ها أنت تهزم سنين سكوتك، وتنشر أشرعة البوح في نافورة أحلامي.. وتُبحر في يمِّي بلا سفين! ما ضاقت بركضك ساحاتي.. في صحن نافورة الأمنيات أرى وجهك، الضاحك المشاكس، على صفحة الماء.. أستشعر دفء قربك في عزِّ الغربة.. وأغمض عينيّ كلما تناثرت فوق وجهي زخَّات ذكريات، احتفظت بزهو الألوان، ودفء الزمان والمكان! * * * كان قد تمرَّس على الهروب.. إنها أحد أهم وسائله في الدفاع عن النفس.. دائماً يؤثر (السلامة)، لكن حرصه على السلامة يُفضي به إلى (الاستسلام)! قلت له: أنت تطيعه.. - «من»؟! - الشيطان.. وإن هذه الطاعة تغريه بمزيد من التسلّط..! ضحك كثيراً.. لا أدري، هل هو الذي كان يضحك أم الشيطان.. تصورتهما (2X1).. قال: «من قال لك إنني أطيعه.. ولكيلا أظلمه أقول لك إنه هو الذي يطيعني! قد يفكِّر (لي) بالنيابة (عني)، لكنه متواضع لا ينسب الأفكار لنفسه»! * * * أنتم تكرهونه - قالها متورِّداً واستدرك - «أرجو أن لا تفهمني غلط، فأنا (أيضاً) لا أحبه.. هل تفهمني»؟! قلت: أفهم من؟! أنت أم (هو)؟! ضحك كثيراً: - «هل تسبني أم تمتدحه؟! - لا أسبّك ولا أمتدحه.. فأنا أستعيذ بالله منكما كل يوم..! إنه شريكك.. قال: «ها أنت تظلمه مرة أخرى.. إنه لا يتقاضى أجراً.. ومع ذلك فهو لا يدير أعمالي أنا وحدي، إنه يدير أعمال بعض رجال الأعمال، وأغنياء الحرب! الفقراء طيبون يا عزيزي.. هم الذين يشعلون الحروب.. وهم الذين يكتوون بنارها.. وهم الذين يموتون من أجل (الأذكياء)! * * * ** آخر السطور: «وقال نسوةُ من المدينة ألم يزل كعهده القديم في دِماك بعدْ؟ عذرتهنَّ سيدي.. أشفقت، ينتظرن أن أردْ! وكيف لي وأنت في دمي، الآن بعد الآن قبل الآن، في غدٍ وبعد غدْ.. وحسبما وحينما ووقتما، يكون بي رمَق.. وبعدما وحينما كيفما اتفقْ»!