استيقظ سكان عاصمة مالي باماكو صباح السبت ليجدوا طوابير طويلة أمام محطات البنزين وسط قلق إزاء انخفاض إمدادات الوقود في المدينة عقب الانقلاب الذي وقع في البلاد الاسبوع الماضي. وقال شهود عيان لوكالة الآنباء الالمانية (د.ب.أ) إن الناس يخزنون الوقود ويستخدمون سياراتهم في الرحلات الضرورية فقط وتنتابهم مخاوف إزاء تأثر امدادات الكهرباء أيضا. وجرى إغلاق كل الحدود منذ الخميس ما منع شحنات الوقود من الوصول إلى العاصمة والبلدات الاخرى. وقال طيار مقيم في العاصمة باماكو ل(د.ب.أ) إن المطار لايزال مغلقا أيضا. وسمع دوي إطلاق نار متقطع وقال معلقون في مواقع إخبارية مالية على الانترنت إنهم يخشون من أن يكون هناك انقلاب مضاد. وعلق الاتحاد الأفريقي بأن لديه معلومات مفادها أن الرئيس امادو توماني توريه في "أمان " ويحميه الموالون له". وكان من المفترض أن يستقيل توريه قبل الانتخابات المقررة في نهاية نيسان/أبريل المقبل ، كما أنه لم يكن ينوي الترشح لولاية جديدة. واستولى جنود متمردون يطلقون على أنفسهم"اللجنة الوطنية لاستعادة الديمقراطية والدولة" على القصر الرئاسي ومبنى الاذاعة الحكومية الخميس. وقال متحدث باسم الجنود المتمردين إنهم أطاحوا بحكومة توريه بسبب "عدم إمدادهم بالموارد اللازمة لمحاربة المتمردين الطوارق في شمال البلاد. ولكن محلليين قالوا إن من الممكن أن تفقد اللجنة الوطنية لاستعادة الديمقراطية والدولة قوة الزخم. وقال روبرت بورثويك المتخصص في شؤون مالي إنه " نظرا لأن سانوجو غير معروف على نطاق واسع حتى هذا الوقت وعلى ضوء توقيت الانقلاب ، فإن من غير الواضح ما إذا كانت الوعود باجراء انتخابات سريعة صادقة ". وقال " في أعقاب التمرد العسكري في باماكو ، فإن من غير الواضح ما إذا كان توريه سوف يسعى للاحتفاظ بالسلطة التنفيذية". وذكر بورثويك " أن الانقلاب سيفاقم من خطورة الوضع الإنساني في شمال مالي حيث فر اللاجئون من القتال والجفاف وظهرت حالة من انعدام الأمن الغذائي". وأضاف أن " غياب الحكم الرشيد وتراجع الدعم من المانحين ربما يزيدان من حدة الضغوط الإنسانية ما يزيد من احتمال تزايد الاضطرابات".