أبو ظبي - أ ف ب - احتشد عشرات الآلاف من المقيمين في دولة الامارات مساء أمس على شاطئ العاصمة أبوظبي وفي باحة قلعة الجاهلي التراثية في العين لحضور أمسيات موسيقية تسيطر عليها النكهات الثقافية الأصيلة التي تجمع بين تراث الشعوب وتجاربها الحداثية. وتمضي «هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث باستضافة النسخة الاماراتية من مهرجان موسيقى الشعوب العالمي (ووماد) للعام الثالث على التوالي وبمشاركة 35 فناناً من دول مثل فرنسا والسنغال ومالي والهند وجامايكا وهندوراس ومصر والعراق وغيرها، ما يعكس حرص أبو ظبي على الاحتفاء بالموسيقى والفنون. وتشكل مسألة مد الجسور بين الموسيقى التراثية الإماراتية ومثيلاتها في دول أخرى هاجساً لدى المنظمين. وقبل ثلاثة أعوام افتتحت المهرجان فرقة «صقور المقابيل» بمقطوعات فولكلورية أعاد توزيعها وتحديثها الموسيقي الأردني المقيم في الامارات كمال مسلم. وتكررت التجربة هذه السنة مع العراقي عمر بشير وفرقة «طرب الإمارات»، كما قدمت فرقة «عبري» المكونة من شبان اماراتيين مقطوعات «راب» للجمهور العام الماضي. وتسعى أبو ظبي، من خلال «ووماد»، الى استغلال منصة عالمية لاختبار تجارب موسيقية مشتركة بين ثقافات منوعة، اضافة الى تصدير موسيقاها الى العالم من خلال النسخ الأخرى للمهرجان على خشبات مسارح في أوروبا وآسيا. ويصف مدير «ووماد» كريس سميث المهرجان بانه «أبرز مهرجان فني تراثي يقام في الدولة». أما مسلم، الذي يتحضر لاطلاق ألبومه الموسيقي الجديد بعنوان «لولو» متضمناً ثلاث مقطوعات قدمها على شاطىء أبو ظبي قبل سنوات، فيرى أن هذا المهرجان بصمة مهمة للمشهد الفني في الإمارات خصوصاً والمنطقة عموماً، وهو من الفعاليات القليلة التي تتيح للجمهور فرصة الاطلاع المجانية على تجارب للموسيقى البديلة والشعبية والتراثية من دول العالم. ويقول مدير إدارة الثقافة والفنون في الهيئة عبدالله العامري: « ان الموسيقى لغة ديموقراطية، وكلٌ يتلقاها بحسب ذائقته ووعيه، ومن الرائع أن تجد شرائح العمال والموظفين والفنانين والمراهقين والسيدات جنباً الى جنب في مكان واحد». ويضيف: «ان وجود النجوم لا يبدو انه السبب هو وحده في جذب الجمهور، على رغم اهتمامنا بهم، فبالنسبة الى العرب تحديدا أطل معنا محمد منير وحكيم والشاب خالد في الأعوام الماضية، لكن هذه المرة لم تتوافق أجندات نجوم عرب مع تواريخ المهرجان»، مستبعدا أن يكون ذلك مرده الأوضاع السياسية التي تمر بها المنطقة، أو أن يكون ذلك بسبب احتمال «ترشيد» موازنة المهرجان. وضمت فعاليات الافتتاحية أعمالاً للمغنية وكاتبة الأغاني والممثلة البريطانية بالوما فايث، والموسيقي السنغالي باب مآل، وفرقة «ذا مانغنيار سيدكشن» بقيادة رويستن آبيل من الهند، وكل من العازف ماليان كورا والفنان توماني دياباتي وفرقة «طرب الإمارات» في العين. ومن الفنانين المشاركين أيضاً أسطورة موسيقى السكا والريغي الجامايكي جيمي كليف، إضافة إلى فرقة «أفرو سيلت ساوند سيستم»، وآربي من مالي، و«أل أيه-33» من كولومبيا، والأوركسترا الوطنية الفرنسية، وتوماني دياباتي من مالي، و«أوريليو»» من الهندوراس، والعراقي عمر بشير، وتيريم كوارتيت من روسيا. وأسس المغني البريطاني بيتر غابرييل في عام 1980 مهرجان «ووماد» ليجمع فيه عشرات الأصوات والأنغام الموسيقية من مختلف أنحاء العالم في لندن، وما لبث المهرجان أن طاف العالم وتشكل من خلاله 160 مهرجاناً فنياً تحت مظلة الاسم ذاته في 27 دولة.