أكد خال منفذ هجمات تولوز بفرنسا أن هناك مساعي لنقل جثمان محمد مراح إلى الجزائر لدفنه في ولاية المدية (90 كلم جنوب غرب الجزائر) حيث تقيم عائلتا والديه. وقال جمال عزيري شقيق زليخة عزيري والدة محمد مراح إن «والديه متفقان على نقل الجثمان إلى الجزائر لدفنه في مسقط رأس والديه بالمدية». وتابع «بدأنا الاجراءات فعلا في فرنسا لنقل الجثمان الى الجزائر». واوضح عزيري ان والدي محمد مراح «انفصلا بالطلاق عندما كان عمر محمد ست سنوات في 1994» فعاد والده وهو محمد ابن علال الى الجزائر ليمارس التجارة بعيدا عن المدية. ويقيم والد محمد مراح بين موزاية بولاية البليدة (60 كلم غرب الجزائر) وولاية تيارت (340 كلم غرب الجزائر) حيث يملك ورشة لبيع مواد البناء. وتحدث جمال عن الحالة «المتدهورة» لأخته والدة محمد مراح التي فقدت «الاصغر» من بين ابنائها الخمسة وهم عبدالقادر وعبدالغني وعائشة وسعاد. واكد أنه لم يتمكن من الحديث إليها لكنه تحدث مع ابنائها. وقتل محمد مراح الخميس بعد حصار دام ثلاثين ساعة في بيته بتولوز (جنوب غرب فرنسا) واعترف بقتل ثلاثة أطفال ومدرس يهودي وثلاثة عسكريين بين 11 و19 آذار/مارس في تولوز ومونتوبان. الى ذلك أفاد تقرير إخباري أمس بأن محمد مراح كان يريد العيش والاستقرار في الجزائر التي ينحدر منها والداه. أكدت صحيفة «الشروق اليومي» أن محمد مراح، من مواليد 1988 بمدينة تولوز الفرنسية، ابن محمد بن علال وزليخة عزيري، حيث تنحدر أصوله الجزائرية من قرية «بزاز» التابعة لبلدية «السواقي» شرق ولاية المدية التي تقع على مسافة 90 كيلومترا جنوب العاصمة الجزائرية، وهو الابن الأصغر بين أشقائه الذكور. ونقلت الصحيفة عن جمال عزيري خال محمد مراح، القول إن ابن أخته اعتاد على زيارة أقاربه في الجزائر وكانت المرة الأخيرة في عام 2010. وتابع عزيري «ابن أختي تأثر كثيرا لحادثة طلاق والديه، وهو لا يتجاوز سن السادسة، الأمر الذي انعكس سلبا على تحصيله العلمي ونفسيته، فغادر مقاعد الدراسة في سن مبكرة، ودخل السجن عدة مرات، ولكن كان يستفيد في كل مرة من الإفراج لكونه كان قاصرا، ثم التحق بعد ذلك بالعمل في مجال الميكانيكا». ولفت عزيري إلى أن ابن أخته تغير كثيرا في الفترة الأخيرة بعد أن قضى فترة عقوبة في السجن بلغت 18 شهرا وأن والدته أخبرتهم ذات يوم أن ابنها أصبح ملتزما وأنها قلقة بشأنه لكونه يردد أفكارا متطرفة لم يكن معروفا بها. ورجحت الصحيفة أن يكون محمد مراح قد تعرف على متطرفين في السجون الفرنسية استطاعوا التأثير عليه ودفعه إلى تنفيذ العملية. ويقول خاله «محمد كان يحب الوطن والإسلام، وكان يريد التعرف أكثر على دينه، ولكن للأسف لم يتمكن من التعرف على حقيقة ديننا الحنيف. محمد كان ضحية المتطرفين في السجون الفرنسية الذين غرروا به ودفعوه إلى الموت». ونفى عزيري أن يكون ابن أخته قد سافر إلى أفغانستان أو باكستان مؤكدا أنه كان يريد العيش والاستقرار بالجزائر بدليل أنه طلب من والده المقيم حاليا بالجزائر أن يشتري له بيتا هناك. في ذات الإطار استؤنفت الدراسة أمس في المدرسة اليهودية التي شهدت مقتل حاخام وثلاثة أطفال جراء إطلاق نار من قبل مسلح إسلامي الأسبوع الماضي. وأكد مدير بمدرسة «أوزار هاتوراه» في مدينة تولوز جنوب غرب فرنسا، طلب عدم ذكر اسمه إن المدرسة فتحت مجددا. وأضاف بالقول :»عادت الأمور لطبيعتها بداية «. وقال :»نحاول الحفاظ على هدوء المدرسة قدر استطاعتنا». وما زال عدد من الأطفال الذين أصيبوا بصدمة بسبب الحادث يتلقون علاجا نفسيا. شارك نحو 6 آلاف شخص الأحد في مسيرة صامتة في تولوز تكريما لأرواح سبعة ضحايا لهجمات نفذها مراح، بينهم ثلاثة جنود لقوا حتفهم في حادثين سابقين لهجوم المدرسة. ووضع المشاركون في المسيرة الزهور البيضاء أمام المدرسة.