هي أشبه ما تكون ب "حلبة رالي".. "البطل" فيها جريء مغامر حتى ينتصر بأسبقية مروره والدخول سريعاً إلى "الدوّار"!، متجاهلاً أولوية من سبقوه، وردة فعلهم، وتعثّر تقدمهم، وسلامتهم.. وماضياً بأنانيته، وفوضويته، وقلّة احترامه للنظام.. متذكراً أنه لا يوجد من يعاقبه، أو يوقفه، أو حتى من يحتك معه.. فعلاً "اللي اختشوا ماتوا". داخل الفوضى العارمة أكثر ما يخشاه من في "الدوار" أن يتعدى على مساره قائد مركبة متهور، ويحمل من اللامبالاة الشيء الكثير، رغم أنّه يعرف أن الأولوية لمن بداخل الدوّار"، وأنّ عليه حال الوصول التوقف والتأكد من خلو "الدوّار" من السيارات، حتى لا يُربك القادمين، ويتسبب في حوادث بعد أن يجبر السائقين على أن يخففوا من سرعتهم أو يتوقفوا فجأةً، وبذلك يصطدم فيهم من خلفهم، جراء تكدس السيارات. عدم احترام من في داخل الدوار يربك حركة السير ويعتقد بعض أنّ السبق في دخولهم ل "الدوّار" انتصار، بل يكون فيه نوع من الشراسة، وكأنهم يعملون بالمثل الدارج "من سبق لبق"، والغريب في هذا أنّ بعضا منهم اتخذوا سياراتهم الكبيرة سلاحاً لتخويف السائقين، حيث أنّهم يسيرون على مبدأ "البقاء للأقوى" - كما هو متداول عند بعض المتهورين - وهذا سبب رئيسٌ للحوادث المؤلمة والشنيعة، التي قد تُخلف وفيات، وبعض آخر يدخل في الدوار وكأنه الوحيد في الميدان، معتقداً أنّ الأولوية له ويعتبرها قوة وشطارة "مو أنا اللي أدعس فرامل!"، متفاخراً أنّه قوي القلب مغامر يأتي مسرعاً والكل يتوقف من أجله، وفي الحقيقة أنّ الجميع يراه أحمق ويتجنبون تهوره الذي يضر به قبل الأخرين. يظن البعض أن تهورهم عمل بطولي و«شطارة» «عدسة: فهد العامري» كما أنّ هناك من يعمد إلى عكس الدوار بطريقة جنونية، حيث يختصر مسافة الدوار، وضارباً بكل الأنظمة عرض الحائط ومهدداً حياة كثير من السائقين، خصوصاً في الطرق التي تنقصها الإنارة، والتي بدورها تتسبب في حوادث نتيجة ضعف فاعليتها، فالأنوار العاكسة "عيون القطط" يفترض بها أن ترشد وتدل السائقين على حدود "الدوّار" في الليل، حيث يتفاجأ بعضهم أنّه ارتطم ب "الدوّار" مباشرة من دون سابق إنذار، ويشترك في ذلك غياب اللوحات الإرشادية، التي إن وجدت كانت على مقربة من "الدوّار"، ولا يساعد موقعها في تحذير السائقين أنّهم بصدد الوصول إلى "دوّار" ينظم الحركة بين الطرق، وقد تسبب إهمال الجهات المعنية بتنظيف أثار الحوادث في إنزلاق العديد من السيارات، نتيجة الزيوت وقطع الزجاج المتناثرة على أرض "الدوّار". وبرز التساؤل عن مدى تفعيل المخالفة الفورية لمن يخالف القانون الذي يقول ب "أحقية السير لمن بداخل الدوار"؟، ولماذا لا تصنَّف أوقات الذروة على الطرق التي يكون بها "دوّار"؟، ومتى يتم تحديد الأوقات التي يسمح فيها للشاحنات الكبيرة بالدخول إلى "الدوّار"، حيث تأخذ حيزاً كبيراً، ووجودها أحد عوامل الزحام الذي تعانيه تلك "الدوّارات"؟، كما أنّ تساؤلاً برز عن دور الجهات المسؤولة في تثقيف السائقين بطريقة السير في "الدوّار"؟، ولماذا لا يوجد رجال المرور دائماً في "الدوّارات" التي تشهد كثافة واختناقات مرورية؟.