض.. والصدارة لم تعد حكراً على الكبار!! - الاتفاق كان ولا يزال واحدا من الأندية التي تصنع الحدث وتقدم المتعة الكروية للمشاهدين على اختلاف ألوانهم، في عصرنا كان الفريق يمثل قاسما مشتركا في كل البطولات، حققنا البطولات المحلية والخارجية، وسطرنا اسم الاتفاق وفرضناه على رموز الكرة العربية والخليجية والمحلية وكان ذلك بجهود كبيرة وتضحيات جسام وإخلاص لاعبين كانوا يحملون الشعار بكل تجرد ونكران ذات فكانت البطولات بشتى مسمياتها. لا مقارنة بين جيلنا وجيل اليوم، عصر الاحتراف جعل اللاعب يتشبع، ولا يمتلك الطموحات لتقديم المستويات التي تساهم في تحقيق البطولات المتتالية للفريق الاتفاقي؛ على الرغم من أن الفريق يضم خامات طيبة في كل خطوطه ولكن الطموحات ليست كما ينبغي. * نجوم الشرقية لماذا نراهم يتجهون نحو أندية الغربية والوسطى؟. الزياني صقل مواهبنا.. وسعدون والشيحة نجوم من ذهب - يبحثون عن تحسين الأوضاع واستغلال الموهبة التي حباهم الله بها، والوصول إلى الشهرة التي قد يفتقدونها في أندية الشرقية، فأندية الوسطى والغربية تسلط الأضواء عليها بصورة أكبر مما هي عليه في أندية الشرقية؛ بجانب أنها تقدم مغريات للنجوم المبرزين للعب بين صفوفها وأي لاعب نجم تأتيه الفرصة لن يتوانى في استغلالها لتأمين مستقبله والعملية ليست وليدة اليوم أو الأمس؛ بل هي قديمة قدم التاريخ منذ أيامنا وحتى قبل ذلك، البحث عن تحسين الأوضاع وترقية المستوى يحسب لمصلحة الكرة السعودية في المقام الأول، وتلك الأندية الكبيرة تستجلب مدربين كباراً، ولديهم باع طويل في مجال كرة القدم يساهم في تطوير أداء اللاعب وارتفاع مهاراته الفنية والبدنية. * كيف تنظر لمسيرة الاتفاق في هذا الموسم؟. - الاتفاق قدم مستويات متميزة هذا الموسم، ووصل إلى مراكز متقدمة وظن الكثيرون بأنه سيكون بطلا لدوري «زين» ولكنه تراجع بصورة غريبة؛ مما جعل البعض يؤكد أن نفسه قصير، ولا يستطيع المحافظة على مكاسبه في منافسات النفس الطويل، وهو أمر لم نجد له تفسيرا، ولا أزال أرى بان الاتفاق قادر على تحقيق إحدى بطولات الموسم، بجانب تفوقه في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي التي أتمنى صادقاً أن يكون فارسها، حتى يعيد هؤلاء الأبطال الذكريات العطرة التي قدمها نجوم الزمن الجميل. * الأربعة الكبار هل لا يزالون يمثلون العلامة الفارقة في الكرة السعودية؟. - لا.. لم يعد الوضع كما كان عليه في السابق، عندما كانت أندية الهلال والنصر والأهلي والاتحاد تمثل علامات فارقة في خارطة الكرة السعودية؛ فقد أصبحت المنافسة قوية وشاملة وكل الفرق تمتلك حظوظ التنافس القوي مثل الشباب والاتفاق والفتح وغيرها، شاهدنا كيف أن الأربعة الكبار باتوا يتلقون الهزائم من فرق الوسط وغيرها بكل جدارة؛ مما يعني بان الفوارق الفنية الكبيرة التي كانت تميز الأربعة الكبار عن سواهم قد تلاشت، وهي ظاهرة صحية لمصلحة الكرة السعودية في المقام الأول. * ما هي الأسباب التي تجعل الاتفاق متميزا على الدوام بين أندية الشرقية؟. - الاستقرار الإداري أولا؛ فالكيان الاتفاقي ومنذ سنوات عدة يعمل تحت رئاسة رئيس ذهبي هو عبدالعزيز الدوسري الذي عرك الكرة السعودية وخبر دروبها، وهو يعمل وفق منظومة إدارية متكاملة طابعها الجماعية والانسجام والتكاتف وحب الكيان، ومن هنا يأتي التميز بجانب أن الاتفاق يجمع بين صفوفه نخبة متميزة من أفضل النجوم الذين يتخرجون من مدرسة النادي العريقة؛ فيكونون متشبعين بروح الاتفاق ولديهم الروح والحماسة لتقديم كل ما عندهم، الإدارة تسعى دائماً إلى توفير المناخات الملائمة لكل فرق النادي من أجل تقديم العطاء الذي يخدم الفريق وفوق هذا وذاك نادي الاتفاق عرف بأنه نادٍ للجميع بعيدا عن الصراعات والشلليات ومن هنا يأتي النجاح والاستقرار. * من وجهة نظرك من هم النجوم الكبار الذين مروا على خارطة الكرة السعودية ومن الصعب تكرارهم؟. - يأتي على رأس هؤلاء النجم ماجد عبدالله وصالح النعيمة ويوسف خميس وفهد المصيبيح وفهد الهريفي وعمر باخشوين وهؤلاء النجوم لن يتكرروا؛ إلا إذا عادت عجلة الزمن إلى الوراء وعادوا هم من جديد إلى المستطيل الأخضر. * ماذا أضاف الاحتراف للكرة السعودية؟ - أضاف الكثير وحفز اللاعبين لتطوير المستوى والارتفاع بالمهارات والقدرات الفنية، اللاعب بات موظفا يلعب الكرة وحدها، وبعائد مادي مجزٍ، بجانب مقدمات العقود وهي جزئية تجبر أي لاعب على الإخلاص لمعشوقته كرة القدم، التي كنا نلعبها بنظام الهواية، وشتان مابين الهواية والاحتراف، فهناك تسيب ولامبالاة وهنا انضباط ونظم ولوائح وقوانين، الاحتراف أضاف الكثير للكرة السعودية بالدرجة التي جعلتها تصل إلى كأس العالم أربع مرات متتالية، لكن بعض لاعبينا يجهلون ماهية الاحتراف وهم بحاجة ماسة إلى محاضرات توعوية في قوانينه ونظمه حتى يكون التطبيق بصورة مثالية، اللاعب المحترف يجب أن يكون همه في الكرة وحدها بعيدا عن المؤثرات الخارجية والشكليات التي تساهم في تدني مستواه ليكون هو الخاسر الأكبر ومن بعده الكرة السعودية، التي فقدت نجوما متميزة في ريعان الشباب بسبب الفهم الخاطئ لماهية الاحتراف. * ماذا تقول للاعبين المحترفين اليوم؟. - أنتم محظوظون جدا بنعمة الاحتراف فنحن كنا نأخذ ملاليما ورغم ذلك سجلنا حضورنا على المستوى المحلي والخارجي، كنا نلعب الكرة هواية وعشقا فكونوا مثلنا واجلعوا الكرة معشوقتكم الأولى، أعطوها كل وقتكم واهتمامكم وأخلصوا لها في التدريبات والمباريات، واعملوا على تطوير قدراتكم ومهاراتكم الفنية في النادي وخارجه، التدريبات الإضافية الخاصة هي التي أعطتنا التميز وفرضت أسماءنا على خارطة الكرة السعودية والعربية والخليجية، ولتعلموا أن الاحتراف نعمة فلا تحولها لنقمة؛ فتصبح وبالا عليكم وتساهم في كتابة نهايتكم مع الكرة باكرا. جمال مع أبنائه