أكدت الأستاذة فاتن بندقجي مديرة وحدة تمكين المرأة والأبحاث بالغرفة التجارية الصناعية بمركز السيدة خديجة بنت خويلد بجدة بأن عمل المرأة يعتبر كتلة اقتصادية قوية. وأضافت خلال حديثها للرياض بأن تاريخ العمل من المنزل بدأ مع بدايات الأسر السعودية العريقة في مجال التجارة والتي كانت تعرف آنذاك من خلال طبيعة عملهم وتعبر عن هويتهم.أما الآن فقد أصبح الناس يسعون إلى مقر تواجد الوظيفة للعمل من خلال مؤسسات وهياكل. أشارت الأستاذة فاتن إلى أن العمل من المنزل في البلاد الغربية يضاف إلى الناتج القومي للبلد لأنه يقام وفق إجراءات وتحكمه لوائح وأنظمة ويتم رصده من خلال الإحصائيات التي تتم،وعلى سبيل المثال ففي أمريكا هناك إحصاء يشير إلى انه متوقع خلال هذا العام 2005 م ما نسبته 5٪ من القوى العاملة عاملون من المنزل لأنهم ساهموا في توظيف ذاتهم إضافة إلى الاستفادة من قدرات آخرين يعملون إلى جانبهم. مؤكدة في السياق نفسه أن هناك قراراً وزارياً من مجلس الوزراء في المملكة طالب بتفعيل العمل عن بعد وترجمته الفعلية العمل من المنزل سواء في مشاريع تجارية او وظيفية. وقالت فاتن ..ان عمل المرأة من منزلها فكرة اقتصادية مجدية لاستثمار قدراتها لاننا دائماً نتساءل عن الآلية التي يمكن ان نوظف من خلالها قدرات المرأة السعودية في اطار شريعتنا الاسلامية وما يتناسب مع الظروف الاجتماعية التي يعيشنها وفي ظل بعض المعوقات التي تواجههن مثل توفير وسيلة مواصلات تسهل تنتقلاتها من والى مكان عملها فنجد ان افضل مايناسبها هو دعم فكرة العمل من المنزل. مسح ميداني وحول فكرة دعم المشاريع التجارية التي تدار من المنزل والتي قامت بها ادارة تمكين المرأة للابحاث بمركز السيدة خديجة بنت خويلد اجابت السيدة بندقجي قائلة: اجرينا مسحاً ميدانياً على 70 سيدة لديهن عمل تجاري يدار من المنزل واتضح لنا ان من اهم المعوقات التي واجهتهن عدم استمرارية العمل،عدم وجود معلومات كافية للتعرف على البيئة الاستثمارية،عدم وجود مقر لترويج اعمالهن،عدم وجود فرصة لهن للتعرف على فرص الاعمال او سيدات الاعمال. ومن ثم تم عمل بحث مكتبي للتعرف على افضل البرامج التأهيلية في العالم العربي لمساعدة السيدات في انشاء عمل تجاري يدار من المنزل وتم التعاون مع منظمة العمل الدولية بالامم المتحدة بلبنان لتنفيذ البرنامج وبما ان البرنامج مكثف على مدى ستة ايام بمعدل سبع ساعات يومياً،قررت الوحدة دعم المتدربات بلقاءات اسبوعية مدارة من قبل خبيرة اقتصادية ادارية وخبيرة في التطوير الذاتي وذلك على مدى ثمانية اسابيع للاشراف والمتابعة. اهداف البرنامج «ابدئي وحسني مشروعك» هذا هو الشعار الذي يرفعه البرنامج التأهيلي للعمل من المنازل و عنه تحدثنا الاستاذة فاتن قائلة: من اهم اهداف البرنامج اتاحة فرصة التوظيف الذاتي للاعداد الكبيرة من خريجات المدارس والجامعات والكليات اللاتي لم يجدن وظائف في ظل ظروف البطالة السائدة و فتح آفاق جديدة امام المتدربات لممارسة اعمالهن الخاصة ومشاريعهن ولو من المنزل ومدهن بافكار قابله للتحول الى مشاريع ملموسة ناجحة ومفيدة وتسليحهن بالمعرفة والدراية في ادارة وتشغيل هذه المشاريع بكفاءة مع تعليمهن ابسط الادوات والطرق الادارية الحديثة لتنفيذ المشروعات وادراتها وتحسينها والنهوض بها لافضل المستويات سواء من المنزل او خارجه . نتائج مشرفة و اذن فما المشاريع الناتجة عن هذا التدريب..؟ هذا ما سألناه للاستاذة بندقجي التي افادت قائلة: لدينا الان مشروع تنفيذ هدايا تذكارية تقدم للسواح، ومطعم يقدم وجبات تنافس المنتجات الاجنبية جودة وسعراً. ايضاً لدينا سكرتارية منزلية، و اسرة تقوم بصنع علب للاعراس و اخرى تتولى تزيين الشوكولا بجميع الحفلات والمناسبات، و من المشاريع ايضا استوديو تصوير للاطفال و مقر لتعليم الاطفال الفنون الاسلامية، كما عمدنا الى انشاء ورش لانتاج اعمال فنية مختلفة وبيعها - ونادي للفتيات الشابات و اكثر من هذا لدينا مشروع تصنيع قطع اثاث بالخشب واعداد كتب لتدريب الخادمات على العادات السعودية و تقوم اسر منتجة بتصميم العباءات والطرح الراقية وسجاجيد الصلاة كم تبنت اسرة مشروع الطبخ الاندونيسي و اخرى تصميم اعلانات دعائية و لدينا ايضا مشروع احضار ملابس من الخارج وبيعها ومشروع للاشغال اليدوية المتنوعة. و جائزة تشجيعية وقد بادر مركز السيدة خديجه بنت خويلد الى تأسيس مسابقة سنوية لنيل جائزة السيدة خديجة بنت خويلد للابداع للمرأة السعودية التي تدير عملاً تجارياً انتاجياً من المنزل وذلك لتشجيع روح المنافسه والتعاون بين النساء وتنمية الابداع والانتاج للمراه السعودية وتستهدف الجائزة جميع السيدات السعوديات اللاتي تميز انتاجهن المنزلي بالجودة والابتكار والصناعات اليدوية المرتبطة بالثقافة الاسلامية والمناسبات التراثية السعودية. وقالت مديرة الوحده فاتن بندقجي في هذا الصدد ان عدد المتقدمات للمشاركة تجاوز ال 50 سيدة ومازالت الدعوة مفتوحة لكل العاملات من المنزل ولكافة طالبات قسم الاقتصاد المنزلي. واشارت الى انه يتوجب المشاركة بعدد خمس قطع لكل متسابقة وان هناك مراحل عديدة للوصول الى الجائزة تبدأ بدعوة النساء العاملات من منازلهم للتعريف بالجائزة ومن ثم يتم استعراض المنتجات لاختيار 50 قطعة للتنافس ليتم عرضها في مزاد كبير خلال شهر يناير للعام 2006م. وقالت انه سيتم دعوة جميع المؤسسات التجارية المحلية والعالمية والقنصليات وشخصيات تجارية لتقديم فرص عمل للمشاركات مع الاخذ في الاعتبار انه لن يكون هناك أي عمليات بيع او شراء لذا لايشترط توافر المنتجات بكميات كبيرة ولكن يجب ان تكون المشتركة على استعداد تام في حال حصولها على عقود للطلبات ان توفر منتجاتها لاحقاً بكميات كافية لاتقل عن 50 الى 100 قطعة خلال فترة لاتتجاوز ثلاثة اشهر من اجل الوفاء بالطلبات المقدمة من الشركات التجارية في الموعد المحدد.