افتتح مركز الدكتور مساعد الزلال الطبي عيادة جراحية نموذجية خاصة لزراعة الشعر بعد أن هيأها بكافة التجهيزات الطبية اللازمة والكوادر الطبية المؤهلة والتي يرأسها الدكتور خالد بن محمد الغامدي الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود واستشاري الأمراض الجلدية والليزر بمركز الدكتور مساعد الزلال الطبي. وقد أجريت مؤخراً بالعيادة العديد من عمليات زراعة الشعر الناجحة والمضمونة. وحول الأمور الفنية والطبية المتعلقة بالصلع وزراعة الشعر قال الدكتور خالد الغامدي: «.. في البداية أود القول بأن صلع الرجال الوراثي يعد أمراً شائعاً ويظهر الصلع بعد سن المراهقة على شكل تراجع في المنطقة المغطاة بالشعر ويصبح مكانها مساحات فارغة من الشعر، ويظهر على عدة درجات تتراوح من الدرجة الأولى حيث يكون بداية الصلع إلى الدرجة السابعة (الدرجة المتقدمة) بحيث لا يبقى سوى مؤخرة الرأس مغطاة بالشعر ، ويعتقد أن سبب هذه الحالة مشترك بين استعداد وراثي لدى الشخص إضافة إلى وقوع الشعر في المنطقة الصلعاء تحت تاثير الهرمونات الذكورية «. وأضاف د. الغامدي بأن هناك المئات من العلاجات المستخدمة في الصلع لكن في واقع الأمر لا تتجاوز الطرق الدوائية المعتمدة علمياً بضعة طرق أهمها وأكثرها نجاحا هي زراعة الشعر. هذا ويقصد بزراعة الشعر نقل بصيلات الشعر من المنطقة الخلفية للرأس إلى منطقة الصلع في المقدمة وتعد هذه الطريقة الوحيدة التي تعطي نتائج دائمة ومضى قائلاً : «.. أنه بعد نجاح العملية ونمو الشعر في المنطقة الصلعاء ينمو الشعر خلال فترة من ثلاثة إلى ستة أشهر بشكل طبيعي ويستمر نموه ويمكن قصه وحلاقته بدون أن يتأثر « ونوه د. الغامدي أن الأبحاث العلمية كشفت بأن الشعر الموجود في مؤخرة الرأس غير معرض للصلع وعند نقله لمقدمة الرأس فإنه يحتفظ بنفس الخاصية ولا يتساقط. ويتم في زراعة الشعر نقل وحدات الشعر بتوزيعها الطبيعي حيث تحتوي الوحدة على شعرة واحدة أو اثنتين أو ثلاث أو نادراً أربع شعرات فيتم نقلها من مؤخرة الرأس إلى المنطقة المستقبلة وهذه الطريقة هي الطريقة الأكثر نجاحاً والتي يمارسها معظم المتخصصين بزراعة الشعر حول العالم وتعطي نتائج طبيعية المظهر. وعن آلية هذه العملية أوضح أنها تتم بعد تقييم حالة المريض والتأكد من مناسبة حالته للزراعة تجرى العملية تحت التخدير الموضعي ولا تتطلب التنويم بالمستشفى لكنها تستغرق من 8-10 ساعات وذلك حسب احتياج الحالة والمنطقة المراد زرعها، ففي البداية يتم عمل تخدير موضعي لمنطقة مؤخرة الرأس (المنطقة المانحة) ويتم بعدها أخذ شريحة من الجلد لا يتجاوز عرضها غالباً سنتيميتراً واحداً ويتفاوت طولها حسب الحالة ويتم بعد ذلك قفل هذه المنطقة بخيوط خاصة تزال بعد عشرة أيام من العملية. بعد ذلك تنقل هذه الشريحة (القطاع) الجلدي إلى سائل مبرد ويتم تقطيعها إلى قطع رقيقة ومن ثم يتم فصل كل وحدة شعر لوحدها وهذه قد تحتوي شعرة واحدة أو اثنتين أو ثلاث ونادراً أربع أو خمس شعرات، وفي هذه الأثناء يقوم الطبيب المختص بتخدير المنطقة المستقبلة (المقدمة) بنفس الطريقة المذكورة في المنطقة المانحة وبعدها يتم عمل فتحات لإدخال الشعرات داخلها ويتم عمل هذه الفتحات باتجاهات ومسافات معينة تحكمها اعتبارات فنية دقيقة. وتستمر عملية الزرع هذه (إي إدخال البصيلات في الفتحات المخصصة) عدة ساعات. وهنا تنتهي عملية الزراعة وبعدها يتم وضع ضماد مع دهان مضاد للجراثيم (مضاد حيوي) على كل المنطقتين (المانحة و المستقبلة) يحضر بعدها المريض في المساء التالي للعيادة لعمل غسيل بالشامبو بطريقة خاصة حتى لا يتساقط الشعر حديث الزراعة ويتم التنبيه على المريض بأخذ قسط كافٍ من الراحة وعدم بذل أي مجهود كبير خصوصاً في الأسبوع الأول الذي يلي عملية الزراعة وذلك حتى لاتخرج الشعرات المزروعة من أماكنها. وأشار الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود إلى أن عملية زراعة الشعر بهذه الطريقة هي الأسلوب الشائع على مستوى العالم لكنها تستهلك الكثير من الجهد والوقت والمال وعادة يتكون فريق الزراعة من الطبيب إضافة إلى أربعة أو خمسة فنيين مدربين وذلك لفصل الشعرات المأخوذة من المنطقة المانحة عن بعضها تحت عدسات مكبرة وكذلك لعملية إدخال الشعرات في الفتحات المخصصة لها في المنطقة المستقبلة والتي تحتاج إلى كثير من الصبر و المهارة والتركيز في آن واحد. وتعد زراعة الشعر من أكثر العمليات التجميلية نجاحاً علماً بأن لها مضاعفات بسيطة ونادرة الحدوث ويمكن معالجتها بسهولة، ومن أهم المضاعفات حصول بعض الألم بعد العملية ويمكن التغلب عليه بالأدوية المهدئة خصوصاً في اليوم الأول و في حالات نادرة قد يحدث التهاب في مكان العملية ولكن يمكن منع ذلك أو تخفيفه بالمضادات الحيوية المناسبة.