الاندفاع المبالغ فيه هذه الأيام على سوق الأسهم من قبل بعض الناس أمر يحتاج لوقفة وإعادة نظر، فما حدث قبل سنوات مشكلة لا يزال يعاني منها الكثير حتى الآن، أما أن يترك السوق يموج بنا كيف يشاء، فهذا أمر يجعلنا نخشى من وقع وتكرار نفس المشكلة القديمة، وللأسف أن البعض لم يتعلم من الدرس القاسي الذي لقنه سوق الأسهم لمن بالغ بالدخول دون أي تفكير بما قد يحدث، وجمع كل بيضة في سلة هذا السوق حتى تكسر كل البيض وبدأ يندب حظه ويرتفع صوته، مع أن هناك من يقول ويردد أن من لا يعرف العوم لا يتهور في الدخول للبحر، فسوق الأسهم بالفعل خطر بكل ما تعنيه الكلمة من معنى فقد تصبح غنياً وتمسي فقيراً إن لم تكن مديوناً لا قدر الله!. لست خبيراً اقتصادياً ولا مالياً وليس لي بلعبة الأسهم، لكن من عاش الأيام الماضية ويلحظ ما يحدث هذه الأيام يجعل أي إنسان يحذر من التمادي في الدخول بالأسهم لمن لا يعرف السوق جيداً، وأن يفكر ألف مرة قبل أن تأخذه الموجة ثم لا ينفع الندم، الكل يود أن يصبح صاحب ثروة وأموال ولكن..! من استفاق مما حدث وسدد ديونه نصيحة أن لا يكرر الغلطة والدخول مرة أخرى لأن غلطة الشاطر لن تصبح بعشرة ولكن بألف، مشكلة البعض أنه عندما يرى أي زميل أو قريب أو صديق يبيع ويشتري حتى وإن كان ذا تجربة بسيطة يلحق به ويسير مسرعاً نحوه ويمضي وقته في الاتصال ومتابعة الشاشة والسماعة للمحللين حتى وإن كان لا يستطيع فك رموز حديثهم وتفسير آرائهم، والأمر لا يتوقف عند هذا الحد بل يمتد للاستدانة ويحمل نفسه فوق طاقتها، ويبدأ بالتفكير بمشاريع أكبر من قدرته المالية بكثير، التريث أمر مطلوب وضروري لكل من يود العمل والمتاجرة، وفي الغالب ندرك مثل هذا (الكلام)، لكننا وللأسف الشديد لا نطبقه بل ونتضجر عندما يتحدث أحد في مثل هذا الموضوع خاصة مع الحديث المتداول عن تحرك سوق الأسهم وأنه سيعود لقوته وما إلى ذلك هذه أمنية قد تتحقق وقد لا تتحقق، من أجل ذلك يجب أن نحكم عقولنا قبل التدافع والشراء، إلا إذا كنا أصحاب خبرة ولدينا المعرفة بسوق المال ولن نتأثر حتى مع الخسارة التي قد تقع، فتأمين المنزل وضروريات الحياة لأنفسنا ولأولادنا أهم من المخاطرة، لكنني استغرب من إنسان إنكوى وخسر ولم يتعلم، ويتحدث عن المجازفة والدخول مرة أخرى فقط لأنه رأى غيره يدخل، وكما قيل مد رجليك على قد لحافك، تبقى وجهة نظر فقط!!