ذهبت الى الكابتن عيسى حمدان في داره العامرة في حي الناصرية جنوبالدمام وجلست اتجاذب معه حديث الذكريات لاكثر من ساعة ونصف الساعة في وجود ابنه حمدان الذي قال عنه ابو حمدان بانه بعيد عن الكرة ولم يتعلق بها على نحو ما كان أبوه . الكابتن المخضرم عيسى حمدان لاعب النهضة الاسبق والاتحاد السابق تحدث الينا عبر هذا الشريط من الذكريات الطويلة المرصعة بالانجازات عن مسيرته الكروية في حواري الدمام ومن ثم في دهاليز نادي النهضة الى ان انتهت رحلته الرياضية الجميلة بين جدران نادي الاتحاد عميد الاندية السعودية والتي وصفها الكابتن عيسى بانها من اجمل ذكرياته الرياضية التي يحملها بين جوانحه والتي ستبقى محفورة في ذاكرته الكروية ردحا من الزمان لانها وعلى حد تعبيره قد حملت بين طياتها الكثير المثير الخطر . ولااريد ان اطيل عليكم متعة هذه الذكريات الجميلة التي سردها الكابتن عيسى حمدان عبر الندوة فالى مضابط الذكريات الجميلة الشيقة . |أين انت عن الوسط الرياضي؟. ||انا موجود واتابع عدداً من المباريات وبخاصة مباريات فريق الاتحاد العشق القديم وكذلك مباريات النهضة مارد الدمام الذي اعطاني اسمه وعرفني بالناس وقادني الى صفوف الفريق الاتحادي وكذلك اتابع كل مباريات المنتخب السعودي المنقولة على الفضائيات بحكم انتمائي لهذا الوطن المعطاء وبحكم انني كنت لاعباً في صفوف الاخضر في عهده الذهبي . |إذن لماذا انت بعيد عن العمل الاداري او الفني في الاندية ؟. || حقيقة انا اتمنى ان اخدم اندية بلادي وبخاصة نادي النهضة العريق والحبيب إلى نفسي وقد قدمت لي ادارة النهضة بقيادة معالي الشيخ فيصل الشهيل الدعوة الصادقة لكي اعمل كمستشار في الاجهزة الفنية ولكنني اصطدمت بعقبة العمل المتواصل طوال اليوم في شركة الجبر حيث انني اعمل بنظام الدوامين ومثل هذا العمل لايعطيك الفرصة الكافية لممارسة العمل التدريبي او الفني في الاندية حيث انني عادة اعود الى المنزل عند الساعة السابعة والنصف وهو وقت لايسمح لي باداء اى عمل رياضي اخر ولكنني اكون مع رجالات النهضة بالراى والمشورة والحضور في المباريات لتقديم الدعم المعنوي والادبي لاننا من ابناء النهضة ويجب ان نقدم لها ماتستحقه من متابعة واهتمام . |حدثنا عن أجمل ذكرياتك خلال مسيرتك الرياضية ؟. ||من الذكريات الجميلة في نادي النهضة هي الفترة التي حققنا فيها بطولة دوري الدرجة الاولى عام 96/97 وهي فترة زاهية كان الفريق يضم بين طياته المع نجوم الكرة في المنطقة الشرقية امثال محمد الزوري ومقبل الدنيني والكوتش احمد سعد الدوسري والكابتن احمد داود واحد من ابرع حراس المرمى في تلك الفترة واحمد الجريان وخالدين الدوسري واخيرا التحق بنا ناصر المنصور وغيرهم من نجوم الزمن الجميل الذين تركوا بصماتهم على جدار النهضة . |من هو النجم الذي كنت ترتاح إلى اللعب بجانبه ؟. ||هنالك اكثر من نجم اذكر منهم الحارس علاء رواس والحارس سعيد الشهراني وهو الان قنصل للمملكة العربية السعودية في فنلندا وهو من الناس الذين اعتز كثيرا بهم وعلاقتي به ممتدة حتى يومنا هذا وهما من نجوم الاتحاد . وفي النهضة كل نجوم النهضة فقد كنا نمثل مجموعة متناسقة كل منا يكمل الاخر وظلت علاقتنا مرتبطة ارتباط السوار بالمعصم حتى يومنا هذا فنحن نلتقي في السراء والضراء . |الكرة ماذا اعطتك؟. ||الكرة اعطتني حب الناس وعرفتني برجال ماكان لي ان التقيهم لولا النجومية التي كنت عليها والفرق العريقة التي لعبت لها وهذا توفيق من الله فالجميع كانوا يكنون لنا الاحترام ويتسارعون لخدمتنا عندما نكون بحاجتهم والكرة اعطتني المال والشهرة والوضع الاجتماعي الافضل ولولاها لما وصلنا الى مانحن عليه الان وكل ذلك بفضل الله وتوفيقه وطاعته فالحمد والشكر لله على كل حال . |من هو المدرب الذي تدين له بالفضل في تكوين شخصية عيسى حمدان الرياضية ؟. ||ليس مدرباً واحداً بل أكثر من مدرب حتى نعطي كل ذي حق حقه وأول هؤلاء المدربين هو السوداني أحمد الجوكر الذي علمني ابجديات كرة القدم وياتي من بعده المدرب المصري احمد علي وزميله المصري حمدي الحارثي ومن ثم التونسي محمود النيال واخيرا الالماني كرامر مدرب الاتحاد الذي صقل موهبتي وقادني الى عالم النجومية “ |كيف تنظر إلى الاتحاد بين الأمس واليوم؟. ||فريق الاتحاد كان ولايزال واحداً من الاندية التي تصنع الحدث وتقدم المتعة الكروية لكل المشاهدين على اختلاف الوانهم وفي عصرنا الكروي كان الفريق يمثل قاسماً مشتركاً في كل البطولات وعلى الرقم من اننا لم نحقق سوى بطولة واحدة الا اننا قد ارسينا القواعد الثابتة لاتحاد المستقبل وجاء من بعدنا جيل احمد جميل ومحمد الخليوي وحسن خليفة وهو الجيل الذي قص شريط البطولات المحلية والخارجية في الاتحاد لياتي من بعدهم جيل محمد نور ورفاقه وهو الجيل الذي سطر اعظم البطولات وسجل اسمه باحرف من نور في السجلات المحلية والاسيوية وبات يمثل الرقم الصعب في القارة الشاسعة المترامية الاطراف . |ماهي البطولات التي حققتها مع الفريق الاتحادي؟. ||هي بطولة يتيمة كانت تحمل مسمى الدوري المشترك وحققناها من امام فريق الشباب بهدف يتيم حمل توقيع النجم المخضرم عبد الله غراب وكنت كابتن الفريق في تلك المباراة . |وماهي المباراة التي تركت تاثيرا كبيرا في نفسك؟. هي مباراة الاتحاد امام الاهلي في نهائي كاس الملك وكان الاتحاد في احسن حالاته وكانت كل الترشيحات تنصب لمصلحة الاتحاد لتجاوز عقبة الند التقليدي فريق الاهلي والفوز بالبطولة ولكن الذي حدث هو ان الاهلي قد فاز علينا باربعة اهداف اصابتنا بالذهول وهي تعتبر المباراة الأسوأ للاتحاد ابان مشاركاتي معه . |مباراة في الذاكرة ؟. ||مباراتنا امام المنتخب القطري في بغداد خلال بطولة الخليج الخامسة وهي المباراة التي حققنا فيها فوزاً كاسحاً على اشقائنا القطريين بنتيجة خرافية وصلت إلى سبعة أهداف نظيفة احرز منها الهداف الاسطوري ماجد عبد الله لوحده خمسة أهداف وهدف لزميلي عبد الله عبده ربه نجم النصر السابق وهدف لشخصي الضعيف وقد لعبت يومها مباراة تاريخية وكنت من أبرز اللاعبين في تلك المباراة وساهمت في تجهيز اربعة اهداف من اهداف الجوهرة ماجد عبدالله. |نجوم الشرقية لماذا نراهم يتهافتون نحو اندية الغربية والوسطى ؟. || بلاشك هم يبجثون عن تحسين الاوضاع واستغلال الموهبة التي حباهم الله بها والوصول الى الشهرة التي قد يفتقدونها في اندية الشرقية بحكم ان اندية الوسطى والغربية تسلط الاضواء عليها بصورة اكبر مما هي عليه في اندية الشرقية والعملية ليست وليدة اليوم او الامس بل هي قديمة قدم التاريخ منذ ايامنا وقبلنا كذلك فالبحث عن تحسين الاوضاع وترقية المستوى يحسب لمصلحة الكرة السعودية في المقام الاول بحكم ان تلك الاندية الكبيرة تستجلب مدربين كبار ولديهم باع طويل في مجال كرة القدم يساهمون بصورة مباشرة في تطوير اداء اللاعب وارتفاع مهاراته الفنية والبدنية . |من وجهة نظرك من هم النجوم الكبار الذين مروا على خارطة الكرة السعودية ومن الصعب تكرارهم ؟. ||يأتي على رأس هؤلاء النجم سعيد غراب وماجد عبد الله وصالح النعيمة ومحمد الفصمة وهؤلاء النجوم لن يتكرروا الا اذا عادت عجلة الزمن الى الوراء وعادوا هم من جديد الى المستطيل الأخضر. |الاحتراف ماذا أضاف للكرة السعودية؟. || اضاف الكثير دون شك وحفز اللاعبين لتطوير المستوى والارتفاع بالمهارات والقدرات الفنية بحكم ان اللاعب قد بات موظفاً يلعب الكرة وحدها وبعائد مادي مجز بجانب مقدمات العقود وهي جزئية تجبر اي لاعب على الاخلاص لمعشوقته كرة القدم التي كنا نلعبها بنظام الهواية وهاهو الان يلعبونها بنظام الاحتراف وشتان ما بين الهواية والاحتراف فهناك تسيب ولا مبالاة وهنا انضباط ونظم ولوائح وقوانين وكلنا ندرك بان عالمية الاحتراف قد اضافت الكثير للكرة السعودية بالدرجة التي جعلتها تصل الى كاس العالم 4 مرات متتالية . |كيف تنظر لمسيرة النهضة في هذا الموسم؟. ||هذا الموسم أعتبره موسم الحصاد للأسرة النهضاوية فالفريق يعيش أفضل مراحله وهو ينعم بالاستقرار الاداري بتواجد رجل فخيم في قامة معالي الشيخ فيصل بن محمد الشهيل الأب الروحي لكل النهضاويين وبجانبه رجال اكفاء بقيادة موفق السنيد النهضاوي من اخمس قدميه وحتى اطول سبيبة في شعر راسه وزملائه فهد المسعود وسعيد الغامدي ورائد العلوني وبقية العقد النضيد وجميعهم يتميزون بانهم انحدروا من رحم البيت النهضاوي وهذا يعني بانهم سيكونون امناء على حاضره ومستقبله وهاهي تباشير النجاح قد لاحت والفريق يتصدر الفرق وبات قريبا من دوري الاضواء بعد رحلة الجفاء الطويلة التي امتدت لاكثر من عشر سنوات ونحن نقف من خلفهم وكل جماهير النهضة حتى يتحقق الحلم الاكبر بعودة المارد الى موقعه الطبيعي بين الكبار . |الأربعة الكبار هل لايزالون يمارسون هيمنتهم على الكرة السعودية ؟. ||الأربعة الكبار وجدوا الان من يقف في طريقهم ويقارعهم الحجة والمستوى امثال فريقي الاتفاق والفتح وهنالك الفريق النصراوي وحتى الفيصلي واستطيع ان اقول بان مسمى الاربعة الكبار قد تلاشى وحل مكانه الثمانية الكبار الذين يحق لهم اللعب في كأس خادم الحرمين الشريفين للاندية الابطال فهم مصنفون بين الاندية الابطال وهذا من وجهة نظري الخاصة فيه مساحة من الامل لتطور قادم للكرة السعودية . |ما هي الاسباب التي تجعل الفريق الاتفاقي أكثر تماسكا من نظيريه فريقي القادسية والنهضة؟. ||اعتقد ان الاستقرار الاداري الموجود في الاتفاق بتواجد رئيس مثالي متمرس يحب الكيان ويتفانى من اجله مثل الاستاذ عبد العزيز الدوسري هو السر في هذا التماسك والصمود الاتفاقي كل تلك السنوات الطويلة دون ان يتزعزع او يتراجع الا ماندر فيما ياتي تعاقب الادارات في اندية القادسية والنهضة كعامل غير مساعد على تحقيق النجاحات والاستقرار المنشود وهاو فريق النهضة يسعى الى العودة وبقوة عندما توفر له الاستقرار المنشود في عهد الرئيس فيصل الشهيل . |مساحة أخيرة ماذا تقول فيها؟. ||أوجه حديثي من خلالها بضرورة العمل على الاهتمام بالبراعم الصغار في كل الاندية بعد ان اعتمدت الرئاسة العامة لرعاية الشباب دورياً للبراعم ففي تقديري ان هذه الخطوة ستكون هي الرافد المغذي للكرة السعودية بتفجير الطاقات الكامنة في جعبة هؤلاء البراعم فتعلم الكرة منذ الصغر سيساهم في خلق لاعبين موهوبين بالفطرة والممارسة والمطلوب استجلاب مدربين متميزين لهؤلاء البراعم من المدارس الكروية المتقدمة في العالم حتى يعملوا على تقديم نجوم فاعلة لكرتنا السعودية والحديث نسوقه للقياديين في اندية الممتاز حتى يوفروا على انفسهم في المستقبل القريب المبالغ الباهظة التي يصرفونها على استجلاب اللاعبين الاجانب والذين يكون معظمهم غير ناجحين.