داع للأسف أن نكون أهل خيل وفروسية ولم نجد لمأوى الفرس كلمة مناسبة غير مفردة (اصطبل). والمفردة - حسب اللسان - ليست من كلام العرب. وقالت المعاجم إن اللفظ أعجمي، تكلّم به العرب. أما المحيط فقد قال: موقف الدواب. والموضعُ: مربطّ ومربطّ - بكسر الباء وفتحها -، يقال: ليس له مرِبطُ عَنزٍ، قال الحارثُ بن عُبادٍ في فَرسهِ النعامةَ: قربا مربط النعامة مني... طال ليلي على الليالي الطوال قربا مربط النعامة مني... لاعتناق الأبطال بالأبطال قربا مربط النعامة مني... واعدلا عن مقالة الجهّال والصعب أن كلمة مربط تُستعمل للفرس والعنز. وقيل في الأمثال: ليس له مربط عنز. وفي القرن الثالث عشر الميلادي دخلت كلمة (ستيبُل) Stable إلى اللغة الإنجليزية. وقد أخذوه من الفرنسية estable جاءتهم من اللاتينية stabulum. والأسوأ من ذلك كله أن المفردة الإنجليزية أُطلقت في العام 1937 م لتعني مجموعة العاهرات اللواتي يعملن تحت إمرة صاحب عمل واحد. وامتنع عن إطلاق المفردة تكريما لذوق القارئ. وعن الاصطبلات وسباق الخيل. أود أن أذكر أن عدوى سباق الخيل رهانا جاءتنا من الغرب، وبالأخص من الإنجليز. فقد نقلوا صورة من المسابقات التي تجري عندهم ووضعوا نسخة منها في مدينة بغداد أيام الحكم الملكي. ازدهرت المسابقات وارتادها كبار القوم وأصبحت ميزة وترفيهاً للأثرياء. حتى اسم العمليّة تقلوها معهم فكانوا يسمون السباق "الريسز" Races، ولا تكاد تعرف بغير ذاك عند العامة والخاصة. وتحضرني نادرة وهي أن أحد المستعربين الإنجليز درس اللغة العربية قواعد ولغةً في أرقى جامعات بلده إنجلترا، واجتاز اختباراته بنجاح. واقترح عليه المشرف أن يذهب إلى بلد عربي لعدة شهور يمارس ويتمرّن. فاختار الدارس بغداد وذهب بكل حماس إلى هناك. في أولى جولاته ومحاولة التواصل لغويا مع الجمهور ركب سيارة أجرة وقال للسائق: من فضلك إذهب بى إلى "سباق الخيل". فالتفت إليه السائق وقال: عيني.. إنتَ إش دا تحجي؟ (عن ماذا تتحدّث). احتار الراكب السائح وقال: لعلّي إذا حادثته بالإنجليزية يفهمني. فقال (بليز تيك مي تو ذى ريسيز)Please take me to the Races فقال صاحب التاكسي: هسّا (الآن) فهمنا.. ما تحجي (تحكي) عربي من زمان..!