أبهرت عازفة السيتار الهندي الفنانة العالمية أنوشكا شنكر جمهور مهرجان أبو ظبي بأدائها الساحر لعدد من أجمل مقطوعات ألبومها الموسيقي "ترافيلرز"، في عرض أثبتت من خلاله تميزها المذهل في المزج بين تقاليد موسيقى الفلامنغو الإسبانية والنماذج النابضة بالحياة من التقاليد الموسيقية الهندية. وحضر الأمسية كل من معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ومعالي خلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة مبادلة للتنمية، سعادة هدى الخميس كانو، مُؤسس مجموعة أبو ظبي للثقافة والفنون، المؤسِّس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، دولة رئيس الوزراء اللبناني السابق فؤاد السنيورة وسعادة السفير البريطاني دومينيك جيرمي. وقدمت الفنانة المبدعة أنوشكا أمسية فنية أكدت من خلالها استحقاقها للقب عازفة السيتار الأولى في العالم، وتتمتع أنوشكا بحس موسيقي مرهف، ودراية عميقة بتقاليد الموسيقى الهندية والعالمية، ما مكنها عبر فنها الراقي من اختصار سنوات طويلة من الحوار الموسيقي والثقافي بين الموسيقى الهندية والإسبانية، ومنحها مكانة عالمية مرموقة. وحول مشاركتها في المهرجان، قالت الفنانة أنوشكا شنكر:" أنا فخورة بتقديم أول عروضي في العاصمة أبو ظبي، ضمن فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان أبو ظبي، هذه التظاهرة الفنية والثقافية الفريدة، التي تمثل منصة حقيقية لتشارك وتقديم روائع الموسيقى والفنون العالمية، لقد أسعدني لقاء جمهور عالمي في أبو ظبي النابضة بالحياة والرائعة بما تضمه من تنوع ثقافي فريد، يتماشى مع الرحلة الموسيقية عبر الثقافات التي ضمها ألبومي الموسيقي "ترافيلرز"، وأنا سعيدة بمنحي فرصة تشارك مقطوعاتي الموسيقية مع جمهور أبو ظبي الذواق". وقدمت شنكر لجمهورها في المهرجان، عرضاً موسيقياً فريداً جمع بين موسيقى الراجا الهندية والفلامنغو الأندلسية وتضمن مختارات من ألبومها الغنائي "ترافيلرز"، حيث أبهرت الحضور بمهاراتها اللافتة في استخدام آلة السيتار الهندي، وتنقلها بإبداع بين آلات الطبل والشيناي والغيتار الإسباني، لتمزج بامتياز وإبداع روائع الموسيقى الهندية التقليدية بمختلف فنون الفلامنغو الإسباني في توليفة موسيقية ساحرة. ويعد ألبوم "ترافيلرز" الذي أطلقته أنوشكا في أكتوبر من عام 2011، الألبوم السادس الكامل في مسيرتها الفنية، والذي يستعيد تقاليد موسيقى الفلامنغو الإسبانية وروائع الموسيقية الهندية، على خطى المشترك الموسيقي في رحلة الغجر من مواطنهم الأصلية في راجستان، مروراً بإيران والعراق وأرمينيا، وصولاً إلى إسبانيا، لتعيد توطيد العلاقة التاريخية العريقة بين الموسيقى الهندية والإسبانية. وتعتبر أنوشكا شنكر عازفة السيتار الأولى في العالم، وحاملة إرث أبيها، عازف السيتار العالمي الأسطورة رافي شنكر، حيث تقدم أكثر من 80 عرضاً موسيقياً سنوياً، وقد اعتلت خشبات المسارح برفقة عدد كبير من نجوم الموسيقى في العالم، بينهم ستينغ، مادونا، نينا سيموني، هيربي هانكوك، إلتون جون، بيتر غابرييل وجايمس تايلور، وقد ارتقت بأدائها لتصبح واحدةً من كبار نجوم الموسيقى العالمية. وفي سياق متصل، فقد شهدت الأمسية الافتتاحية للبرنامج الرئيسي لمهرجان أبو ظبي 2012، إطلاق معرض الفنان والخطاط العراقي المعروف حسن المسعود "خطوط النور"، الذي يقام لأول مرة في العالم العربي بتكليف من مهرجان أبو ظبي، ويلقي الضوء على مجموعة مختارة من أعمال الفنان الحروفية من بينها أعماله على القماش التي يندر عرضُها، وتبرز اللوحات مجتمعةً، ما اشتهر به عمله من جماليات اللقاء السحري بين التشكيل الحديث والخط العربي التقليدي. ويستمر المعرض حتى 15 أبريل القادم في معرض الغاف للفنون التشكيلية. كما تم خلال الأمسية تقديم جائزة مهرجان أبو ظبي "للموسيقار الراحل وليد غلمية تقديراً لدوره، عبر مسيرة المهرجان، وأثره كأحد أهم أعلام الموسيقى العربية، وتقديم جائزة الإبداع من مجموعة أبو ظبي للثقافة والفنون لطلبة جامعة الإمارات العربية المتحدة عن تميزِهم في القيادات الإعلامية الشابة، وبرنامج ابتعاث الطلبة، في إطار مبادرة جامعة نيويورك لتعليم الأداء والدراما "كات كوني CAT CUNY، Creative art theater".