الاستقرار في اي عمل امر مطلوب ويعني المساعدة على تجاوز الكثير من العقبات والمضي قدما نحو الهدف شريطة ان يكون هذا الاستقرار مفضيا الى الاستفادة من الدروس والانتقال الى مرحلة افضل بدلا من الدوران في حلقة مفرغة ان لم يتراجع الاداء ويقل العطاء ويفتر الحماس وتخور القوى، والهلال النادي الجماهيري الكبير والحائز على جميع البطولات محليا وخليجيا وعربيا واسيويا يغري الباحثين عن الشهرة والنجاح بطرق ابوابه بكل ثقة بعيدا عن المغامرات والخوف من الخسارة، وهو اشبه بالتجارة المربحة، واعلان رئيس الهلال الامير عبدالرحمن بن مساعد الاستمرار رئيسا لاربعة اعوام مقبلة ايجابي من جهة وسلبي من الجهة الاخرى، وتكمن الايجابية في استخلاص العبر من المرحلة الماضية التي واجه خلالها انتصارات كبيرة وانكسارات مؤثرة، وتتمثل النجاحات بتلك البطولات المحلية الكبيرة التي حصل عليها خلال فترة رئاسته الاولى وجلب عناصر اجنبية مهمة لدعم الفريق فضلا عن زيادة مداخيل النادي من خلال عقد الرعاية والثقة العمياء التي حظي بها من قبل الجماهير، اما الانكسارات فتكمن في الخروج من كأس آسيا اكثر من مرة والتعاقد مع لاعبين محليين لم ينجحوا في انديتهم الاقل امكانات من "نادي القرن" فكيف يفيدون فريقا كبيرا مثل الهلال الذي لايتطلع الا الى اللاعب النجم الذي يصنع الفارق ويميز الفريق عن البقية، وقد شاهدنا كيف كان مميزا في اجانبه إبان جلب رادوي وفليلهمسون والكوري لي، قبل ان يستبدلهم بصفقات اجنبية مؤثرة "ماليا" خلال الموسم الذي اوشك على النهاية ولكنها لم تصنع الفارق محليا مثل عادل الهرماش ويوسف العربي والكاميروني ايمانا والكوري سو الذين تعاقد معهم النادي بمبالغ كبيرة. الطموحات الهلالية غير لابد ان تشعر ادارة الهلال ان فريقها يختلف عن الفرق الاخرى واذا كان هناك من يعتبر المركز الثامن طموحا من اجل الدخول في سباق المنافسة على كأس الملك فجماهير "الزعيم" لاتقبل حتى بالمركز الثاني الذي تعتبره لايفرق عن مراكز الوسط ، مما يضخم المسؤولية على عاتق اي رئيس وهذا امر يعني انك عندما تقبل بالاستمرار فإن استراتيجيتك لابد ان تختلف وعملك لابد ايضا ان يكون في مستوى تطلعات هذه الجماهير التي لايتحكم بها الا الفرح حتى تكون راضية على الادارة، اما الاعتماد على السماسرة الذين همهم تسويق بضاعتهم بأغلى الاثمان دون مراعاة نجاحها فما هو إلا استنزاف بمقدرات النادي وموارده المالية، ولايمكن التعاقد مع صفقة لرأي أحادي او توصية غير فنية واهواء يدعمها العاطفة والمجاملات والبحث عن العمولة ما لم يكن هناك لجنة فنية لاتقل عن عشرة اشخاص ويتم الاخذ بعد الموافقة النهائية من الجهاز الفني، اما التعاقد دون استشارة المدرب الذي يقود الفريق فهو اشبه بذلك الذي يخطب لابنه وربما لاتناسبه الزوجة عند عقد القران. «الآسيوية» تحتاج إلى جهد مضاعف.. والأجانب (يامن شرى له من حلاله علّه) توسيع دائرة الاستشارات نظن انه امر مهم للغاية فهو يوفر على طاولة الادارة الكثير من الافكار التي تساعدها على تخطي الكثير من العقبات وليس عيبا ان تشكل مجلسا استشاريا يتكون من اعضاء الشرف الذين لديهم خبرة وبعض نجوم الفريق السابقين ويكون دورهم تقديم المشورة عندما يتطلب الامر التعاقد مع لاعب يحتاجه الفريق محليا ام اجنبيا او مدرب والاقدام على خطوة تعزز من افضلية الفريق، وعدم اقتصار المشورة على اشخاص معينين غالبا ما يكون ردهم بالايجاب، فالتواصل مع الشرفيين المهمين ورجال النادي الكبار الذي يملكون الثقافة الرياضية والخبرة المالية والقدرة على التعامل مع الظروف امر ايجابي وفي تعزيز للوحدة وروح الجماعية وتجاوز المنغصات، أما استمرار العمل احادي الجانب ففيه تشويش على الافكار واستنزاف للطاقة وغياب للنتائج الايجابية، والمتضرر في كل الاحوال هو النادي. الحزم يفضي الى النجاح تطبيق الانظمة واللوائح امر مهم والتصدي لأي لاعب مستهتر لايهمه الا مصلحته بغض النظر خسر الفريق ام فاز أمر أهم مع الابتعاد عن "التدليل" الزائد لبعض اللاعبين خشية شعبيتهم وهذا ربما ينفع في عهد صالح النعيمة وفهد المصيبيح وعبادي الهذلول ويوسف الثنيان وسامي الجابر وبقية النجوم قبل الاحتراف، اما الان فأصبح مطلوب من اللاعب ان يعطي بقدر ما يأخذ من المال فالحزم لابد ان يكون هو الشعار الذي لايمكن التخلي عنه، وللادارة العبرة في اكثر من عنصر حاولوا التمرد عليها وربما تأثر منهم لاعبون، لأن النجم عندما يخطئ ولايعاقب فالاقل منه نجومية سيتسلل الى نفسه الاحباط والشعور بعدم قدرة الجهاز الاداري والفني على ضبط الامور. ايضا لابد ان تؤمن الادارة الحالية ان النادي في عهدها اصبح اشبه بالجدار القصير فالكل يتطاول عليه والكثير يقذفه ويشتمه ويزيف الحقائق ضده ويرى ان صوته القوي بات خافتا، وهناك من يحاول تجريده من قيمته التي بناها منذ ظهوره على يد مؤسسه الكبير الشيخ عبدالرحمن بن سعيد يرحمه الله، ومصدر ذلك ان هؤلاء استغلوا مثالية الادارة التي تستحق الاحترام ممن يعرف معنى الاحترام الحقيقي ولكنها لاتنفع امام جهات واشخاص أخذوا على عاتقهم تشويه سمعة الكيان وتزييف الحقائق وظنوا ان هذه المثالية ضعف منها والصمت خوف وعلى الرغم من توفر محامي لدى النادي الا اننا لم نسمع انه رفع شكوى ضد من ينال من النادي ورموزه ونجومه باستثناء حالات قليلة لم يبت بها حتى الان واقرب الامثلة ما تعرض له عضو الادارة وأحد الداعمين المهمين حسن الناقور والكثير من نجوم الفريق، صحيح ان مقاطعة بعض البرامج التي تستغل بعض المواقف والقفز من خلال الهلال بهدف الاساءة لابناء الوطن أمر مهم وفيه حفاظ للكرامة الا ان ذلك يحتاج الى المزيد، ولو قارنا بين الهلال والاساءات التي تعرض لها وصمت امامها وبين تلك الاندية التي جندت المعدين والمذيعين والمخرجين لمصلحتها، واصبحت تتحكم بالفضاء وضيوفه وتضع لها نهجا تخدم انديتها المفضلة. «الدلال» وراء تمرد بعض اللاعبين.. وتوسيع دائرة الاستشارات أمر لابد منه! الكؤوس في متناول الجماهير تحرك الادارة نحو استثمار مرافق النادي وتفعيل فكرة تأسيس متحف ضخم يهتم بوضع بطولات النادي في مكان بارز وتكون مفتوحة امام الجميع بات امرا مهما شريطة ان يكون هناك رسوم مقابل التصوير مع الكؤوس القديمة والجديدة، اضافة الى اطلاق اسم مؤسس النادي الشيخ عبدالرحمن بن سعيد على احد مرافق النادي، فبعض الاندية وضعت انصاف اللاعبين ضمن رموزها وأخذت تسوقهم للاعلام على انهم الافضل وبعضهم نال لقب "الاساطير" وهم لم يسطروا الا الخيبة بل انهم لم يحققوا واحدا بالمائة مما انجزه ابن سعيد لصالح الهلال والرياضة السعودية وهنا الفرق بين التهاون الذي يعتريه عدم اللامبالاة وبين من يشغل الاعلام بكل صغيرة وكبيرة، وليس من الصعب ان يطلق اسمه على جائزة افضل لاعب هلالي في الموسم تسلم له مع نهاية العام الرياضي. من غيّب الصوت الفضائي إعادة النظر في بث قناة النادي من جديد امر يستحق الاهتمام مهما كان الثمن حتى يكون للنادي صوت قوي واذا ما وجدت الادارة السليمة المدعموم بالمهنية والفكر الاداري والتخطيط الجيد للمستقبل برؤى كبيرة ونظرة استثمارية ثاقبة ستحقق مردودا ماديا كبيرا للنادي من خلال استقطاب رجال الاعمال واعضاء الشرف الذين يميلون للنادي، واذا ماوجدوا الاهتمام الكافي وتعاون الاداري معهم والقرب منهم دائما سيقبلون بصورة غير عادية على القناة التي ستدر ارباح هائلة عطفا على شعبية الهلال الكبيرة لانظن ان وزارة الثقافة والاعلام ستعارض فكرة تفعيل القناة فهي لاتختلف عن بقية الوسائل الاخرى التي تمنحها التراخيص المطلوبة. المهمة اصعب من السابق مهمة صعبة وملفات حاسمة وتوسيعات تختلف عن السابق في كل شيء تنتظر الرئيس الهلالي الحالي في حال استمراره واذا هو يظن العمل سيسير على وتيرة العمل في فترته الماضية ستتكرر الاخطاء وتكثر السلبيات وسيتكبد الفريق الخروج من البطولة الاسيوية وبالتالي (كأنك يابو زيد ماغزيت)، وربما يكون له العذر في الفترة الاولى على اعتبار انه يفتقد للخبرة ولم يستعن بالاسماء التي تعينه على النجاح باستثناء شقيقه الامير عبدالله بن مساعد واسماء قليلة رأت نفسها امام تحديات متعاقبة، اما الان وبعدما اصبح لديه الخبرة الكافية والتصور العام عن الوسط الرياضي واوضاع النادي وما تحتاجه المرحلة المقبلة فلا أحد يعذره بل ستزيد الضغوطات ضده واول من يلومه هي جماهير النادي التي تثق به وبقدراته وفكره وحرصه على ان يترك النادي وقد اصبح انموذجا في كل شيء وهذا يتطلب وضع الحصانة اللازمة التي لاتتحق الا بالتخطيط والاستفادة من انكسارات الماضي والجزم بان ادوات الأمس ليس بالضرورة ان يعمل بها اليوم لأن الاعباء المالية زادت والاوضاع تغيرت واصبح اي تحرك يدار بالفكر قبل المال.